الفصل السابع: عالق فى عام 2085م!!

161 14 21
                                    


السادس من مايو عام 2090م.

فتحت عيناى ببطئ شديد و لم تكن تقوى على الرؤيه بعد فكان نصيبى من البصر ألواناً متداخله يغلب عليها البياض حاولت النهوض لكن بلا جدوى جسدى يأبى الإستجابه بأى شكل من الأشكال . . .
بضعة دقائق مرت قبل أن تصفو رؤيتى و يتضح المشهد أمامى ﻷجدنى فى غرفة مشفى حاولت النهوض مجدداً لكن بائت محاولاتى بالفشل و بدأت الأسئله تجول فى بالى لما أنا هنا؟ هل أصبت فى حادث؟ أين (ركس) ؟ هل هو بخير ؟ ماذا عن الشركه هل علمو أنى أصبت ؟ كم من الزمن كنت فاقداً الوعى ؟ و بينما تسبح الاسئله فى عقلى الفارغ كانت حواسى تعود واحدة تلو الأخرى دقائق إضافيه مرت و صرت قادراً على سماع أصوات متداخله و ثوانٍ معدوده مرت قبل ان تعلو جودتها فصرت اسمع بوضوح اصوات عجلات تتحرك على أرضية من السيراميك و أجهزة التنفس تعلو و تهبط و اصوات مؤشرات القلب المتذبذبه و صياح فى هذا الممر و نميمة فى ذاك و رغم انى على الأغلب فى مشفى و هى مخصصة لعلاج المرضى و من المفترض ان توفر الهدوء لكن الأجواء لم تكن هادئة قط و هذا متوقع فالمنشئات الصحيه تعبق بالضجيج . . .
مر بعض الوقت و أنا ممد لا اقوى على الحركه أو لا احس بجسدى فى المقام الأول حتى اقدر على تحريكه و بدأت الأجواء تهدأ شيئاً فشيئاً حتى صار جل ما يصل مسمعى دقات الساعه دقة تلو الأخرى كل دقة تمر معلنة مدى عجزى، و فقدت العد حتى وصلت تلك الدقه معلنة معها بدئ فصل جديد من قصة عجزى فى سرير المشفى لم استطع ان ادرك الأمر سوى بعد حدوثه عاودنى الشعور بثقل الجسد و ليته لم يعد موجة ألم مبرحه كان ما اعترى جسدى و بدلاً من النهوض انتفضت من مكانى أصرخ و أتلوى كما اللافقريات و كان الانتفاض اسوء رد فعل فزاد عنائى أضعافاً مضاعفه، فتح باب الغرفه ليظهر منه شابان يافعان لم التقط من ملامحهما شيئاً صرخت حتى هرب الهواء من رئتاى و تسلل السواد لعيناى و فقدت الوعى مجدداً. . . .
فتحت عيناى مجدداً ﻷجدنى مازلت فى سرير المشفى و اختلط على الأمر فلا ادرى إن كان استيقاظى السابع حلماً او حقيقه لكن هذه المره استيقظت كامل حواسى لحظة رجوع وعيى، استجاب جسدى و نهضت متكئاً على ما خلفى من وسائد و بدأت انظر حولى ببطئ، ثلاث ازواج من العيون رمقتنى بدهشة شديده و اشارة من الخوف استمر التحديق لبعض الوقت و قبل ان احرك شفتاى ﻷعرف بنفسى و أسئل لما انا هنا نهض احدهم و صاح لمجاوريه متجاهلاً وجودى تماماً :
-"سوف اتصل بالسيد (جورج)"
قالها و خرج من الغرفه راكضاً، و بقيت أنا مع رجل و امرأه لا علم لى بهما سوى من البطاقات التعريفيه الاولى كتب عليها (جاك) و الأخرى كتب عليها (ساره)
نظرت إليهما و اردفت :
-"معذرة، هل لكما أن تخبرانى عن سبب تواجدى هنا ؟ أعتقد أن ذاكرتى مشوشة بعض الشئ، أيضاً كم من الوقت كنت فاقداً الوعى ؟"

-"أنت لا تذكر ؟! ألا تذكر كيف وصلت إلى هنا ؟ " سألت الآنسه

-"لو كنت على علم بما حدث ما كانت حاجتى بالسؤال ؟! "

تنهد (جاك) و نظر إلى ثم أردف:
-"اسمع ليس بمقدورنا شرح الحادث بالتفصيل لكنك ستحصل على بعض الإجابات لاحقاً، أما الآن سأسئلك بعض الاسئله لأتأكد أنك بخير أنا طبيب من قسم المخ و الأعصاب ادعى (جاك) و هذه (ساره) و نحن الطبيبان المسؤلان عن حالتك"

اومأت ثم اضفت مبتسماً :
-"إيفان، تشرفت بمعرفتكما "

جاك: "هذا اسمك إذاً حسناً إيفان هل لك ان تخبرنى أين كنت قبل ان تستيقظ هنا؟"

-"لقد انتقلت لهذا الحى الإسبوع الماضى و آخر ما اذكر بوضوح قبل استيقاظى هنا هو تناولى الغداء مع كلبى (ركس)، على ذكره ألم يكن معى حين نقلت إلى هنا ؟"

تبادل الإثنان نظرات لم أفهمها ثم عاود جاك الحديث :
-"إيفان، هل لك ان تخبرنى فى أى عام نحن ؟"

ما هذا السؤال ايحسبنى مجنوناً ؟ لما يسأل عن العام الآن؟! صدمت قليلاً إثر تفاههة السؤال ثم ادركت انه ربما يشك ان رأسى تأثر بأى كان ما نقلنى إلى هنا لذا قررت الإجابه دون اعتراضات :
-"اؤكد لك أنى بكامل قواى العقليه ! نحن فى عام 2085م "

عاودا تبادل تلك النظرات مما ازعجنى فأنا لا افهم معناها . . . صمت (جاك) و شغرت بالقلق يشع منه مما اقلقنى أيضاً لذا سألت:
-"هل من خطب ما ؟"

ساره: "فى الواقع نعم هناك خطب أئنت متأكد من هذا التاريخ ؟"

-"نعم أنا متأكد لست متأكداً من اليوم لكننا على الأغلب فى شهر فبراير من عام 2085م . . . . "

ساره: " (جاك) سمعت ما سمعته للتو أليس كذلك ؟!"

جاك: " إيفان، اسمح لنا بدقيقه هناك ما يلزم مناقشته و سنعود على الفور "

قالها و كان قد سحب الفتاه خلفه و اغلق الباب تاركاً القلق يعترينى و الاسئلة تغرقنى . . . .
أكثر من عشر دقائق إضافيه مرت و فتح الباب مقاطعاً نوبة قلقى ركزت انتباهى على الزائر الذى لم يكن جاك أو ساره أو الفتى المصاحب لهما بل كان رجلاً طويل القامه، بنى الشعر، أخضر العينين، حاد النظره، هادئ الملامح، كان فى لباس رسمى أنيق و حذاء كلاسيكى لامع و بدا فى العقد الثالث من العمر . . .
ما إن وقعت عيناه على حتى ارتسمت ابتسامة عريضه على وجهه، هل يعرفنى ؟ ربما هو أحد أقاربى ؟ اخرج رأسه من الباب مجدداً و اردف:
-"لا تقاطعونى لبعض الوقت"
ثم أغلق الباب و سحب كرسياً و اتجه نحوى بخطوات ثابته وضع الكرسى بجانب السرير ثم جلس مواجهاً لى . . .

-"إيفان، هذا ما أخبرونى أنه اسمك . . . أنا جورج و سأتكفل ببعض الشرح بما أن ذاكرتك مشوشة بعض الشئ "

-"سررت بلقائك سيد (جورج)، أكون شاكراً لو تفعل فأنا فى امس الحاجه للشرح "

-"لن تكون مسروراً بلقائى بعد دقائق معدوده "
قالها بشئ من السخريه ثم اردف:
-"أولاً أنت لم تصب فى حادث بل اصبت فى هجوم شخص ما اراد قتلك لكنك كنت محظوظا و نجوت، ثانياً نحن فى عام 2090م لكن يبدو انك تعرضت للكثير و كرد فعل ناتج عن صدمة شديده انت تعانى من فقدان ذاكرة مؤقت خمس سنين ذاكرتك تفتقد خمس سنين أنت عالق فى عام 2085م. . . . "





السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ♥♥
فصل جديد ♥♥:)
الفصل النهارده كان طوييييل اتمنى تعرفونى آرائكم و توقعاتكم فى الكومنتات و إلى لقاء قادم فى الفصل الجاى ان شاء الله ♥♥




the unknown || المجهول حيث تعيش القصص. اكتشف الآن