الفصل الرابع: بداية التحقيق

222 23 8
                                    

الأول من مايو عام 2090م .

حين غادر السيد (ديكنز) مكتبى المتواضع كانت قهوتى قد بردت بالفعل لكن هذا لم يمنعنى من إنهائها على أى حال . . .
قررت بدء التحقيق و بما أنى لم أستلم أى رسائل من المشفى فهذا يعنى أنه لم يستيقظ بعد لذا سأبدأ بتحرى أمر ذلك المكان الغامض حيث بدأ كل شئ . . .

فريقى مكون من ثلاثه (مارك) و (روبرت) و أنا ثالثهما استدعيتهما إلى مكتبى فور أن وصلا فللأسف الإثنان مستهتران و من عاداتهما التأخر عن العمل قررت توبيخهما كالمعتاد و رغم علمى أن (مارك) لم يذق النوم و أنه قضى فترة طويله تأكله الأفكار فى المشفى لكنى سأحرص على أن اشمله فى التوبيخ فهذا ليس مبرراً للتأخير ! 

-"تتأخران بالحضور كل يوم أين شغفكما بالوظيفه ؟! مارك أنا على علم بأنك مستجد و أنك حظيت بليلة صعبه هذا لا يبرر التأخير و أنت (روبرت) ما مشكلتك هل على أن أعيد توبيخك كل يوم لما لا تلتزم بمواعيد الحضور و الانصراف أنت لست فى سنتك الأولى حتى كم سنة قضيت هنا فى القسم (روبرت) أجبنى !"

-"إنها . . . إنها سنتى الثالثه "

-"سنتك الثالثه و مازلت ضابطاً برتبة متدنيه ؟! أفخور بنفسك ؟أتنوى البقاء فى القاع للأبد ؟! هذا آخر إنذار لكما تأخرا مرة أخرى و سأحرص أن لا يكون مجرد توبيخ، هل كلامى مفهوم ؟"

إكتفى الإثنان بالإيماء ،تنهدت و عاودت الجلوس بينما باقيا واقفان مرت ثوانٍ قليله قبل أن أعاود النظر إيهما متحدثاً :
-" سنبدأ التحقيق فى حادث الأمس . . .

قاطعنى (مارك) و كم أكره المقاطعه:
-"لقد ظننت أننا سنكمل التحقيق فى بلاغ الإبتزاز ؟!"

لم أرد عليه و إكتفيت بمنحه نظرتى الساخطه الشهيره لم يجرؤ على النطق بكلمة أخرى و عاودت أنا الحديث كأن شيئاً لم يكن :
-"كما كنت أقول سنبدأ التحقيق فى حادث الأمس (مارك) أنت ستذهب إلى المشفى و تحضر التقرير الصحى لشاهدنا حالما تستلم الملف إحرص على جمع معلومات عن الطبيب المسؤل بعدها ستذهب إلى المشرحه و ستحضر بيانات الجثث التى وجدت فى الحادث، فى هذه الأثناء أنا و (روبيرت) سنذهب إلى موقع الحادث أرغب فى إلقاء نظرة متفحصه على المكان بعدها سنتحرى أمر المالك فى مكتب العقارات "

أردف مارك:
" لقد تلقيت الأوامر و سوف أباشر التنفيذ سوف أستأذن أنا "
أشرت له بيدى أن يرحل و سرعان ما خرج مغلقاً الباب خلفه، نهضت من مقعدى، تناولت هاتفى من على المكتب و وضعته فى جيبى ثم عاودت انتباهى إلى(روبيرت)

-"علينا المباشرة بجزئنا أيضاً، سنستقل سيارة الشرطه و أنت ستقود "

-"علم و ينفذ"

اخذنا سيارة الشرطه جلس (روبرت) فى مقعد السائق و جلست أنا إلى جانبه و بدأنا الرحله إلى خارج المدينه
(روبرت) رجل خجول و بعدما تلقاه من توبيخ و تهديد لم يجرؤ على النطق بكلمة واحده طوال الطريق، استغرق الطريق ساعة واحده الطريف فى الموضوع أن الطريق بسيارتى يستغرق ساعتان !!

لماذا لم أقد أنا ؟
الإجابة بسيطه ﻷنى لا أجيد قيادة السيارات الطائفه، سيارتى على عكس سيارات الشرطه و أغلب السيارات فى عصرنا هذا تمتاز بالعجلات و استطيع قيادتها بسهوله لكن ذلك النوع الطائف يصعب التحكم به و أنا لست على وفاق كامل مع التكنولوجيا الحديثة !

يختلف شكل المبنى فى ساعات النهار عما عهدته عليه ليلاً لكن وجه الشبه الوحيد هو تلك الهاله المقرفه المحيطه بالمكان هالة تقشعر لها الأبدان و تبعث الخوف و الرعب إلى قلوب الناظرين و رغم ما شهدت من مباني مشؤمة إلا أن هذا بعينه يثير رهبة مبالغاً بها فى قلبى نظرة خاطفه على (روبرت) و ادركت ان للمبنى ذات التأثير عليه لكن على عكسه أنا لا يمكننى اظهار لحظة ضعف واحده . . . كانت الأسوار الشاهقه المحيطه بالمبنى تحجب الرؤية تماماً لو كان الهدف هو منع الزوار فأنا اؤكد أن تلك الأسوار كفيلة بإيصال الرساله لكن من قد يأتى إلى هنا نحن على بعد ساعة من المدينه و الغابة محيطة بالمكان تخبئه كما تخبئ الحيوانات المفترسه ابنائها بضع مخيمين قد يأتون من وقت لآخر لكن هذه الأسوار مبالغ بها جداً إن كان الهدف منع المخيمين من الدخول !



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هاى، فصل النهارده 605 كلمه أقل من المعتاد :(
الفصل الجاى أطول بإذن الله ♡
أحب اسمع آرائكم فى الكومنتات ♥



the unknown || المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن