في مقر حزب الوطن..أنهى بولنت مجموعة من اجتماعاته مع اعضاء في الحزب تناقشوا فيها حول الحملة الانتخابية و آخر التجهيزات للانتخابات القريبة..كان يجمع بعض الاوراق و يضعها في حقيبته عندما سمع طرقات على الباب..قال" ادخل" فأطل تورغوت برأسه ثم دخل و هو يحمل باقة من الورود الحمراء..قال" لقد احضرت ما طلبته مني..ما رأيك في هذه الباقة؟" القى بولنت نظرة على الورود و هز برأسه و هو يقول" انها جيدة..المهم أن تفي بالغرض..يجب أن أقنع هزان بأن الأمور بيننا تسير على ما يرام..يجب أن انسيها ذلك الخبر المزعج و يجب أن أقنع والدي بأنني أعتني جيدا بزوجتي..تكفيني الحملات و المؤامرات الخارجية..لست في حاجة الى توترات و مشاكل من الداخل..في قلب العائلة..و أنت..لا تنسى بأن تبحث عمن سرب ذلك الخبر و من التقط تلك الصورة..من حسن حظي بأن الصورة لم تكن واضحة و الا لكنت قد وقعت في ورطة انا في غنى عنها..لن أسمح لأي شيء بأن يعيق فوزي بالانتخابات..لذلك افتح عينيك جيدا و كن حذرا" أعطاه تورغوت الباقة و حمل الحقيبة و تحرك يفتح له الباب و يقول" لا تقلق..لن يتكرر ذلك الخطأ أبدا..و أعتقد أن الرد الذي صدر عنك و عن السيدة هزان سيكون كفيلا بإلجام الأفواه عنكما طيلة الفترة القادمة..و ظهوركما معا هنا و هناك سيزيد من تلميع صورتكما كزوجين مثاليين" قال ذلك و قطب جبينه بحزن ..اقترب منه بولنت و وضع يده على كتفه و هو يقول" لا تحزن..أنا أعلم بأن اقترابي من هزان يزعجك و يضايقك..لكنك تعلم جيدا بأنني مضطر أن أفعل ذلك لكي لا ألفت انتباه والدي و لكي لا أجعل أحدا يشك بنا" ثم عانقه و اضاف" انت تعلم جيدا بأنني أحبك..و لا مكان لأي شخص غيرك في قلبي..هي فترة قصيرة و ستمر..المهم الآن أن نفوز في الانتخابات ثم سأجد بعد ذلك حلا يجعلني اكون معك براحة أكبر..لا تحزن..تمام" نظر تورغوت الى بولنت و قال و هو يرسم ابتسامة على شفتيه" تمام" ربت بولنت على كتفه و قال" هيا لنذهب..و لا تنسى بأن تحجز لي تذكرتين لحفل مراد بوز المقام غدا في مسرح الانتصار..هزان تحب مراد بوز و ظهورنا معا في مناسبة كتلك سيعزز من صورتنا امام الصحافة" هز تورغوت برأسه ثم حمل حقيبة بولنت و خرجا معا ..
في مكتبها..خطت هزان على ورقة بيضاء خطوطا متشابكة بقلمها بينما كان عقلها مشغولا بياغيز و بكلامه..كل لقاء بينهما يزيد من تفكيرها فيه و تأثرها به..و لعل التوقيت الذي ظهر فيه امامها كان مناسبا لذلك..فهي الآن تعيش صراعا داخليا كبيرا بين عقلها و قلبها..الأول يحدثها بضرورة احترام زواجها حتى و لو كان زواجا صوريا فقط..و الثاني يغريها بعيش تلك اللحظات المسروقة التي تحدث هو عنها..توقيت بدأت هي تشعر فيه بالنقص الكبير الذي تعيشه و الذي تشعر به و بانعدام ثقتها بنفسها كأنثى و كإمرأة..فعندما يعترف رجل له علاقات متعددة كياغيز و له خبرة بالنساء بأنه يتأثر بها و بأنها إمرأة مثيرة و جذابة فهذا يعني لها الكثير و يعيد لها ثقتها المفقودة بنفسها..لكنها صارت تخشى من نفسها و من تأثرها بكل كلمة او لمسة او نظرة من ياغيز..صارت تخشى بأن تضعف أمام إغراء قضاء وقت معه و الاستمتاع بكلامه و لمساته..صارت تخاف أن يوقعها في شباكه بلسان رجل خبير بالنساء و بلمسات جسد تعود أن يمنح أي إمرأة ما تريده منه تماما..صارت تخاف أن تفقد سيطرتها على نفسها و أن تستسلم له لكي تعيش معه ما عجزت ان تعيشه مع زوجها و أن تسعى الى تعويض ذلك النقص المقيت الذي تشعر به..كانت مستغرقة في تفكيرها و هي ترسم مختلف الاشكال على تلك الورقة البيضاء عندما انفتح الباب و دخل منه بولنت و هو يحمل باقة ورد حمراء جميلة..وقف امامها و قال" مرحبا جنم..ليكن الله في عونك" انتبهت هزان الى نفسها و رفعت رأسها نحوه و هي تجيب" مرحبا عزيزي..أهلا و سهلا بك..في أي جبل مات ذئب؟ مالذي خطر على بالك حتى تفاجئني بزيارتك غير المعتادة هذه؟" ابتسم بولنت و رد و هو يقدم لها باقة الورد" اشتقت الى زوجتي و جئت لكي أقدم لها باقة الورد هذه..ألا يحق لي ذلك؟" وقفت هزان و أخذت منه الورود ثم قالت" طبعا يحق لك ذلك..لكنني استغربت ذلك فقط" لامس بولنت وجهها بأصابعه و هو يقول" ألم أعدك بأنني سأعتني بك و أعوضك عما مضى..و ها أنا احاول فعل ذلك..فإسمحي لي" ابتسمت هزان و قالت" هذا ما أتمناه" أضاف بولنت" أمر آخر..هناك مفاجأة أتمنى أن تنال اعجابك" سألت" و ما هي؟" أجاب" لقد حجزت تذكرتين لحضور حفل مراد بوز غدا..ما رأيك في المفاجأة؟" فرحت هزان بذلك و عانقت زوجها و هي تقول" شكرا لك حياتي..كنت أتمنى دائما أن أحضر حفلا لمراد بوز..شكرا لك من كل قلبي"..
أنت تقرأ
حُبّ مُلَوّث
Romanceعندما يكون الحب صادقا..نقيا..طاهرا..لا تشوبه شائبة..غالبا ما تكون نهايته سعيدة تجمع بين عاشقين سخرا قلبيهما و كل جوارحهما لإحياء ذلك الحب و الحفاظ عليه..لكن..عندما يكون الحب ملوثا تشوبه الشوائب و تختفي خلف قناعه غايات أخرى و أهداف مختلفة لا علاقة له...