جونغكوك :
انحنيت و رفعت الساعة عن الأرض ... و بقينا نحدق ببعضنا لبرهة ، ثم قلت :
" لم تعد بحاجة للاحتفاظ بها ... فصاحب الساعة ... لم يعد موجودا "
انصرفت نحو باب المدخل ...
لم أعط بصري الفرصة لإلقاء أي نظرة على أي منهم ... لم ألتفت للوراء ... و كنت اسمع نداءاتهم دون أن أستجيب لها ...
تريدون عودتي ؟؟ أعيدوا تاي إلي أولا ! أم تظنون أنني سأحتمل العيش بينكم ، و هو ... ليس إلي ؟؟ دون تاي ... فإن جونغكوك لم يعد له وجود على وجه الأرض ... ألا تدركون ذلك ؟؟ ألا تدركون ما فعلتم بي ؟؟ قتلتموني ... شر قتلة ...
" كــــــــــــــــــــوك "
كان هذا صوت تاي ... يخترق أذني ... و رأسي ... و قلبي ... و كل خلية ... و كل ذرة من جسدي ...
لم أستطع أن أقاوم ... التفت نحو الوراء و لم أر شيئا ... غير طفل صغير ... ضئيل الحجم ... دائري الوجه ... واسع العينين ... خفيفة الشعر ... يتدلى شعره القصير الأملس على عنقه بعفوية ... يرفع ذراعيه نحوي بدلال و يقول :
" كـــــــــــــــوك ... احملني ! "
" تاي ... تعال ! "
رأيت شبحه يقبل نحوي ... راكضا ... ضاحكا ... حاملا في يده اليمنى دفتر تلوين ... و في الأخرى صندوق الأماني ... و يمد ذراعيه إلي ... فأطير به إلى الهواء ... إلى الفضاء ... إلى السماء ... إلى حيث ترتفع أرواح الموتى ... و تصعد دعوات المعذبين ...
يا رب ... أتوسل إليك ... أرجوك ... خذني إليك ...
~~~~~~~~~
جونغكوك:
طريق العودة لم يكن بأقل مشقة من طريق الذهاب ... ألا أنني بسبب التعب و الإجهاد النفسي نمت معظم ساعات النهار الأول .
حطام الأشياء التي أراها من حولي لا يختلف عن حطام قلبي ... إلا أن الجماد لا ينزف دما
اغنية المنبعثة من مذياع السيارة بصوت مغني رخيم عذب هو الشيء الوحيد الذي خفف على قلبي آلام التمزق و التقطع و الاحتراق ...
توالت الساعات ، و كنت أتابع باهتمام مزيف كل ما أسمعه من المذياع هروبا من التفكير في الطريق الذي ولى ... و الطريق القادم ...
في الماضي ... و المستقبل ...
بلغنا مدينتنا قبيل غروب الشمس الثالثة التي أنارت دربنا ...
أنت تقرأ
YOU ARE MIN
Romance،شعرت بشيء يسيل على خدي رغما عني بكيت من الذعر و الخوف ... و الحيرة و الدهشة ... لا أعرف كيف سيكون لقاؤنا التالي ... لم يعد هذا جونغكوك ! جونغكوك لم يكن يصرخ في وجهي و يقول : " انصرف " كان دائما يبتسم و يقول : " تعال يا تاي !! " " لن أصدّق.. إنك...