64..مرافقة خاصة

1.2K 29 0
                                    

التقت عيون ياغيز و هزان و كأن الزمن توقف فجأة و سمح لذلك الرابط الخفي بينهما بالظهور..انه يسألها عن صحة الجنين الذي اخبرته بأنه ليس ابنه..يريد ان يطمئن عليه..و ان يحميه..فقط لأنه ابنها هي..هربت هزان بعيونها منه و أجابت" نعم..انه بخير..شعرت بتقلصات عادية و أردت فقط أن أطمئن" هز ياغيز برأسه و أجاب" سعدت كثيرا من اجلكما..انتبهي لنفسك..الى اللقاء" تابعت هزان ذهابه بقلب هزه الحنين و صار يحدثها بأن تلين في التعامل معه..لكن عقلها كان يذكرها بكل تلك المعاناة و ذلك الأذى الذي تسبب لها فيهما..بدا لها بأنها لن تتخلص ابدا من هذا الصراع المستمر بين عقلها و قلبها بسببه..فكلما كان قريبا منها كلما زاد هذا الصراع و صار مزعجا أكثر..لن تنسى بسهولة ما فعله معها..و لن تسمح لنفسها بنسيانه أبدا..فجرحها مازال غائرا و لم يشفى بعد رغم كل هذا الحنين الذي تشعر به..اخذت هاتفها و اتصلت بالضابط عمر..قالت" مرحبا سيد عمر..انا هزان سراج اوغلو" اجاب" اهلا سيدة هزان..سعدت كثيرا لسماع صوتك..اخبريني..هل من خدمة اقدمها لك؟" ردت" نعم..سيد عمر..كما تعلم لقد قدمت ترشحي للانتخابات القادمة..و سأبدأ قريبا بحملتي الانتخابية..لذلك أريد أن تكون لدي مرافقة شخصية " سألها" هل تلقيت أي تهديد او حدث لك أي ازعاج او تطاول؟" اجابت" هناك بعض الأعداء الذين لن يكونوا سعداء اذا نجحت في الانتخابات..لذلك احاول ان احمي نفسي من أذيتهم..و هذا من حقي كمرشحة انتخابية..اليس كذلك؟" اجاب عمر" طبعا سيدة هزان..هذا من حقك..لكن هناك بعض الأوراق الرسمية التي تحتاجين اليها..هل تسمحين لي بأن آتي اليك؟" ردت" نعم..اهلا و سهلا بك في كل وقت..انا انتظرك" قال" تمام هزان هانم..لن اتأخر عليك" ..بعد حوالي ربع ساعة..كانت هزان تجلس مع عمر في الصالون..قدم لها بعض الأوراق و قال" يجب أن تملإي هذه الاوراق و توقعي عليها لكي يصبح الطلب رسميا..و سأحل انا الباقي..و بحلول صباح يوم الغد..ستكون المرافقة جاهزة" ابتسمت هزان و قالت" شكرا لك سيد عمر على اهتمامك..اشرب قهوتك بينما أكون انا قد انهيت توقيع الاوراق" اخذ عمر يحتسي قهوته و عيونه تتأمل هزان التي كانت خصلة من شعرها تزعجها و تنزل على عيونها و لا تسمح لها بالكتابة..مد عمر يده و ابعد تلك الخصلة بأنامله..تراجعت هزان الى الخلف فقال" اعتذر سيدة هزان..لم اقصد ازعاجك..اردت مساعدتك فقط" هزت هزان رأسها و ردت" لا داعي للاعتذار..شكرا لك على المساعدة..لقد انهيت الاوراق..تفضل" اخذ عمر الاوراق من يدها و وقف و هو يقول" الآن اصبح الطلب رسميا..سأعمل على ان تكون المرافقة جاهزة يوم الغد..الى اللقاء"..

رافقت هزان عمر الى الباب و هي تشكره على اهتمامه و خدماته و ما ان غادر حتى عادت الى الداخل..اتصلت بأوميت و أخبرته بأنها جهزت برنامجا مفصلا لحملتها الانتخابية و طلبت منه أن يراجعه و يعطيها رأيه به بعد ان أرسلته له عبر البريد الالكتروني..تفهم اوميت بأنها ليست قادرة على المجيء الى مقر الحزب بعد أن أخبرته بأنها لا تريد أن تخرج من القصر الا بمرافقة خاصة..و وافقها على ذلك حرصا منه على حمايتها و على المحافظة على امانها و راحتها..عاد ياغيز الى المنزل ففوجئ بوجود سيفجي هناك تنتظره..رفع حاجبه استغرابا و سألها بعصبية" ماذا تفعلين هنا؟" وقفت و اقتربت منه و لفت ذراعيها حول عنقه و أجابت بدلال" شعرت بأنك مشتاق الي فأتيت..و لا تنسى بأن لدي نسخة من المفتاح" ابعد ياغيز يديها عنه و صاح بها" اعطني نسخة المفتاح..و اياك ان تدخلي الى المنزل و انا لست موجودا فيه مرة اخرى" حملقت فيه سيفجي لوهلة ثم قالت و هي تعطيه المفتاح" اهدأ حبيبي..لا داعي للغضب..اردت فقط ان افاجئك..لكن يبدو ان المفاجأة لم تكن سارة ابدا" جلس ياغيز و قال" تعلمين جيدا بأنني اكره المفاجآت" جلست سيفجي بقربه و همست" اعلم..لكنني اشتقت اليك كثيرا..و هذه المرة الاولى التي تهملني فيها منذ ان التقينا..لم نخرج معا..لم نسهر..لم نقضي وقتا معا..و لم تقبلني حتى..ماذا جرى؟ هل انت غاضب مني؟ لماذا تعاملني ببرود؟" ابعد ياغيز وجهه عنها و اجاب" سيفجي..تعلمين جيدا بأنني لم اعدك بشيء..و بأن علاقتنا ما هي الا مجرد علاقة عابرة..و تعلمين كذلك بأنني أضجر من العلاقات الطويلة و لا .." قاطعته بعصبية" لا تكمل..فهمت..تريد التخلص مني..اليس كذلك؟ هل هناك واحدة جديدة؟ هل تعيش علاقة مع امرأة أخرى؟ او ربما وقعت في الحب؟ اليس كذلك؟" حدجها ياغيز بنظرة حادة و اجاب" هذا ليس من شأنك..و لا تنتظري مني أن اجيبك او أن أبرر لك..علاقتنا انتهت..و هذا ما يجب أن تعلميه..تستطيعين مواصلة حياتك بعيدا عني..انت نجمة مشهورة و لن تتأثري بانتهاء علاقة عابرة كتلك التي كانت بيننا" اقتربت منه سيفجي و احاطت وجهه بيديها و هي تقول بصوت ضعيف" لكنني احبك..رغما عني..احببتك و عشقتك..رغم انني اعلم جيدا بأن علاقتنا عابرة..ارجوك حبيبي..لا تتركني..و لا تتخلى عني..و اعدك بأنني لن اطالبك بشيء..و لن افتح موضوع الارتباط الرسمي ابدا..يكفي بأن اكون معك..ارجوك" و حاولت ان تقبله لكنه انتفض واقفا و صاح بها" سيفجي..توقفي عن هذا..اخبرتك بأن علاقتنا انتهت..لا داعي لهذه الدراما..لا مكان للحب في علاقتنا..انا لم اكذب عليك و لم اخدعك..هذه العلاقة انتهت..تفهمي ذلك لو سمحت"..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن