(( الفصل التاسع ))
.........................
انتصف الليل وماتزال نور تحادث مجد عبر تطبيق الواتساب فيديو، لم تصمت للحظة وهي تخبره بإسهاب عن إعجابها بتصميمات ريما ، خاصة و أنّ العرض أصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي.
قد كان مجد يستند برأسه على يده ،وابتسامة ملل ارتسمت على شفتيه مستمعاً بكل جوارحه إلى حديث نور ،ربما لم يفهم أغلبه لكنه فقط سعيد لأنه يراها ويحدّثها .
هتفت نور بإعجابٍ واضح وهي تشير بيديها : ياآلهي مجد كم أعجبتني هذه المجموعة، خاصة ثوب الزفاف ، يا آلهي ، إنه أسطورة حقيقية.
ضحك مجد بخفة فانتبهت لضحكته، عقدت حاجبيها بانزعاج جلي وهي تعتدل في جلستها قائلة بغيظ طفلة : لماذا تضحك؟؟
أبدل ضحكته بابتسامة طفيفة لينظر إليها وقد زادت جاذبيتها فأجاب بهدوء : لأنك منذ نصف ساعة كاملة وأنت جالسة أمامي تمتدحين تصاميم ريما ولم تعيريني انتباهك أبدا.
أخفضت أنظارها وهي تزم فمها بانزعاج من نفسها فهو محق، بينما أضاف مجد بنبرة لئيمة: الى الآن لم اسمع كلمة غزلٍ واحدة، ولم تسأليني كيف حالك حبيبي؟؟ متى ستعود حبيبي؟ اشتقت اليك حبيبي؟؟
احمرّ وجهها بشدة وهي تنتهره بضعف: مجد.
عاد ليضحك من جديد من خجلها اللذيد منه ،سألته بعد لحظات: متى ستصل طائرتكم ؟؟_ أعتقد الساعة الواحدة بتوقيتكم، ولا تنسي أنتي مدعوّة إلى العشاء غداً لتتعرفي إلى ريما.
تبسمت بخفة وهي تتمتم: تصلون بالسلامة ان شاء الله.ودّعها مجد وأغلق الهاتف، استلقى على ظهره شارداً في السقف وعلى وجهه تلك الابتسامة ، مُستذكراً لقاءهما للمرة الأولى منذ عام تقريبا.
......................
Flash Back.
كان مجد يشعر بالملل الفظيع في الجامعة، فهو على الرغم من تسجيله فيها منذ ثلاث سنوات ،إلا أنه لم يحضر الا قليلا، لم يعد إلى بلاده طمعاً في التعلم ولا بسبب الغربة القاتلة كما ادّعى وأقنع شقيقه، بل كان جُلَّ همه بأن يتخلص من الطبيب النفسي الذي كان يتولى علاجه في لندن، ذاك الأحمق المزعج حسب ادّعاءاته ليس طبيباً إنما هو ( خرّاب بيوت).
لذا قام مجد بإقناع أدهم بأن يعودا إلى البلاد ليتعلم في الجامعة التي لم يحضر من محاضراتها الا مايُعدُّ على الأصابع، الحقيقة أنه كان يحضر فقط ليظنَّ أخاه بأنه متحمس للدراسة، بينما كان يقضي معظم وقته يتسكع في مقهى الجامعة وحيداً، بعد فشله في إنشاء صداقات .خرج من المقهى بالتزامن مع انتهاء دوام الكلية، وصل إلى حيث ينتظر سائق الأجرة الذي هاتفه مسبقاً وهو يلتفت حوله بروتينية، لفت انتباهه فتاة تمشي مُسرعةً، وهي تتكلم مع أحدهم في الهاتف وتقطع الشارع دون انتباهٍ منها ،لاحظ سيارةً تتقدم بسرعة تجاهها، خفق قلبه بشدة وقد اختلطت المشاهد في عينيه بين السيارة المسرعة والفتاة المتهورة وذكريات قديمة من حادث سيارة مخيف.
أنت تقرأ
وصيه والد.. للكاتب علي اليوسفي
Romanceجميع الحقوق محفوظة للكاتب ممنوع النقل والاقتباس (((المقدمة ))) (( لكلًّ منّا ماضٍ ، يؤثر في حاضره وربما مستقبله أيضاً)) { لم أستطعْ تجاوزه بعد، مازلتُ عالقةً في تلك اللحظة حرفيّاً ،حين لفظني من حياته كأنني نكرةٌ لم أكن يوماً ،لم يكلف نفسه عناء التقد...