28..حرب باردة

1.5K 38 3
                                    

دعا صدقي ياغيز للجلوس و طلب من الخادم ان يجهز له القهوة ثم جلسوا بجانبه لكي يريهم الصور..قال ياغيز و هو يخرج من حقيبته صورتين بالحجم الكبير بإطارين فضيين" اولا..تفضلوا بقبول هذه الهدية المتواضعة..انهما صورتان بالحجم الكبير..واحدة لكم انتم و زوجتكم صدقي باي..و الأخرى لكم أنتم و زوجتكم سيد بولنت..أتمنى أن تنال اعجابكم" أخذ صدقي و بولنت الصور و ارياهما لكل من فريدة و هزان..التقت عيون هزان بعيون ياغيز فسارعت الى الهرب منه و من نظراته..كانت تعلم بأن ما فعله ما هو الا مجاملة و حركة لبقة تجاه عائلة سراج اوغلو التي اختارته هو دونا عن البقية لكي يقوم بجلسة تصوير خاصة لها..لكن هديته ضايقتها لسبب لم تعلمه..او ربما لأنها كانت قد سمعت منه كلاما يعني بأنه يغار عليها من زوجها فكيف يقدم له صورة تجمعه بها..حافظت هزان على هدوءها و قالت" شكرا لك سيد ياغيز على هذه الهدية الرائعة..انها حركة لبقة جدا منك" ابتسم ياغيز و رد" لا داعي لشكري سيدة سراج اوغلو..المهم أن هديتي أعجبتكم" ثم التفت الى صدقي و قال" سأعرض لكم الآن باقي الصور على الشاشة الكبيرة..و أتمنى ان تنال رضاكم" ربت صدقي على كتفه و قال" نحن نثق بك و باحترافيتك في القيام بعملك سيد ياغيز" أخذ ياغيز يعرض لهم الصور تباعا و كانت كل صورة أحلى من الأخرى..لف بولنت ذراعه حول كتف هزان و قال" انها صور جميلة..لكن اجمل ما فيها هي زوجتي الحسناء" و قبل خدها تحت انظار ياغيز الذي رمق بولنت بنظرة باردة و قد اشتعلت عيونه غيرة على هزان..ابتسم صدقي و قال" معك حق بني..هزان زوجة رائعة و لا بد أنك كل الرجال يتمنون زوجة مثلها..لذلك لا تبخل عليها و دللها و حاول أن تهتم بها خلال هذه العطلة..انها تستأهل ذلك منك" هز بولنت برأسه و قال" سأفعل يا أبي" نظر ياغيز الى هزان نظرة استفهام لكنها تجاهلته فتوجه بسؤاله الى بولنت قائلا" هل تذهبان في عطلة سيد بولنت؟" اجابه" نعم..سنقضي عطلة نهاية الأسبوع في باريس..كلانا يحتاج للراحة من ضغط العمل و المسؤوليات التي لا تنتهي" تجهم وجه ياغيز و بدا الانزعاج جليا عليه لكنه تدارك بقوله" استمتعا بوقتكما..باريس تكون رائعة في هذا التوقيت من السنة" علق صدقي قائلا" لا شك بأنك زرتها اكثر من مرة سيد ياغيز..و لا بد انك استمتعت بكل ما فيها من أكلات و مشروبات و ..نساء..اليس كذلك؟" ضحك ياغيز و رد" نعم..هذا اكيد..الليلة بالذات..سأستقبل ضيفا خاصا جدا يأتي من فرنسا..انه بلد رائع و يستحق الزيارة دائما"...

شعرت هزان بأنها تختنق بمجرد أن سمعت ياغيز يتكلم عن ضيفه الخاص..كانت واثقة بأنها واحدة من عشيقاته الكثيرات و بأنه ينوي قضاء وقته معها..و هذا ما ازعجها و ضايقها..شعور صعب و غريب تحس به للمرة الأولى في حياتها..فأن تتخيل و لو مجرد خيال بأن ياغيز سيلمس إمرأة أخرى غيرها و بأنه سيقضي ليلته معها مؤلم و مزعج..و هذا الشعور الذي يضاهي انغراس مئة شوكة معا في قدمها اسمه الغيرة..انها تغار على ياغيز..رغم معرفتها بأن هذا ليس من حقها..فلكل منهما حياته الخاصة و يحق له فعل ما يشاء دون أن يملك الآخر حق محاسبته او معاتبته..أنهى ياغيز عرض الصور فقال صدقي" سيد ياغيز..ثقتي بك كانت في محلها و عملك متقن و رائع..لقد تشرفت كثيرا بمعرفتك و بالتعامل معك..و كن أكيدا بأن هذا لن يكون التعامل الأخير بيننا" ارتشف ياغيز رشفة من قهوته ثم أجاب" شكرا لك سيد صدقي..ثقتك غالية جدا..و أنا أيضا سررت بمعرفتك و بالتعامل معك..سيكون دائما من دواعي سروري التعامل معك..و الآن عن اذنك..دمتم سالمين" التفت صدقي الى هزان و قال" رافقي السيد ياغيز الى الباب يا ابنتي" خرجت هزان مع ياغيز الذي تمتم بصوت خافت" هل حقا ستذهبين معه الى باريس؟" اجابت ببرود" نعم..لقد سمعت ذلك بنفسك..فلماذا تسألني؟" رمقها بنظرة حادة و رد من بين أسنانه" لن تذهبي معه الى أي مكان..الغي السفر أو تحججي بأي شيء..المهم ألا تسافري معه..هل فهمت؟" مررت هزان يدها بعصبية على جبينها و قالت" لن افعل ذلك..انا في حاجة ماسة الى هذه العطلة و .." قاطعها ياغيز بنبرة عصبية" هزان..لا تفقديني صوابي..لن تذهبي معه الى باريس..انا لا أسمح لك بذلك" ابتسمت هزان بسخرية و تمتمت" و من تكون أنت لكي تسمح لي أو لا؟ انا لم أطلب منك الاذن..انا امرأة متزوجة و سأذهب مع زوجي الى أي مكان يريده..عن اذنك" و همت بالابتعاد عنه لكنه منعها..أمسكها من معصمها و ضغط عليه بقوة و هو يقول" هزان..أنا حبيبك..و لن اسمح لك بالذهاب معه الى أي مكان،هل هذا واضح؟" سحبت هزان يدها من يده و قالت" و لماذا تتدخل في ما لا يعنيك..هل أتدخل انا فيك؟ هل امنعك من استقبال ضيوفك الخاصين؟ لا..لأن ذلك لا يعنيني..تستطيع قضاء وقتك مع من تشاء..ليس لدي الحق لكي أمنعك..و انت ..افعل نفس الشيء لكي ترتاح ..هذا افضل لي و لك" رمقها ياغيز بنظرة غاضبة و قال" هكذا اذا..ليعد كل منا الى حياته و لننسى ما حدث بيننا اليس كذلك؟ هذا ما تريدينه اذا؟ تمام..ليكن ..اذهبي انت مع زوجك..و انا سأقضي ليلة ساخنة مع احداهن في جناحي في الفندق..مادام الامر هكذا..فلن اتدخل فيك بعد الآن..و ليعش كل منا حياته كما تعود ان يعيشها"..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن