4..الحقيقة الخفية

1.3K 43 3
                                    

قبل بولنت جبين هزان و احتضنها بين ذراعيه فيما اقترب صدقي منهما و هو يقول" و الآن حان موعد تقديم هديتي و هدية زوجتي فريدة لأبنائنا بولنت و هزان..أتمنى أن تعجبكما الهدية" و قدم لهما صندوقا صغيرا..أخذ بولنت الهدية من يد والده و أعطاها لهزان..فتحتها فإذا فيها مفتاحين و بطاقات سفر..مفتاح سيارة مرسيدس حمراء هدية لها بعد أن تحصلت مؤخرا على رخصة السياقة..و مفتاح منزل جبلي خاص بهما يقضيان فيه العطل ..اما بطاقات السفر فكانت لرحلة لشخصين الى اوروبا..نظرت هزان الى صدقي و فريدة و قالت بصوت مبحوح" شكرا لكما..انكما نعم العائلة و نعم الأهل..أحبكما كثيرا" و اقتربت منهما تعانقهما بقوة فعانقاها بحنان و هما يربتان على شعرها..شكر بولنت والديه على هديتهما ثم أخذ يودع الحاضرين الذي أخذوا يغادرون القصر المجموعة تلو الأخرى..وقف ياغيز أمام صدقي و هزان و قال" لقد كان حفلا رائعا..شكرا لك سيد صدقي..شكرا لك سيدة هزان..أتمنى لهذه العائلة دوام السعادة و الاستقرار..ليلة سعيدة لكم" ثم مد يده و صافح صدقي ثم صافح هزان ضاغطا بأصابعه بخفة على أصابعها..سارعت هي الى سحب يدها و هي ترمقه بنظرة غاضبة فما كان منه الا أن ابتسم بطريقة مستفزة قبل أن يتحرك مبتعدا عنها

سارعت هي الى سحب يدها و هي ترمقه بنظرة غاضبة فما كان منه الا أن ابتسم بطريقة مستفزة قبل أن يتحرك مبتعدا عنها

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

..رأت هزان سيفجي تلحق به و تشبك يدها في ذراعها ثم يركبان معا في سيارته..كان الجميع يعلم بأن هذا يعني بأنهما سيقضيان الليلة سويا..فليس ياغيز ايجمان من يضيع فرصة قضاء ليلة حميمة مع فتاة جميلة و فاتنة كسيفجي غوفان..غادر الجميع و انتهى الحفل فصعدت هزان صحبة زوجها الى الطابق العلوي بعد أن تمنيا ليلة سعيدة لصدقي و فريدة..نظرت هزان الى بولنت كأنها تنتظر منه أن يخالف المعتاد و يدخل معها الى غرفتها..أن يقضي الليلة معها كزوجين طبيعيين ..أن ينام بجانبها و معها عوض الذهاب الى غرفته الخاصة..لكن هذا لم يحدث..قال بهدوء" تصبحين على خير حياتي" و قبل وجنتها بخفة قبل أن يبتعد الى غرفته..بقيت هزان واقفة في مكانها للحظات..تغالب تلك الدموع التي تحرق عيونها و تحاول منعها من النزول على خديها..لكن دون جدوى..

سالت دموع هزان غزيرة على خديها..مدت يدها و فتحت باب غرفتها ثم اغلقته خلفها..اتكأت عليه و أطلقت العنان لدموعها..وضعت يدها على فمها لكي لا تصدر صوتا و هي تبكي..شهقت بصوت مكتوم و بكت بحرقة..ثم نظرت الى نفسها في المرآة الكبيرة المواجهة لها..قالت تحدث نفسها" لماذا تبكين يا هذه؟ لماذا؟ أنت تعلمين بالوضع منذ البداية..أليس كذلك؟ هو لم يخفي عنك و صارحك منذ الليلة الأولى لزواجكما..هل نسيت؟ ..لقد كنت تعلمين منذ البداية بأن هذا الزواج ليس زواجا طبيعيا..لماذا تبكين اذا؟ كل ما عليك فعله هو التحلي بالصبر..هذا فقط ما يجب عليك فعله..هي فترة و ستمضي..لن يتواصل الوضع على ما هو عليه..يجب أن تتفهمي ظروف زوجك و تحاولي مساعدته على تجاوزها..لقد طالت المدة..أليس كذلك؟ و الوضع على ما هو عليه..لم يتغير شيء..كل واحد منكما ينام منفصلا عن الآخر في غرفته الخاصة..بسبب ذلك الظرف الصحي الخاص و الدقيق جدا لزوجك..لقد أخبرك منذ الليلة الأولى بأنه يعاني من بعض المشاكل العضوية التي تعيق قدرته على ممارسة الجنس..و الأمر يتطلب وقتا للشفاء من هذه المشاكل..و أنت رضيت بالوضع و تقبلته كما هو..و قررت بأن تتحلي بالصبر..فماذا جرى لك الآن؟ لماذا تفقدين صبرك و ترفعين سقف توقعاتك؟ تريدين أن يقترب منك على الأقل..أن يقبلك..أن يحتويك بين ذراعيه و ينام دون أن يحدث شيء بينكما..تريدين هذا الحد الأدنى من حقك عليه..تريدين أن تقتربا من بعضكما لا أن تبتعدا كثيرا..تريدين أن تعيشي و لو جزءا بسيطا من علاقة طبيعية..تريدين أن تشعري بالحب حتى بلمسة رقيقة او قبلة..ماذا؟ قبلة؟ أنت حتى لا تتذكرين متى كانت آخر مرة قبلك فيها زوجك" صمتت قليلا ثم أضافت" هزان..كفي عن هذا..لا تضخمي الأمور..زوجك يتعالج و سيشفى قريبا..و عندها ستعيشين معه علاقة طبيعية كأي زوجين عاديين..واصلي عيش حياتك بالطريقة الاعتيادية..دون تذمر او مبالغة..لديك عائلة محبة توفر لك كل ظروف السعادة و العيش الكريم..لديك زوج لا يبخل عليك باهتمامه ..هناك بعض النقائص..لكنها ستختفي قريبا..سر سعادتك في الرضى بما انت عليه..ما هو متوفر لديك مفقود عند الكثير من الناس..بل يتمنون بعضه..لذلك اهدإي و انسي كلام ذلك الماجن المسمى ياغيز..انت سعيدة و تعيشين حياة سعيدة" مسحت هزان دموعها و ابتسمت و هي تنظر الى وجهها في المرآة..ثم راحت تنزع عنها مجوهراتها و ثيابها استعدادا للدخول الى السرير..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن