الفصل التاسع: لمحة عما مضى

162 17 27
                                    

السابع من مايو عام 2090م.

اعددت كوباً من القهوه حالكة السواد، أجد فى حياتى إنجذاباً لذلك الذى ليس لوناً بل هو بؤرة من اليأس من اللا وجوديه و الإنعدام فترى ملابسى يغلب عليها اللون الأسود و سيارتى الرثه العتيقه هى أيضاً درجة غامقة من الاسود حتى أنك لن تراها ليلاً و مكتبى و طراز شقتى و مجموعة أحذيتى الكلاسيكيه التى لم تعرف الألوان قط و حتى قهوتى . . . و حين أفكر كيف انتهى بى المطاف يائساً محيطاً نفسى بهالة من الإنعدام، لم أكن هكذا فى سنين حياتى الأولى على الأقل لم أولد فى حلة سوداء !
لكن ما مررت به يحولك كهلاً فى مهدك!
إنعدمت لا أنا أعنيها حرفياً إنعدمت فى لحظه، تحول مستقبلى الباهر لرفاة ساعدت أنا فى دفنها . . .
أنقذنى صوت انكسار كوب القهوة حديث الصنع من دوامة ذكريات قررت تلاشيها منذ زمن مضى . . . تنهدت و أسرعت لتظيف ما سببته من فوضى فى الواقع لن تجد شخصاً ينظف فوضاه فى عصرنا هذا مما أجده أنا شيئاً منفراً ينتج مجتمعاً غير مسؤل فلدينا التكنولوجيا و ما أحلى التكنولوجيا روبوتات صغيره تنظف فوضاك، بضغطة زر تطبخ طعامك أيضاً، و تحافظ على أمن بيتك و يصل الأمر أن بعضها قادر على تربية أطفالك يال الروعه لكن بما أنى شخص قديم أنا أفضل الطرق القديمه و لدى ممسحتى و مكنستى لا ليست مقشه لست بذلك القدم لدى مكنسة كهربائية بالطبع، نظفت الأرضيه من القهوه و الزجاج و اعددت كوباً جديداً ثم دلفت إلى مكتبى المنزلى لأتابع العمل بالطبع افضل العمل من المركز لكنها الثانية فجراً و قد نلت حصتى من المبانى المخيفه إن كنت سأعمل وحدى لوقت متأخر فأفضل أن افعل ذلك فى منزلى . . .

وضعت كوب القهوه على المكتب و سجلت الدخول إلى شبكة المركز عبر حاسوبى المنزلى و بدأت تفقد ما وصلنى من مستندات . . .
بالأمس استيقظ شاهدى فاقداً للذاكره حصلت على حوار صغير معه لم يبد أنه يكذب لكنى طلبت من جاك أن يؤكد ذلك فلك أن تتخيل عدد المجرمين الذين يدعون الجنون أو البلاهه إنها صيحة فى عالم الإجرام!
على كل حال أخذت منه معلومة قيمه اسمه الكامل (إيفان ألبرت أناتولى) ارسلت لكل المستشفيات فى المدينه طلباً رسمياً لتسليم أى سجلات أو معلومات محفوظه تحت اسم (ألبرت أناتولى) و ﻷنى فائق الذكاء أرسلت ذات الطلب لمركز الطب الشرعى (المشرحه) أما عن ما استلمت من مستندات فهو مثير بالفعل :

'سجلت وفاة السيد (إيفان ألبرت أناتولى) البالغ من العمر أربعة وعشرين عاماً بتاريخ 21/12/2085 '

قد يكون الشك فى ذكرياته اختياراً وارداً لكنه ليس أكيداً كما أن جاك أكد لى أن معلومات أساسيه كالإسم لا تتأثر بفقدان الذاكره الناتج عن صدمه؛ إذاً شخص ما زييف وفاته ؟ لكن بأى غاية؟ أم يكون هو زييف وفاة نفسه؟
أكملت تفقد البيانات فإذا بى أجد أكثر من بيان وفاة تحت اسم (ألبرت أناتولى):

'تم تأكيد وفاة السيده (ألبرت أناتولى) البالغه من العمر 55 عاماً بعد تعرضها ﻹصابات بليغه فى حادث مرورى و تعسر إنقاذها بتاريخ 6/5/2085'

the unknown || المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن