ذات يوم ... و فيما كنا أنا و يونغي و بعض شركاء الزنزانة نسلي أنفسنا باللعب بالحصى ، و هي لعبة سخيفة اخترعناها من أجل قطع الوقت الذي لا ينتهي ، و كنا نسر أو نتظاهر بالسرور أو نقنع أنفسنا به ، فتح الباب و دخل مجموعة من العساكر .توقفنا جميعا عن اللعب، و انسابت أنظارنا نحوهم . لم نكن نشعر بأي طمأنينة لدى دخول إي منهم ... فمجيئهم ينذر بالشر و الخطر
بدأ العساكر يجولون بأبصارهم فيما بيننا بازدراء و تقزز . ثم تقدم أوسطهم خطوة للأمام و قال :
" مين يونغي "
و جعل ينقل بصره من واحد لآخر ...
يونغي أجاب بعد برهة :
" أنا "
استدار العسكري إلى رفاقه و أومأ إليهم
تقدّم اثنان منهم و أقبلا نحو يونغي ... و قالا بحدة :
" انهض "
نهض يونغي ببرود ، فإذا بهما يطبقان عليه بشراسة و يقودانه نحو الباب ... يونغي سار معهما دون مقاومة ، فيما كانت أفئدتنا وجلة متوقعة شرا . لم ينبس أحدنا ببنت شفة ، و بقينا في صمت رهيب و نحن نراقب يونغي بقلق ، فيستدير هذا الأخير ليلقي علينا نظرة و يبتسم ... خرج العساكر بيونغي و أقفلوا الباب و بقينا في صمت فظيع لبضع دقائق ... كنت أنا أول من أصدر صوتا اخترق جدار الصمت الموحش حين قلت :
" إلى أين أخذوه ؟ "
هز البقية رؤوسهم في حيرة و تساؤل ...
مضت ساعتان أو أكثر و نحن في هدوء و قلق ... في انتظار عودة يونغي و بدا أنه لن يعود .. بدأت أذرع الزنزانة ذهابا و جيئة و أنا أدعو الآله ألا يكون يونغي قد أعدم ... و بينما أنا كذلك ، إذا بالباب يفتح مجددا ، و يدخل اثنان من العساكر يحملان يونغي و يلقيان به أرضا ، ثم ينصرفان ...
أقبلنا بسرعة نحو يونغي فإذا بالدماء تلطخ جسمه و ملابسه... و إذا بالجروح و الكدمات الملتهبة تغطي جسده ...
" يونغي ! ماذا فعلوا بك ؟؟ "
صرخت في ذعر و أنا أرفع رأسه و أسنده على ركبتي ... لم يكن يونغي بقادر على الكلام من شدة الإعياء و كان جليا لنا أنه تعرض لتعذيب شديد ... تناوبنا جميعا في العناية به حتى بدأت الحياة تجري في عروقه . أخبرنا فيما بعد بأنهم أوسعوه ضربا من أجل الإدلاء بمعلومات لا علم له بها ... و أنهم في طريقهم لإعدامه حتما
في اليوم التالي ، حضر العساكر أيضا ، و ما أن دخلوا السجن حتى ارتعشت قلوبنا جميعا و اشرأبت أعناقنا و تعلقت أبصارنا بهم في حالة لا توصف من الذعر في تلك اللحظة كنت أجلس جوار يونغي أنظف بعض جروحه و بلا شعور مني أمسكت بذراعه بقوة خشية أن يأخذوه ...
أنت تقرأ
YOU ARE MIN
Romance،شعرت بشيء يسيل على خدي رغما عني بكيت من الذعر و الخوف ... و الحيرة و الدهشة ... لا أعرف كيف سيكون لقاؤنا التالي ... لم يعد هذا جونغكوك ! جونغكوك لم يكن يصرخ في وجهي و يقول : " انصرف " كان دائما يبتسم و يقول : " تعال يا تاي !! " " لن أصدّق.. إنك...