69..موقوف عن العمل

1.1K 30 4
                                    

سألت هزان بسذاجة" كيف ذلك؟ هل تعتقد بانه هو من تسبب في هذه المصيبة؟" اجاب" طبعا..أنا واثق انه هو..يريد أن يحاربني بمهنتي و بسمعتي..أنا مصور فوتوغرافي و سمعتي هي أهم ما أملك اضافة الى آلة التصوير خاصتي..انه يعرف جيدا كيف يؤذيني" قطبت هزان جبينها و قالت" لقد قدمت ضدك مجموعة شكاوى..أيعقل بأن تكن عشيقاتك السابقات هن من يردن ان ينتقمن منك؟" رمقها ياغيز بنظرة عتاب و رد" اولا..لن انكر بأنني كنت ماجنا و لي علاقات متعددة لكنني لم أجبر يوما اية إمرأة على اقامة علاقة معي و لم اتحرش باحداهن يوما..بل كن هن من يركضن خلفي..ثانيا..حتى لو كان الأمر كما تقولين فلماذا اقدمن على تقديم الشكوى في هذا التوقيت بالذات و بهذا الشكل الجماعي؟ ..هزان..أنا متأكد بأن تورغوت هو من يقف خلف هذه القضية..يريد أن يضرب عصفورين بحجر واحد..أن يسيء الى سمعتي و ان يفقدني مهنتي و حرفائي..و أن يبعدني عنك لكي تبقي دون حماية..انه يحاول ان يفصلنا عن بعضنا..لكنه لن ينجح في ذلك" اقتربت منه هزان و ربتت على ذراعه و هي تقول بصوت ضعيف" آسفة..انني مضطربة و متوترة..و الخبر نزل علي كالصاعقة..اخبرني الآن..ماذا ستفعل؟ ماذا يقول المحامي؟" عبس ياغيز و رد" انه يقول بأنني سأحكم بدفع غرامة مالية ضخمة و بأنني قد أقاد الى السجن اذا لم ننجح في جعل المدعيات تسحبن شكواهن المقدمة ضدي..هذا اضافة الى امكانية خسارتي لرخصتي كمصور..و عندها سأكون قد خسرت كل شيء" انفطر قلب هزان بسبب رؤيتها لياغيز على هذه الحال..لامست وجهه بأطراف اناملها و همست" ياغيز..لا تحزن..و لا تستسلم..سينتهي هذا الكابوس و ستواصل مهنتك و تخرج من هنا..انا معك و لن أتركك ابدا..لا تقلق" نظر اليها ياغيز بعيون عاشقة و تمتم بصوت مبحوح" شكرا لك هزان لأنك هنا..معي..على الرغم من معرفتك بأن تواجدك هنا ليس صائبا..فالمكان يعج بالصحفيين و المتطفلين الذي يبحثون عن خبر و سبق صحفي ..و انت الآن محط انظار الجميع بعد أن اصبحت مرشحة للانتخابات..شكرا لك من كل قلبي" ابعدت هزان يدها عن وجه ياغيز و قالت" لا داعي لشكري..انا لم اقم سوى بالواجب..ثم لا تنسى بأننا في نفس المركب..و عدونا واحد..لذلك يجب أن نتوحد لكي ننجح في مواجهته" هم ياغيز بالكلام عندما انفتح الباب و دخل عمر الذي قال" هزان هانم..لقد انتهت المقابلة"..

قالت هزان" تمام..شكرا لك سيد عمر" ابتسم عمر و قال" تستطيعين مناداتي عمر..لا داعي للرسميات بيننا..و انا سأناديك هزان" رمق ياغيز عمر بنظرة حادة ثم التفت الى هزان و كأنه يسألها ما هذا الذي يجري هنا..هربت هزان بعيونها منه و قالت" شكرا لك عمر على الفرصة التي منحتها لي لكي ألتقي بياغيز..أتمنى أن تهتموا به جيدا..انه أمانتي لديك" ثم اقتربت من ياغيز و همست" انتبه الى نفسك جيدا..و لا تقلق..غدا ستكون حرا بإذن الله" جاء الشرطي و اعاد ياغيز الى غرفة الايقاف..صافحت هزان عمر مودعة فضغط على أصابعها بخفة فسحبت يدها و تمنت له ليلة سعيدة ثم غادرت..خلف القضبان..جلس ياغيز يفكر في عمر و في طريقة كلامه مع هزان..تمنى أن يحطم فمه الذي كان ينطق بإسمها مجردا..تمنى أن يلكمه لكمة قوية تجعل هذه النيران التي تعتمل في صدره تهدئ و تنطفئ..انه شعور يحس به للمرة الأولى..شعور قاسي و موجع و قوي..انه شعور الغيرة الذي لم يذق طعمه في السابق..لا يريد لأي رجل آخر غيره أن ينادي هزان بإسمها..لا يريد أن يقترب منها أي شخص آخر..لا يريد أن يسمعها تتكلم مع أحد بتلك الطريقة الودية..كان يذرع الغرفة جيئة و ذهابا و احساسه البغيض ذلك لا يفارقه و لا يسمح له بالراحة..وجد نفسه ينشغل بغيرته عن التفكير في مشاكله و في هذه المصيبة التي قد تحطم ما أسسه لنفسه طيلة سنوات طويلة..لم يستطع أن ينام و لا أن يهدأ له بال ..كان ينتظر حلول الصباح لكي يغادر هذا المكان و لكي يتحدث مع هزان عن عمر..و ما ان أضاء الكون بنور الشمس حتى تم تحويل ياغيز الى المحكمة و عرضه على النائب العام..لم يستطع المحامي اقناع السيدات بسحب شكواهن لكنه اقنع اخريات من حريفات ياغيز أن يشهدن لصالحه في المحكمة..مجموعة هامة من الممثلات و العارضات و السياسيات أتين و قدمن شهادتهن تضامنا مع ياغيز الذي حكم عليه بدفع غرامة مالية كبيرة و تم الافراج عنه..لكنه و ما ان غادر المحكمة حتى فوجئ بحملة شرسة شنت ضده في الشوارع و في مواقع التواصل الاجتماعي تطالب القاضي باصدار اقصى العقوبات في حقه لكي يعتبر المتحرشون من ذلك و يتوقفون عن ممارساتهم البغيضة مما دفع بنقابة المصورين الى سحب رخصته و ايقافه عن العمل..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن