18..مفاجأة

1.3K 39 5
                                    

في مقر حزب الوطن..أنهى بولنت مجموعة من اجتماعاته مع اعضاء في الحزب تناقشوا فيها حول الحملة الانتخابية و آخر التجهيزات للانتخابات القريبة..كان يجمع بعض الاوراق و يضعها في حقيبته عندما سمع طرقات على الباب..قال" ادخل" فأطل تورغوت برأسه ثم دخل و هو يحمل باقة من الورود الحمراء..قال" لقد احضرت ما طلبته مني..ما رأيك في هذه الباقة؟" القى بولنت نظرة على الورود و هز برأسه و هو يقول" انها جيدة..المهم أن تفي بالغرض..يجب أن أقنع هزان بأن الأمور بيننا تسير على ما يرام..يجب أن انسيها ذلك الخبر المزعج و يجب أن أقنع والدي بأنني أعتني جيدا بزوجتي..تكفيني الحملات و المؤامرات الخارجية..لست في حاجة الى توترات و مشاكل من الداخل..في قلب العائلة..و أنت..لا تنسى بأن تبحث عمن سرب ذلك الخبر و من التقط تلك الصورة..من حسن حظي بأن الصورة لم تكن واضحة و الا لكنت قد وقعت في ورطة انا في غنى عنها..لن أسمح لأي شيء بأن يعيق فوزي بالانتخابات..لذلك افتح عينيك جيدا و كن حذرا" أعطاه تورغوت الباقة و حمل الحقيبة و تحرك يفتح له الباب و يقول" لا تقلق..لن يتكرر ذلك الخطأ أبدا..و أعتقد أن الرد الذي صدر عنك و عن السيدة هزان سيكون كفيلا بإلجام الأفواه عنكما طيلة الفترة القادمة..و ظهوركما معا هنا و هناك سيزيد من تلميع صورتكما كزوجين مثاليين" قال ذلك و قطب جبينه بحزن ..اقترب منه بولنت و وضع يده على كتفه و هو يقول" لا تحزن..أنا أعلم بأن اقترابي من هزان يزعجك و يضايقك..لكنك تعلم جيدا بأنني مضطر أن أفعل ذلك لكي لا ألفت انتباه والدي و لكي لا أجعل أحدا يشك بنا" ثم عانقه و اضاف" انت تعلم جيدا بأنني أحبك..و لا مكان لأي شخص غيرك في قلبي..هي فترة قصيرة و ستمر..المهم الآن أن نفوز في الانتخابات ثم سأجد بعد ذلك حلا يجعلني اكون معك براحة أكبر..لا تحزن..تمام" نظر تورغوت الى بولنت و قال و هو يرسم ابتسامة على شفتيه" تمام" ربت بولنت على كتفه و قال" هيا لنذهب..و لا تنسى بأن تحجز لي تذكرتين لحفل مراد بوز المقام غدا في مسرح الانتصار..هزان تحب مراد بوز و ظهورنا معا في مناسبة كتلك سيعزز من صورتنا امام الصحافة" هز تورغوت برأسه ثم حمل حقيبة بولنت و خرجا معا ..

في مكتبها..خطت هزان على ورقة بيضاء خطوطا متشابكة بقلمها بينما كان عقلها مشغولا بياغيز و بكلامه..كل لقاء بينهما يزيد من تفكيرها فيه و تأثرها به..و لعل التوقيت الذي ظهر فيه امامها كان مناسبا لذلك..فهي الآن تعيش صراعا داخليا كبيرا بين عقلها و قلبها..الأول يحدثها بضرورة احترام زواجها حتى و لو كان زواجا صوريا فقط..و الثاني يغريها بعيش تلك اللحظات المسروقة التي تحدث هو عنها..توقيت بدأت هي تشعر فيه بالنقص الكبير الذي تعيشه و الذي تشعر به و بانعدام ثقتها بنفسها كأنثى و كإمرأة..فعندما يعترف رجل له علاقات متعددة كياغيز و له خبرة بالنساء بأنه يتأثر بها و بأنها إمرأة مثيرة و جذابة فهذا يعني لها الكثير و يعيد لها ثقتها المفقودة بنفسها..لكنها صارت تخشى من نفسها و من تأثرها بكل كلمة او لمسة او نظرة من ياغيز..صارت تخشى بأن تضعف أمام إغراء قضاء وقت معه و الاستمتاع بكلامه و لمساته..صارت تخاف أن يوقعها في شباكه بلسان رجل خبير بالنساء و بلمسات جسد تعود أن يمنح أي إمرأة ما تريده منه تماما..صارت تخاف أن تفقد سيطرتها على نفسها و أن تستسلم له لكي تعيش معه ما عجزت ان تعيشه مع زوجها و أن تسعى الى تعويض ذلك النقص المقيت الذي تشعر به..كانت مستغرقة في تفكيرها و هي ترسم مختلف الاشكال على تلك الورقة البيضاء عندما انفتح الباب و دخل منه بولنت و هو يحمل باقة ورد حمراء جميلة..وقف امامها و قال" مرحبا جنم..ليكن الله في عونك" انتبهت هزان الى نفسها و رفعت رأسها نحوه و هي تجيب" مرحبا عزيزي..أهلا و سهلا بك..في أي جبل مات ذئب؟ مالذي خطر على بالك حتى تفاجئني بزيارتك غير المعتادة هذه؟" ابتسم بولنت و رد و هو يقدم لها باقة الورد" اشتقت الى زوجتي و جئت لكي أقدم لها باقة الورد هذه..ألا يحق لي ذلك؟" وقفت هزان و أخذت منه الورود ثم قالت" طبعا يحق لك ذلك..لكنني استغربت ذلك فقط" لامس بولنت وجهها بأصابعه و هو يقول" ألم أعدك بأنني سأعتني بك و أعوضك عما مضى..و ها أنا احاول فعل ذلك..فإسمحي لي" ابتسمت هزان و قالت" هذا ما أتمناه" أضاف بولنت" أمر آخر..هناك مفاجأة أتمنى أن تنال اعجابك" سألت" و ما هي؟" أجاب" لقد حجزت تذكرتين لحضور حفل مراد بوز غدا..ما رأيك في المفاجأة؟" فرحت هزان بذلك و عانقت زوجها و هي تقول" شكرا لك حياتي..كنت أتمنى دائما أن أحضر حفلا لمراد بوز..شكرا لك من كل قلبي"..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن