الفصل السابع و العشرين:حفرت جدرانه فى عقلى

96 14 41
                                    

الحادى عشر من مايو عام 2090م.

وصلنا إلى ذلك المنزل . . . لست جيدا فى حفظ الطرق لكن هذا الطريق محفور فى ذاكرتى، جدران هذا المنزل محفورة فى عقلى . . . هنا نشأت و نشأ هلعى، أردت هدم المكان أو إحراقه لكنى أدركت أنى إن هدمته لم أدفن خوفى بل هدمت نفسى لذا تراجعت عن الفكره . . .

ركنت السياره و أشرت لمونيكا و للرجل فى الخلف أن يجلب فيليب و يتبعونى، تقدمت الطريق إلى المنزل السور الصغير المحيط بالمكان كان مفتوحاً، تقدمت إلى الباب الأمامى، أخرجت مفتاحاً و فتحته . . . دخلت و تبعونى

-"هذا منزلك؟" سألت مونيكا

-"أنا أسكن فى الجنوب . . . مع ذلك ولدت هنا . . ."أجبتها أنا

أحرص على إحضار أحد ما لينظف هذا المكان كل شهر لذا هو ليس قذرا، قمت ببعض التعديلات هنا و هناك أيضا لأن المنزل هجر فترة من الزمن، فى سن التاسعة عشر بدأت الإهتمام بهذا المكان قبلها كان مهجورا . . .

وصلنا إلى باب القبو أحد الأشياء التى جددتها كان باب القبو لأنى اضررت لكسره اذ انى لم أعرف كيفية فك الأقفال حينها لكنى تعلمت فيما بعد . . .

أدخلت الرمز و فتحت الباب ثم التفتت لمن يتبعوننى
-"أنت يمكنك البقاء هنا سأساعده أنا على المشى لكن لا ترحل ربما أحتاجك فهذا الشئ حقاً خطير" وجهت كلامى للحارس، اتجه هو إلى كرسى قريب و جلس دون اعتراض

-"لا أحب أن يشار لى كشئ لكن سأعتبر هذا مديحا!"قال جيسون و رغبت فى قتله هنا و الآن لكنى لن أفعل

-"مونيكا يمكنك البقاء هنا أو العوده للمكتب"قلت أنا

-"لن أعود إلى المكتب، إسمع أنا لن أسمح لك أن ترتكب فعلاً تندم عليه فيما بعد "

-"يمكنك البقاء فقط لا تتدخلى، سأتحمل مسؤلية أفعالى"

قدت جيسون إلى القبو، ثم إلى كرسى خشبى قديم مزود بأصفاد . . . حين كانو يختطفون شخصاً كانو يربطونه إلى ذلك الكرسى و بالطبع كنت أنا شاهداً أغلب الأوقات . . . جعلته يجلس ثم قيدت يداه خلف الكرسى و قدماه إلى قدما الكرسى، و ظلت مونيكا واقفة بلا حراك، اشرت لكرسى كبير إلى المكتب الكبير قرب أحد الحوائط
-"يمكنك الجلوس سيستغرق التعامل معه وقتاً" اقترحت أنا على مونيكا

جلست هى، و فككت أنا ربطة العنق معيدا بصر جيسون، توسعت عيناه قليلاً حين أدرك أين نحن . . .

-"أرى أنك مازلت تذكر هذا المكان؟ كم عاماً مر جيسون؟ اثنان و عشرون عاماً مرت منذ آخر لقاء بيننا، كنت مبتسما حينها لما العبوس الآن؟"قلت أنا ثم وقفت أمامه تماماً. . . ظل يطالعنى من أعلى لأسفل بغير تصديق، كأنما يرى شبحا . . .

-"أنت ابن ويلسون؟!"

-"ياله من فخر لى أنك مازلت تذكرنى" رددت انا بسخريه

the unknown || المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن