6..إستفزاز صريح

1.1K 42 7
                                    

دخلت هزان الى غرفة المكتب صافقة الباب وراءها بقوة..مجرد رؤيتها لياغيز تستفزها و تثير غضبها..انه يستعرض عضلاته في كل مكان..يريد للجميع أن يروا مدى تأثيره في الفتيات و مدى جماله و جاذبيته..انه مستفز و مستهتر..و لعل أكثر ما يغضبها هو أنها ستكون مضطرة لرؤيته هنا في الفندق الى أجل غير مسمى ..مررت هزان يدها بعصبية على عنقها ثم حاولت السيطرة على أعصابها..جلست خلف مكتبها و اخذت تتنفس ببطء لأن ذلك يساعدها على الهدوء..وجدت المجلات و الجرائد مجمعة على مكتبها..تصفحت بعضها و قرأت أغلب العناوين الخاصة بعيد زواجها..صور جميلة لها و لزوجها و لعائلتها..عناوين مختلفة لعل اهمها" ذكرى سعيدة لعائلة سعيدة" و " اجواء رائعة في قصر سراج اوغلو" و " وريث امبراطورية سراج أوغلو يحتفل بذكرى زواجه الأولى" ..ابتسمت هزان و هي تتصفح تلك العناوين التي زينت الصحف و المجلات..لكنها كانت تعلم جيدا في داخلها بأنها مجرد مظاهر و صورة تسويقية بهدف الحفاظ على الصورة اللامعة لعائلة سراج أوغلو الشهيرة و التي تتصدر استطلاعات الرأي في الانتخابات..لا احد يعلم بدواخل نفسها..و بالمجهود الكبير الذي تبذله لكي تخفي ذلك الحزن و النقص الذي يكبر في أعماقها يوما بعد يوم..انتشلها صوت طرقات على الباب من استغراقها في التفكير..قالت" ادخل" فدخل اونور مسؤول العلاقات العامة في الفندق و هو يقول" صباح النور هزان هانم" هزت برأسها و اشارت له بالجلوس فجلس و اضاف" لقد وصل الوفد الألماني لتوه و يريدون لقاءك للاتفاق بخصوص الافواج السياحية القادمة من ألمانيا..هل انت جاهزة للقاءهم؟" وقفت و اجابت" انا جاهزة..لنذهب" خرجا معا و اتجها الى غرفة الاجتماعات حيث كان هناك وفد مكون من رجلان و إمرأة بانتظارها..صافحتهم ثم أشارت اليهم بالجلوس..من حسن حظها انها كانت تجيد الحديث باللغة الألمانية فكان الاتفاق معهم سهلا بالنسبة اليها..خمس أفواج سياحية تأتي في الاسبوع القادم الى تركيا عبر شركة عالمية للسياحة..و هذه الشركة هي من اختارت فندقها لاستقبال هذه الافواج..

ابتسمت هزان و هي تصافح رئيس الوفد السيد روبير و تقول" أتمنى ان تكون خدماتنا على مستوى انتظاراتكم و عند حسن ظنكم..و بما أننا وقعنا العقد فسيكون لدينا حفل هذه الليلة هنا..احتفالا بالاتفاق الذي حصل بيننا" رد" شكرا لك سيدة هزان..و انا متأكد بأن هذا لن يكون آخر اتفاق بيننا..فندقكم ذو سمعة جيدة و خدمات على مستوى عالمي و شرف لنا أن نتعامل معكم" ملأ اونور الكؤوس بالشامبانيا و أعطى للجميع الذين شربوا نخب توقيع العقد..بعد ذلك..رافقت هزان ضيوفها الى الجناح الذي خصصته لهم ثم تركتهم ليرتاحوا و دخلت الى المصعد الذي سينزلها الى الأسفل لكي تتفقد سير الأعمال..و ما ان تحرك المصعد لطابق واحد حتى توقف من جديد و انفتح بابه ليدخل ياغيز مصحوبا بسيفجي التي كانت ترتدي ثوب سباحة مكونا من قطعتين بلون أصفر فاقع..و تخفيه بثوب شفاف لا يكاد يغطي شيئا من تضاريس جسمها الانثوي الممشوق..ابتسم ياغيز و هو ينظر الى هزان التي تراجعت الى الخلف سامحة لهما بالوقوف معا في الأمام..حياها قائلا" مرحبا سيدة هزان..كيف الحال؟" أجابته دون أن تنظر اليه" بخير..شكرا" وضع يده على خصر سيفجي و قربها منه كثيرا و هو يقول" أتعلمين ..لم يكن للسباحة أية متعة و أنا لوحدي هناك في المسبح..أعتقد بأننا سنقضي وقتا رائعا للغاية معا..أليس كذلك؟" ابتسمت سيفجي بسعادة و وضعت يديها على صدر ياغيز ثم قالت" معك حق حبيبي..وجودي معك يعطي للأشياء متعة مغايرة" لوت هزان شفتيها بطريقة ساخرة و لم يفت ذلك ياغيز الذي نظر اليها و واصل حديثه" ليت الجميع يستطيعون الاستمتاع بوقتهم مثلنا..ليتهم لا يلجؤون الى التمثيل بأنهم سعداء ..ليتهم يجدون أحباءهم بجانبهم دائما لكي يجدوا السعادة الحقيقية..فالحب وحده قادر على جعلنا سعداء بحق..أنا أؤمن بذلك" لامست سيفجي وجه ياغيز بأصابعها و هي تقول" معك حق حياتي" التقت عيون ياغيز و هزان للحظة..نظرات نارية غاضبة من هزان..و نظرات باردة و مستفزة من ياغيز..تنفست هزان الصعداء بمجرد وصول المصعد الى الطابق الارضي و خرجت منه مسرعة..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن