☦︎︎43☦︎︎

2K 75 19
                                    

ذهبت بعد ذلك إلى دورة المياه الوحيدة في تلك الشقة... و كم شعرت بالحرج من ذلك... خصوصا حينما نظرت إلى نفسي عبر المرآة و وقع بصري على أدوات الحلاقة مبعثرة على الرف !
يا إلهي ! ما الذي أفعله أنا هنا !!؟؟
عندما خرجت، وجدت وسادة و بطانية قد وضعا على المقعد... إذن فجيمين لا يزال مستيقظا... و لا بد أنه التقط موجات أفكاري أخيرا !
المقعد كان صغيرا و لا يكفي لمد رجليّ ، لكنني على الأقل استطيع أن أريح جسدي قليلا فوقه... أنا متعب و أريد أن أنام بأي شكل... و استلقيت على المقعد والتحفت البطانية و سرعان ما نمت من شدة التعب... !
عندما نهضت كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة بقليل... نهضت عن المقعد بسرعة شاعر ببعض الألم في ظهري أثر الانكماش !
كنت أتوقع النهوض في وقت أبكر و كنت أنوي الاتصال بخالتي مباشرة... تلفت يمنا و يسرا..و دققت السمع فوصلني صوت محادثة...
لابد أن ابنا عمّي قد نهضا... و فركت عيني ّ لأزيل عنهما أثر النوم... ثم سرت نحو الغرفة المفتوحة الباب و أنا أقول :
"جونغكوك... جيمين .. هل نهضتما ؟ "
وصلني صوت جيمين :
" نعم"
دخلت الغرفة و أنا ألقي التحية... و وجهت بصري مباشرة نحو جونغكوك :
" جونغكوك هل أنت بخير ؟ "
جونغكوك كان جالسا على السرير و مسندا ظهره إليه ... و كان يبدو أفضل حالا من يوم أمس... و إن ظهر الشحوب جليا على وجهه ...
ابتسم جونغكوك ابتسامة مطمئنة و قال بصوته المريض :
" نعم. "
قلت و أنا أتنهّد بارتياح :
" اه جيد "
ثم أضفت :
" هل نمت جيدا ؟ هل تشعر بتحسن ؟ و هل زالت الحرارة ؟ "
قال :
" نعم. فهذه الأدوية سحرية ! "
قال ذلك و هو يشير إلى الأدوية المصفوفة إلى جوار السرير على المنضدة و التي كانت الطبيب قد وصفها له يوم أمس...
قلت :
" لكن يجب أن تستكمل علاجك في المستشفى كما أمر الطبيب... سأتصل بخالتي "
و استدرت و خرجت من الغرفة عائد إلى حيث تركت حقيبتي و هاتفي... و أنا أمسك بالهاتف لمحت جيمين مقبلا... قال :
" انتظر "
نظرت إليه باستفسار .. و دون أن ينظر إلي ّ قال :
" جونغكوك يريد التحدث معك..."
حملت هاتفي معي و ذهبت إلى جونغكوك.. أما جيمين فأظن أنه خرج... وقفت قرب الباب... منتظر ما يود جونغكوك قوله... جونغكوك لم يبدأ الحديث مباشرة... لا أعرف إن كان السبب بحة صوته أو تهيج حلقه، أو تردده في قول ما سيقول...
تناول جونغكوك كأس الماء الموضوع مع الأدوية و شرب قليلا ثم قال :
" أنا آسف يا تاي ... "
حقيقة أنني توقعت أن يقول أي شيء آخر... عدا الأسف !
" لم الأسف ؟؟ "
قال و هو يحاول جعل جمله قصير لئلا يتعب حباله الصوتية :
" كنت متعبا.. اعذرني.. هل نمت جيدا ؟ "
ابتسمت وقلت بمرح:
" نعم... عدا عن وجع في الظهر و برودة في الأطراف ! "
جونغكوك قال :
" لم يكن أمامي حل أفضل.. أنا آسف "
قلت مباشرة :
" لا تهتم.. الأمر ليس سيئا لهذا الحد "
أناقض بذلك الحقيقة التي عشتها ليلة أمس و أنا نائم
هل يبدو الأمر سيئا إلى ذلك الحد !؟
جونغكوك قال :
" على كل.. كان ظرفا طارئا لن يتكرر "
خفضت ببصري خجلا... و لم أجد تعليقا مناسبا
جونغكوك قال :
" سنغادر عصرا"
قفزت ببصري إليه مجددا و كلي استنكار و اعتراض... قلت :
" اليوم ؟ عصرا ؟ "
" نعم "
" و ماذا عن ... المستشفى ؟ "

YOU ARE MINحيث تعيش القصص. اكتشف الآن