☦︎︎11☦︎︎

3.3K 128 31
                                    

وقفت جامدا في مكاني ، و أنا أراقب جونغ يترنح ، ثم يهوي ، و تسكن حركاته ... كان دوي الطائرة يزلزل طلبتي أذني ... دققت النظر إليه ... لم يحرّك ساكنا رفعت قدمي بصعوبة و حثثتها على السير نحو جونغ بصعوبة وصلت قربه فرأيت عينيه مفتوحتين ، و الدماء تسيل من أنفه ، و صدره ساكنا عن أية أنفاس ... أدركت ... أنه مات ... و إنني أنا ... من قتله استدرت للخلف و عيناي تفتشان عن تاي ... صغيري الحبيب... مدللي الغالي ... مهجة قلبي ... رأيته يقف بذعر عند سيارتي ، و ينظر إلي و دموعه تنهمر بغزارة ، فيما يستلقي القماشي على الرمال الناعمة بكل هدوء ...

بتثاقل و بطء ، بانهيار و ضعف شديدين ، سرت باتجاهه ... نفذ كل ما كان في جسدي من طاقة ، فكأنما كنت أعمل على بطارية انتزعت مني و تركتني بلا طاقة و لا حراك ...

في منتصف الطريق ، انهرت ...

خررت على الأرض كما تخر قطعة قماش كانت متدلية كالستار المثبت إلى الحائط و ارتطمت ركبتاي بالرمال ... و هبطت أنظاري برأسي نحو الأرض ... رفعت رأسي بصعوبة و نظرت إلى تاي ، و هو لا يزال واقف في نفس الموضع و الوضع ... بصعوبة فتحت ذراعي قليلا ، و قلت بصوت مخنوق خرج من رئتي :

" تعال ... "

تاي نظر إلي دون أن يتحرك ، فعدت أقول :

" تعال ... تاي "

الآن ، أقبله نحوي بسرعة ، و بقوة ارتمه في حضني و كاد يلقيني أرضا ... طوّقني بذراعيه بقوة ، و حين حاولت تطويقه أنا عجزت إلا عن رمي ذراعي المنهارتين حولها بضعف

بكيت كثيرا ... و كثيرا جدا ... لما ضاع ... و لما انتهى .. و لما هو آت و محتوم ...

بقينا على هذا الوضع بضع دقائق ، لا أقوى على قول أو فعل شيء ... و السكون التام يسيطر على الأجواء ...

كان طريقا بريا موحشا ، و لم تمر بنا أية سيارة حتى الآن ...

استعدت من القوة ما أمكنني من تحريك يدي قليلا ، فجعلت أمسح على رأس طفلي و أنا أقول بحرقة و مرارة :

" سامحني يا تاي ... سامحني ... "

تاي استردد أنفاسه التائهة ، و قال و وجهه لا يزال مغمورا في صدري :

" دعنا ن عود للبيت "

أبعدت رأسه قليلا عني و سمحت لأعيينا باللقاء ... و أي لقاء ؟؟ لقاء مبلل بسيول عارمة من الدموع الدامية لم يجد لساني ما يستطيع النطق به ... حاولت النهوض أخيرا ، و ذراعاي تجاهدان من أجل حمل الصغير ، ففشلت

YOU ARE MINحيث تعيش القصص. اكتشف الآن