15..مشهد غير متوقع

1.3K 39 0
                                    

وجه احد الصحفيين سؤاله الى هزان قائلا" و انت سيدة هزان..ما ردك على الخبر الذي انتشر؟" ابتسمت هزان و اجابت بثقة" أنا أثق بزوجي..و أؤكد لكم من جهتي بأن الخبر كاذب..خصوم زوجي كثر و يريدون تشويه صورته..لكنني سأقول لهم بكل ثقة..لن تنجحوا في ذلك" التفت بولنت الى هزان و طبع على شفتيها قبلة خفيفة ثم لوح بيده للصحفيين و هو يقول" عن اذنكم..عملا موفقا لكم" ..في مكان آخر..كان هناك شخص يتابع ما يحدث أمام قصر سراج أوغلو..و بمجرد أن رأى تصريح بولنت و هزان الذي بثه التلفاز مباشرة..ركل الكرسي الذي أمامه بغضب و أخذ يلعن بصوت عالي..ثم قال بنبرة مخيفة" هذه لم تكن سوى الجولة الأولى..و القادم سيكون أعظم..أعدك بذلك" ..في مطعم فاخر يطل على البحر..جلست هزان قبالة زوجها الذي كان يقرأ لائحة الطعام و يحاول أن يختار مأكولاته..تأملته مطولا و هي تستعيد في ذهنها تلك اللحظة السريعة التي انطبعت فيها شفاهه على شفاهها..لم تكن قبلة لا مطولة و لا عميقة..لكنها كانت تعني لها الكثير..حتى و لو كان سببها ترويجيا أمام عدسات الصحفيين..رفع بولنت عيونه نحو هزان و سأل" حياتي..هل اخترت ما ستأكلين؟" انتبهت الى نفسها و أجابت" نعم..سآخذ شرائح لحم مع السلطة" ابتسم و رد" تمام..و أنا سآخذ معكرونة مع السمك المشوي..و سنشرب نبيذا احمرا كما تحبينه" هزت هزان برأسها ثم قالت" كم جميل أن نمضي بعض الوقت معا..أن أشعر بك قريبا مني..أن نكون كأي زوجين طبيعيين..أتمنى أن نحظى أنا و أنت بعلاقة متينة و قوية لا تتأثر بالمشاكل و بكثرة العمل و الانشغالات" ربت زوجها على يدها و قال" لا تقلقي جنم..سنحظى بذلك..فلنتجاوز هذه الانتخابات بنجاح..و تأكدي بأن حياتنا ستكون أفضل بكثير مما هي عليه الآن" ..أخذا يتناولان طعامهما و هما يتحدثان عن الحزب و عن الانتخابات لأن ذلك كان الحديث الوحيد الذي يمكن أن يشد انتباه بولنت و ان يتكلم عنه..و جارته هزان في ذلك لأنها كانت تحاول أن تقنع نفسها بأن ما حدث اليوم سيكون بداية لصفحة جديدة في علاقتها بزوجها..انهيا طعامهما فأوصلها بولنت الى الفندق و ذهب هو الى مقر الحزب..

دخلت هزان الى مكتبها فوجدت اونور في انتظارها ..قالت" مرحبا اونور..مالأخبار؟ هل كل شيء على ما يرام؟" رد" بما أنني رأيت ردك انت و السيد بولنت على الخبر ..فكل شيء على ما يرام..أما بخصوص العمل فهو يسير كما ينبغي..الافواج السياحية الألمانية وصلت صباح اليوم و قمنا بتأمين كل الظروف الملائمة لاقامتهم و حافلات الفندق جاهزة للتحرك مع دلائل سياحية ترافق الافواج حيث يريدون الذهاب" فركت هزان يديها بحماس و قالت" هذا رائع" اضاف اونور" امر آخر سيدتي..هناك جلسة تصوير تتم الآن بجانب المسبح..و امور كهذه تعطي سمعة جيدة للفندق و يمكن اعتبارها حملة ترويجية مجانية" رفعت هزان حاجبها استغرابا و سألت" جلسة تصوير؟ لمن؟" أجاب" لعارضة ازياء ايطالية تدعى باولا ليفنسكي..و المصور هو السيد ياغيز ايجمان" هزت هزان برأسها و قالت" يبدو أن السيد ياغيز لا يضيع وقته أبدا..تمام..تستطيع الانصراف..شكرا لك اونور" خرج اونور و بقيت هزان تطلع على تقارير سير العمل اليومية لكن عقلها كان مشغولا بياغيز ..كان لديها فضول لكي تعرف كيف سيتصرف معها بعد العناق الذي حدث بينهما اليوم..هل ستتغير طريقة معاملته لها؟ أم سيعود الى سياسته القديمة باستفزازها و اغضابها؟ ..وقفت و أخذت تمشي في مكتبها جيئة و ذهابا ثم فتحت الباب و خرجت..اتجهت بإتجاه المسبح الخاص الذي يقع في الجهة الخلفية للفندق..هذا المسبح اصغر من ذلك الكبير الذي يوجد في الجهة الأمامية..مغطى و له باب..يضمن لمن يكون فيه بعض الخصوصية اذا اراد أن يسبح لوحده بعيدا عن الانظار..وضعت هزان يدها على الباب لتفتحه لكنه كان مغلقا..و لأنها تملك بطاقة تفتح كل الابواب في الفندق..استطاعت أن تفتح و تدخل..تحركت ببطء و مشت على مهل..كانت كلما اقتربت من المسبح تسمع أصواتا غريبة..و اخذ الصوت يتضح رويدا رويدا..انه صوت أنثى تتأوه بصوت عالي..قطبت هزان جبينها باستغراب ثم اطلت برأسها من مكان غير مكشوف و جمدت في مكانها فور رؤيتها لما يجري هناك..انه ياغيز و معه شابة شقراء لا بد و انها العارضة الايطالية..كانا معا بين احضان المياه التي كانت تتحرك وفقا لحركة جسديهما معا..لقد كان يضاجعها بقوة..و كانت هي تموء كالقطة تحت وقع ارتماءاته العنيفة داخلها..شعرت هزان بالدماء تغلي في عروقها و بحرارة غريبة تعتري جسدها..انه مشهد غريب تراه للمرة الأولى في حياتها..و شعور اغرب يعتريها لم يسبق لها ان شعرت به من قبل..حملقت فيما يجري بعيون جاحظة و قلبها يكاد يغادر مكانه جراء نبضه المتسارع..هذا عدا عن ذلك السائل الدافئ الذي شعرت به يتدفق ما بين ساقيها و يغمر أنوثتها و هي ترى ما تراه..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن