29..إعتراف

1.7K 41 4
                                    

انهى ياغيز كلامه و تحرك مبتعدا عن هزان فيما قالت هي تحدث نفسها" هذا افضل..ليعش كل منا حياته التي تعود عليها" بقيت في مكانها تتابع ذهاب ياغيز عندما نزل زوجها من الأعلى و هو يحمل حقيبة اوراقه ثم قال عندما وقف بجانبها" جنم..انا ذاهب الى الحزب..و قد أتأخر في العودة الليلة..لدي عشاء مهم مع اعضاء الحزب و بعض الشخصيات السياسية..الى اللقاء" ثم ركب سيارته و انطلق بها..عادت هزان الى الداخل فقالت لها فريدة" ابنتي هزان..اريد منك أن تبقي معي على الغداء..سأستقبل اعضاء الجمعية الخيرية و أريدك أن تكوني معي" حاولت هزان الاعتراض لكن فريدة أصرت عليها فاضطرت أن تقبل..بعد ساعتين..كان المنزل يعج بالنساء من اعضاء الجمعية الخيرية التي أسستها فريدة..انها جمعية تهتم بالنساء الفقيرات و اللواتي تحتجن الى عمل أو مسكن او ادوية..هذا اضافة الى توفير لوازم الدراسة بالنسبة للفتيات اليتيمات و ذوات الاحتياجات الخاصة..تناولت النسوة الغداء رفقة فريدة و هزان ثم انتقلوا للجلوس معا في الصالون لشرب القهوة و تباحث بعض المشاريع الجديدة و التجهيزات اللازمة لحفل الذكرى العشرين لتأسيس الجمعية..جلست هزان مع الضيوف تحاول مجاراتهم في احاديثهم و التركيز معهم لكن عقلها و قلبها كانا في مكان آخر..انهما مشغولان بياغيز الذي تحدث عن قضاء ليلة ساخنة مع احدى عشيقاته..و هذا امر مزعج و مؤرق كلما فكرت فيه هزان يضيق نفسها و تتسارع دقات قلبها و تشعر بأنها تختنق..لقد تورطت فيه..و أحبته..و صارت تغار عليه كثيرا..لن تكون قادرة على تحمل التفكير فيه و هو يلمس إمرأة غيرها او تخيل ذلك المشهد..كانت شاردة طوال الوقت فكانت فريدة تضطر الى تنبيهها بين الفينة و الأخرى لكي تعطي اقتراحاتها و تشارك برأيها كما تعودت أن تفعل دائما..و حل المساء..و انصرفت النسوة بعد أن اتفقوا على كل تفاصيل العمل و تحضيرات الحفل..جلست هزان مع صدقي و فريدة على مائدة العشاء لكنها لم تستطع أن تأكل..استأذنتهما في الصعود الى غرفتها و هناك اخذت تمشي جيئة و ذهابا..سكبت كأس نبيذ لنفسها و احتسته دفعة واحدة لعله ينجح في تهدأتها لكنه لم ينفع..أخذت تمرر يدها على عنقها بعصبية و تتأفف بضيق..كانت كلما اغمضت عينيها ترى ياغيز يقبل المرأة التي معه بقوة كما فعل معها و مع سيفجي..كانت تراه يلمسها كما فعل معها..فتفتح عيونها و تلعن بصوت مسموع..انه امر يفوق قدرتها على التحمل و الاستيعاب..و انتهى بها الامر بأن حملت حقيبتها و نزلت الى الأسفل..اعلمت حمويها بأن لديها عملا مستعجلا في الفندق و انطلقت مسرعة بسيارتها الى هناك..

بمجرد وصولها الى الفندق..صعدت هزان مباشرة الى الطابق العلوي و اتجهت الى جناح ياغيز..طرقت الباب بقوة و قلبها يكاد يغادر صدرها خوفا مما قد يراه..بعد ثوان..فتح ياغيز الباب و هو لا يرتدي سوى تبانه الداخلي القصير..حملقت هزان فيه لوهلة ثم اندفعت الى الداخل و هي تسأل بصوت قلق" أين هي؟ ماذا فعلتما؟ هل ذهبت قبل ان اصل؟ او ربما هي في الحمام؟ اين هي؟" اغلق ياغيز الباب و هو يقول" عفوا سيدة هزان..ماذا تفعلين هنا في هذه الساعة المتأخرة؟ و عمن تسألين؟ هل لي أن اعرف لو سمحت؟" التفتت اليه هزان و رمقته بنظرة غاضبة ثم اجابت" ليس هذا وقت سخريتك ياغيز..اين هي عشيقتك؟ هل ذهبت؟ ماذا فعلت معها؟ هل ضاجعتها؟ هيا..أخبرني" اتكأ ياغيز بذراعه على الحائط و رد ببرود" و ما شأنك أنت؟ و لماذا قد أخبرك بما فعلته؟ الم تقولي بأنه لا يحق لأحدنا أن يتدخل بالآخر؟ ألم تقولي ليعش كل منا حياته المعتادة؟ لماذا تسألين اذا؟ هل يعنيك هذا؟ هل يهمك ان كنت قد ضاجعت إمرأة الليلة ام لا؟" القت هزان حقيبتها على الأريكة و اجابت بصوت ضعيف" نعم..يعنيني..و يهمني..و أريد أن اعرف..لذلك أجبني لو سمحت..هل كنت لوحدك هنا؟ ام كانت معك واحدة من عشيقاتك؟ هل استقبلت ضيفتك الخاصة القادمة من فرنسا؟ هل حدث بينكما شيء؟ اخبرني..من فضلك" تقدم ياغيز نحوها و انشب اصابعه في ذراعيها و اخذ يهزها بشيء من العنف و هو يتمتم بعصبية" و هل تعتقدين بأنني سأكون قادرا على مضاجعة أية إمرأة بعد اعترافي لك بأنني أحبك؟ هل تعتقدين بأن حبي ضعيف و تافه و بلا معنى لكي انساه في يوم و اعيش حياتي بصورة طبيعية؟ انا لم أعد كما كنت..افهمي هذا..ياغيز الذي كان مستهترا و هوائيا و ماجنا لم يعد كذلك..لقد أصبح رجلا عاشقا يقتله عشقه كل لحظة..و يقوده الى الجنون..اصبح تائها و ضائعا ينتظر كلمة او اشارة منك لكي يبتسم و يكون سعيدا..لكنك تصرين في كل مرة على قتل آماله و الاستهزاء بمشاعره..ترفعينه الى السماء بنظرة منك ثم تطرحينه ارضا بكلمة من كلامك القاسي..تتصرفين بطريقة لا تشبه ذلك الكلام الذي تقولينه..قلت لي اليوم بأنك لا تهتمين بي و بأنه لا يحق لي محاسبتك او معاتبتك..ثم تأتين الي الى هنا..و تحاسبينني و تسألينني اذا كنت قد عاشرت إمراة أخرى..ماذا تريدين مني هزان؟ هل تهتمين لأمري؟ هل تغارين علي؟ أم أنك فقط تتلاعبين بمشاعري و تسخرين مني؟ ها؟ قولي..أجيبي" قالت هزان" ياغيز..اتركني..انك تؤلمني" هزها مرة اخرى و هو يقول" أجيبيني اولا..هل تغارين علي؟ هل تحبينني؟ هل اعني لك شيئا؟ أجيبي" رفعت هزان عيونها نحوه و صاحت به" نعم..انا أهتم لأمرك..و اغار عليك..واحبك"..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن