الفصل السادس عشر: سأستقيل

91 16 43
                                    


التاسع من مايو عام2090م.

-"القسم بين يديك من الآن فصاعداً (مارك)"

-"ماذا؟! مهلاً عماذا تتحدث سيد (جورج) هل أنت بخير؟ هل هناك خطب ما ؟"

-"لا تشغل بالك فقط إحرص على تكوين اسم براق لنفسك بين المحققين "

-"أنت لن تتركنا أليس كذلك ؟"

-"سأستقيل (مارك) سأستقيل . . . "

-"لكن لما ؟"

-"لأنى فشلت لقد سحبو القضيه لذا سأستقيل "

-"لكنه لم يكن ذنبك لقد سحبت منا لم يكن هناك شئ بوسعك !!! "

-"أعرف لكن لقد اتخذت قرارى بالفعل"

-"سعدت بالعمل معك سيد (جورج) أنا سأكون عند ثقتك بى أعدك سأبذل قصارى جهدى حتى لا أسجل قضيه ضد مجهول!"

-"هذه هى الروح المطلوبه، سأذهب ﻷحضر أوراق استقالتى الآن"

-"إلى اللقاء إذاً "

-"إلى اللقاء"

أغلقت المكالمه و إلى حاسوبى الخاص اسرعت طبعت الأوراق بيسر إذ انى كنت حضرتها منذ زمن . . . بالطبع لن استقيل من عملى الحكومى ﻷصير مشرداً!
لدى مخطط لبدئ فصل جديد من حياتى . . .

منذ سنتان و حين كنت فى الثلاثين من العمر فى ذلك الوقت كان الشغل الشاغل لمحققى البلاد جميعاً البحث فى مقتل رئيس الوزراء و احزرو من المتحاذق حاد الذكاء الذى كشف فساد مجلس الوزراء و وجه اصابع الإتهام بكل ثقه نحو وزير الصحه . . . نعم كان ذلك أنا و قد تلقيت هجوماً شديداً فلا يجوز لموظف حكومى بسيط أن يتخطى حدوده حسناً على الإعتراف بأنى لم أعرف الحدود قط . . .
بعد ازدياد ما سببت من جلبة و اضطراب قرر المسؤلين أخذى على محمل الجد و قد دسست أدلتى في وجوههم حتى ثبت اتهامى للوزير فتم خلعه و تصفية مجلس الوزراء من الأعيان الفاسقين . . .

حظيت بإهتمام كبير من الأعلى شأناً و من وسائل الإعلام ثم تم تعيينى كمحقق أول . . . بعد حبس الوزير و معاونيه بتهمة القتل مع سبق الإصرار و الترصد لم يقف الإهتمام الذى إنهال على عند حد الحكومه فقد تلقيت بريداً إلكترونياً من المكتب الفدرالى قالو انهم يريدون منى العمل معهم و أن نابغة مثلى لا ينتمى إلى قسم شرطة بالى طلبو منى ألا اتعجل فى اتخاذ القرار و أن اتواصل معهم فى حال قبولى للعرض و أكدو على أن ابقى كامل الأمر سراً. . . تجاهلت عرضهم لسنتان كاملتان، أول أمس حين كنت أتفقد واردى من البريد الإلكتروني لمحت خطابهم و قررت أنها فكرة رائعة أن أرد عليهم بعد انقضاء سنتان . . .
و هذا ما فعلته رددت على رسالتهم، لم أتوقع منهم رداً لكن نحن البشر دائماً نظن أن توقعاتنا صحيحه و ننصدم عندما نخطئ رغم أن هذا الطبيعى و الداعى الحقيقى للصدمه هو إذا تحققت توقعات بنيناها على العدم على كل حال دعك من هذا الرث و فلسفته . . .
لقد كان توقعى خاطئ فهم قد عاودو مراسلتى فور تلقيهم للرد !

the unknown || المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن