وصلت إلى المشفى فى غضون دقائق، ركنت السياره وترجلت منها متوجهاً نحو البوابة الرئيسيه، إنه مشفى مألوف فنحن نحضر أغلب الشهود، المشتبه بهم، المجرمين والمتورطين فى قضايا القسم إلى هنا.
دخلت وقابلنى (مارك) قرب الباب سألته عن الوضع فأخبرنى أن من طلبونى من أطباء تجمعو فى إحدى الغرف المخصصه للموظفين وانهم فى انتظارى، تبعته عبر الردهات الهادئه -هذا الهدوء كان متوقعاً ﻷنها الثالثة فجراً- حتى وقف أمام احدى الغرف ووقفت أنا خلفه، طرق الباب ثم فتحه وأشار لى بالدخول ففعلت، بعدها استأذن هو وخرج مغلقاً الباب.
أحضر احدهم كرسيا مشيراً لى بالجلوس، اكتفيت بالإيماء وجلست، نظرة خاطفه وأدركت وجود شئ خاطئ، فى الغرفه جراحان من قسم المخ والأعصاب وثلاثه من قسم الجراحه العامه والقلق باد على وجوه الجميع، كان الصمت مسيطرا لذا قررت بدء الحديث:
-" إذا ً؟! " سألت آملا أن يرد أحدهم كاسراً الصمت شارحاً الموقف و هو ما حدث فعلاً-" أنت الضابط الذى أمر بإحضار ذلك الشخص إلى هنا ؟ " قالها أحد جراحى المخ و الأعصاب الذى كتب فى بطاقته التعريفيه (جاك).
-"أجل إنه أنا سيد (جاك) لذا أرجو أن تختصر و توضح لى ما يجرى "
نظر لزملائه بتردد ثم عاود النظر إلى
-"إنا رأينا العجب يا سيد . . . "-"جورج اسمى جورج "
-"إنا رأينا العجب سيد جورج ولا أجد طريقة ملائمه للشرح فأنا حقاً مصدوم وفى حيرة بالغة، ذلك الشخص الذى احضرتموه . . .ذلك الشخص ليس طبيعياً بالمره!"
ساد الصمت لثوان معدوده ثم تحدثت ساره من قسم الجراحه العامه:
-"صحيح أن أى من أعضائه الحيويه لم تصب بضرر لكن جسده فى العموم كان متهالكاً لقد هوجم بوحشيه، و مع عدد الإصابات وقوة النزيف كان من المفترض أن يصاب ب(صدمة نقص حجم الدم) المؤديه للوفاه لكن لنفترض أنه محظوظ كفايه ولم يصب بالصدمه ﻷجساد البشر حدود حين يتعلق الأمر بسرعه الإلتئام مازلت لا اصدق عيناى!"
أنهت حديثها ليبدأ (انديرسون) من نفس القسم قائلاً:
-"ليس بشراً، سيد جورج من أحضرته ليس بشراً خلايا البشر لا تنقسم بتلك السرعه هذا غير ممكن على الأقل خلاياه ليست بشريه!"
كنت محافظاً على هدوئى طوال حديثهم وبنفس الهدوء اردفت قائلاً :
-"إذاً هذا يعنى أنه حى اليس كذلك ؟"نظرت ساره لى بحنق شديد و اردفت:
-"أنت لا تفهم ماهية الوضع اليس كذلك ؟!"-"أنا لا أرى مشاكل فيما تخبروننى به يا آنسه ما استنتجته من حديثكم هو أن شاهدى يتماثل للشفاء بسرعه وهذا بالضبط ما أريد، لما على أن اقلق الوضع سليم أنا لا اهتم ان كان إنساناً أو حشره طالما سيمدنى بما اريد من معلومات!"
ساد الصمت و شعرت بنظراتهم الحانقه تخترقنى عاودت الحديث سائلاً :
-"إذاً أين هو الآن ؟ "رد على جاك قائلاً أنهم نقلوه لغرفة عاديه و أنه على هذا المنوال سيكون بخير خلال اسبوع واحد مما يصعب تصديقه اذ أننى رأيت كيف كان جسده ممزقا قبل ساعات قليله أيضاً انبأنى أن شاهدى غائب عن الوعى لكن لا شئ يدعو للقلق واجهت كلماته المنمقه ببعض من الصمت ثم عاودت النظر للقابعين أمامى من أطباء كانت نظرتى حازمه تبعتها كلمات ثابته:
-"أرجو أن لا تتسرب أى معلومات عن حالة شاهدى الصحيه"
كلامى لم يعجب حانقة قسم الجراحه العامه فإندفعت من مكانها واقفة ضاربة يداها على الطاوله و اردفت:
-"أهذا تهديد ؟! كيف تجرؤ ؟ "-"يا إلهى بالطبع لا كيف أجرؤ على تهديد اطباء يؤدون عملهم بشرف شديد؟! أنا لا اريد أن يسلب شاهدى! إنها ببساطه أوامر الضابط المسؤل عن القضيه والآن إئذنو لى بالرحيل وارجو إبلاغى حين يستيقظ شاهدى"
انهيت كلماتى وخرجت مغلقاً الباب تاركاً الفتاه فى نوبة غضب عارمه على كل حال أن تغضب خير لها من أن تقتل!
قابلت (مارك) قرب البوابه، بالنظر لعينيه يمكنك رؤية شبح القلق يغلفه، ليست قضيتى وحدى ولا بد أن كل ما احتوت الليله من أحداث بدأ يؤثر عليه
-" (مارك) هذا يكفى عد لمنزلك و خذ قسطاً من الراحه؛ فأنا اتوقع رؤيتك فى القسم بعد ساعات قليله "
بالطبع كان لديه فضول عما دار بينى وبين الأطباء لكنه لم يجرؤ على السؤال-"كيف يمكننى أن افكر فى الراحه ونحن بصدد كل هذا التعقيد، سيدى أيعقل أنك نسيت بالفعل ما شهدناه من جثث مشوهه إنها تذكرة مجانيه ﻷسابيع من الأرق والكوابيس "
-"إنها متاعب المهنه عليك تخطى الأمر " قلتها متنهداً
خرجت أنا عائداً لعزيزتى السوداء بينما تهاوى جسد (مارك) على الكرسى القابع خلفه مع تنهيدة مسموعه، أنا اتفهم شعوره أى شخص لا يتأثر بما رأينا هو شيطان لا غير، عدت لشقتى المتواضعه إنها الرابعة فجراً ولربما أنا محظوظ كفايه ﻷحظى ببضع ساعات من النوم . . . .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفصل النهارده 716 كلمه تقريباً ♥ اتمنى التفاعل و بإذن الله فصول أطول فى الإنتظار ♥
أنت تقرأ
the unknown || المجهول
Mystery / Thrillerالثلاثون من ابريل عام 2090م بعد الإبلاغ عن حادث إختطاف من طرف مجهول عصر اليوم الحالى أسرعت الشرطه إلى المزعوم أنه موقع الإختطاف . . . . لم يتم العثور سوى على الجثث !!!