" نعم بالتأكيد ! "
و هل أضيع فرصة رائعة كهذه ؟؟ أنا و جونغكوك نخرج في نزهة ليلية ! نتجول في شوارع المدينة... نتناول الطعام من أحد المطاعم... و نحلّي بكرات الاسكريم ! تماما كما كنا نفعل في الماضي ! يــــاه ! ما أسعدني !... و تحقق الحلم الذي كان أبعد من الخيال! و قضينا نحو ثلاث ساعات في نزهة رائعة أنا و جونغكوك قلبي فقط و فقط ! أوقف جونغكوك سيارته عند الموقف الجانبي لأحد الجسور المؤدّية إلى جزيرة ترفيهية صغيرة يرتادها الناس للتنزه... و وقفنا أنا و هو على الجسر... عند السياج نتأمل الجزيرة و نراقب أمواج البحر و نتنفس عبقه المنعش... و من حولنا الناس يستمتعون بالأجواء الرائعة ...
" منظر مدهش جونغكوك ! ليتنا أحضرنا معنا آلة تصوير ! "
جونغكوك ابتسم، و أخرج هاتفه المحمول من جيبه و استخدم الكاميرا التابعة له و التقط بعض الصور... ثم دفعه لي كي أتفرج عليها !
" عظيم ! ليتني اقتني هاتفا كهذا ! "
كرر جونغكوك ابتسامته و قال:
" بكل سرور! أبقه معك لتصور ما تودة الليلة! مع أن الظلام لن يسمح بالكثير"
و مع ذلك التقطتُ بعض الصور الأخرى، و الأهم... صورة مختلسة لجونغكوك التقطتها بحذر دون أن يدري... و قد أبقيتُ الهاتف معي طوال النزهة لئلا يراها! و راودتني فكرة أن أنقلها إلى الحاسوب، ثم أقوم بطباعتها و من ثم أرسمها بيدي... و أعيد إلى مجموعة لوحاتي صورة جديدة لجونغكوك قلبي... عوضا عن تلك التي احترقتْ في منزلنا المنكوب... آه ! كم أنا سعيد! و لأنني كنتُ في غمرة لا توصف من البهجة فقد تخليتُ عن جزء من حذري و رحتُ أراقب جونغكوك بلهفة و تمعن و أرصد تحركاته و تعبيرات وجهه بدقة منقطعة النظير... أتمنى فقط ألا يلحظ هو ذلك ! و نحن عند الجسر... و فيما أنا منغمس في مراقبته... مرت لحظة أغمض جونغكوك فيها عينيه و أخذ يتنفس بعمق... و يزفر الهواء مصحوبا بتنهيدات حزينة من صدره ... كرر ذلك مرارا و كأنه يريد أن يغسل صدره من الهواء الراكد الكئيب فيه !
شعرتُ ببعض القلق فسألتُ :
" ما بك جونغكوك ؟ "
التفتَ إليّ و هو يفتح عينيه و يبتسم و يجيب:
" لا شيء! أريد أن أملأ رئتيّ من هذا النقاء! جميل جدا... كيف تفوّتْ سيلا و الخالة شيئا كهذا؟"
إذن... ربما كان يفكّر في سيلا ! خذلتني جملته بعض الشيء... ففيما أنا مكرسة نظري و فكري فيه... يشتغل باله بالتفكير بها هي؟؟ مرتْ بذاكرتي صورة سيلا و هي تشيح بوجهها عن جونغكوك و تخرج من غرفة مكتبه هذا اليوم...عند المغرب... بدتْ غاضبة... وبدا جونغكوك حينها منزعجا... و كأن بينهما خصام ما...الفضول تملّكني هذه اللحظة و ربما كانتْ الغيرة هي الدافع، فسألت ُ:
" لماذا رفضتْ المجيء معنا ؟؟ هل... هل هي غاضبة؟ "
جونغكوك نقل بصره إلى البحر... و قال بعد قليل :
" نعم... منّي "
ليس شرير و لا خبيث ! لكن... يا إلهي أشعر بسرور غير لائق ! لم استطع كتمه و قلتُ باندفاع فاضح:
" هل أنتما متخاصمان ؟؟ "
التفتَ إلي ّ جونغكوك مستغربا ! لقد كان صوتي و كذلك تعبيرات وجهي تنم عن البهجة ! شعرتُ بالخجل من نفسي فطأطأتُ رأسي نحو الأرض فيما تصاعدتْ الدماء إلى وجنتيّ ! لم أسمع ردا من جونغكوك... فرفعتُ بصري اختلس النظر إليه... فوجدته و قد سبحتْ عيناه في البحر بعيدا عنّي... ثم سمعته يقول :
" تريد العودة إلى لمزرعة "
اندهشتُ ... و أصغيتُ باهتمام مكثف ... جونغكوك تابع:
" مصرة على ذلك و قد فشلتُ في ثنيها عن الأمر... اضطررتُ لشراء التذاكر و موعد السفر يوم الأحد "
ماذا ! عجبا ! قلتُ :
" أحقا ؟ ستتركها تذهب ؟؟ "
جونغكوك أجاب و هو لا يزال ينظر إلى البحر:
" و الخالة كذلك... "
قلتُ مباشرة :
" و أنتَ ؟؟ و أنا ؟ "
التفتَ جونغكوك إليّ و كأن هذه الجملة هي أكثر ما يثير اهتمامه! ركز النظر في عينيّ لحظة ثم قال :
" سنرافقهما طبعا "
أنت تقرأ
YOU ARE MIN
Romansa،شعرت بشيء يسيل على خدي رغما عني بكيت من الذعر و الخوف ... و الحيرة و الدهشة ... لا أعرف كيف سيكون لقاؤنا التالي ... لم يعد هذا جونغكوك ! جونغكوك لم يكن يصرخ في وجهي و يقول : " انصرف " كان دائما يبتسم و يقول : " تعال يا تاي !! " " لن أصدّق.. إنك...