حضر ياغيز مراسم دفن بولنت من بعيد لأنه لم يتجرأ أن يظهر أمام هزان..كان يخشى أن يؤذيها ظهوره امامها و أن يذكرها بأنه السبب في كل ما حدث..خير أن يشارك من بعيد و أن يرسل لها باقة ورود ضخمة معها بطاقة فيها" تعازي الحارة لك..آسف للمرة الألف..قلبي معك و يشعر بك..لكنني أخشى أن أقترب منك..كوني بخير..و هذا يكفيني..ياغيز" ..أنهت هزان مراسم تقبل العزاء في ساعة متاخرة من الليل فصعدت الى غرفتها لكي ترتاح بعد ان أرهقها يوم طويل من الوقوف و المجاملات..شربت كأسا من الحليب جهزته لها ندرت شربت على اثره الدواء ثم اراحت جسدها بين احضان المياه الدافئة لمدة نصف ساعة تقريبا و بعد ذلك ارتدت قميص نومها و جلست تسرح شعرها..طرقت ندرت الباب عليها و دخلت و هي تحمل باقة ورد..سألت هزان" ممن هذه الباقة يا ندرت؟" هزت المرأة كتفيها و أجابت" لا اعلم..لكن معها بطاقة..تفضلي" أخذت هزان الباقة و اشتمت رائحتها الزكية ثم سحبت البطاقة و قرأت الكلام المكتوب عليها فعبست و قطبت جبينها و تمتمت" قذر حقير..بلا حياء أو خجل" ثم التفتت الى ندرت و قالت" ضعيها في سلة المهملات لو سمحت" اخذت ندرت الباقة و خرجت دون ان تنطق بحرف..مزقت هزان البطاقة بعصبية و القتها في سلة المهملات الصغيرة التي في غرفتها..كان ياغيز يقف بسيارته امام القصر فرأى الحارس و هو يلقي الأكياس في سلة المهملات و رأى معها تلك الباقة التي أرسلها..كان يتوقع امرا كذلك منها و يعطيها العذر في ذلك لكن تلك الحركة آلمت روحه رغم أنها كانت متوقعة..كان يؤلمه ان يجد لديها كل ذلك الكره و الحقد و البرود الذي تعامله به..مرر يده على جبينه بعصبية و قال" لن أستسلم هزان..لن استسلم..سأفعل كل شيء لكي تغفري لي و لكي أنسيك كل ما فعلته معك و الأذى الذي تسببت لك فيه..لن استسلم أبدا"..
في اليوم الموالي..استيقظت هزان باكرا ..ارتدت طقما اسود اللون مكونا من سترة بياقة مفتوحة و تنورة تصل الى ركبتيها..رفعت شعرها في شكل ذيل حصان و احتذت حذاء مناسبا ثم وضعت نظاراتها الشمسية السوداء و نزلت الى الأسفل..شربت قهوتها ثم ركبت سيارتها و ذهبت الى الفندق..اعترضها اونور و رافقها في جولة تفقدية للاطمئنان على سير العمل ثم دخلا معا الى مكتبها..قدم لها مجموعة من الأوراق بها احصائيات و حسابات تخص المصاريف و المداخيل ..دققتها هزان جيدا ثم قالت" اونور..شكرا لك على حرصك على سير العمل بصفة ممتازة طيلة فترة غيابي..انت تعلم جيدا بأنني أثق بك و اعتمد عليك لذلك قررت أن اعينك في خطة المدير التنفيذي للفندق و نائبي المباشر و ستكون لك صلاحيات اتخاذ القرارات المناسبة و التوقيع طبعا مع تقديم تقارير اسبوعية مفصلة لي..لن اكون قادرة على التواجد بصورة يومية في الفندق..فكما تعرف انني اتحمل مسؤولية اسم عائلة سراج اوغلو و مسؤولية التصرف في الممتلكات و الشركات..لذلك سأكون مشغولة طوال الوقت" هز اونور برأسه و رد" شكرا لك هزان هانم على ثقتك الغالية بي..و اعدك بأنني سأكون دائما عند حسن ظنك" أمضت هزان على بعض الاوراق التي تستلزم توقيعها ثم حملت حقيبتها و قالت و هي تغادر المكتب" لا اوصيك اونور على توفير الراحة اللازمة و الخدمات الممتازة لنزلاء الفندق..و في صورة تقديم اية شكوى اريدك ان تتدخل شخصيا لحلها..يجب ان اذهب الآن..تستطيع التواصل معي في اي وقت..الى اللقاء" اجاب" تمام هزان هانم..الى اللقاء" ..مرت هزان بعد ذلك على شركة للاستيراد و التصدير كانت على ملك عائلة سراج اوغلو و تفقدت سير العمل و اطلعت على الحسابات ثم عادت الى المنزل فوجدت السيد اوميت احد اعضاء حزب الوطن في انتظارها..استقبلته و جلست معه فقال" اولا..اكرر تعازي الحارة لك و اؤكد لك بأننا كأعضاء الحزب معك و نساندك و نشاركك مشاعر الحزن..ثانيا..أريد أن ابلغك بأن اعضاء الحزب يجمعون على ترشيحك انت كممثلة للحزب خلال الانتخابات" حملقت فيه هزان باستغراب و سألت" من؟ انا؟" اجابها" نعم..انت..انت الوحيدة الباقية من عائلة سراج اوغلو..و انت الأولى بتمثيل الحزب خلال الانتخابات"..
أنت تقرأ
حُبّ مُلَوّث
عاطفيةعندما يكون الحب صادقا..نقيا..طاهرا..لا تشوبه شائبة..غالبا ما تكون نهايته سعيدة تجمع بين عاشقين سخرا قلبيهما و كل جوارحهما لإحياء ذلك الحب و الحفاظ عليه..لكن..عندما يكون الحب ملوثا تشوبه الشوائب و تختفي خلف قناعه غايات أخرى و أهداف مختلفة لا علاقة له...
