59..تهديد

1.2K 30 0
                                    

أنهت هزان مؤتمرها الصحفي تحت وابل من التعليقات الايجابية و علامات الانبهار و الاعجاب من المتواجدين..صافحها اوميت بحرارة و هو يقول" انا فخور بك سيدة هزان..لم تكن ثقتي بك في غير محلها..بل على العكس..اثبتي لي بأنك اهل لها..ستسحقين الجميع و تهزمينهم بالضربة القاضية..انا واثق من ذلك" ابتسمت هزان و ردت" شكرا لك على دعمك و ثقتك سيد اوميت..اتمنى ان اكون عند حسن ظنك و اتمنى ان انجح لكي لا اخيب لك املك..و الآن عن اذنك" و حملت حقيبتها و خرجت..ركبت سيارتها و انطلقت بها الى المكان الذي كان من الضروري ان تتواجد به..بعد دقائق..ترجلت من سيارتها و غطت رأسها بوشاح اسود و وضعت نظاراتها الشمسية على عينيها ثم دخلت الى المقبرة..وقفت أمام قبر صدقي و فريدة..قرأت سورة الفاتحة و مسحت على وجهها ثم جلست على حافة القبر و لامست التراب بيدها..قالت بنبرة حزينة" مرحبا..ها انا هنا من جديد..اشتقت اليكما كثيرا..و افتقد حنانكما و اهتمامكما..افتقد تلك الأوقات الحلوة التي كنت اقضيها معكما..ليتكما بقيتما معي..ليتكما غمرتماني طوال العمر بحنانكما و حبكما الذي لا ينتهي..أحبكما من كل قلبي..و انتما تعلمان ذلك جيدا..اليوم قررت أن أواصل مسيرتك أبي صدقي..و قررت أن انهي ذلك الحلم الذي بقي ناقصا..ترشحت للانتخابات..و أتمنى أن احصل على مباركتك و دعمك..فلطالما كنت الأب الحنون و الناصح الأمين بالنسبة الي..و انت يا أمي..اغفري لي أنني أخذت مكان ابنك في الانتخابات..لكن يعلم الله أنني لم أكن لأفعلها لو بقي هو على قيد الحياة..لكنه رحل و انظم اليكما..و بقي الحمل الثقيل على كتفي..لن اخذلكما..و لن اسمح لأي شخص كان بأن يشوه سمعة العائلة أو أن يسرق تعبها و مجهوداتها و احلامها..عهد علي أن احافظ على اسم العائلة و أن أتكفل بتحقيق الطموحات التي رسمتماها..باركاني و ادعماني كما فعلتما دائما..فلترقد روحكما بسلام يا أحبائي" و ربتت هزان على التراب كأنها تلامسهما ثم وقفت و اتجهت نحو قبر بولنت..قرأت الفاتحة و مسحت على وجهها و همت بالابتعاد عندما سمعت صوتا يقول" لا تمثلي دور الزوجة الحزينة على فقدان زوجها..الدور غير لائق عليك" التفتت هزان لتجد نفسها وجها لوجه مع تورغوت..تقدم نحوها و اضاف" اعلم جيدا بأنك كنت تخونينه..و بأنك السبب في كل ما أصاب العائلة..لذلك لا تمثلي دور البريئة..لأنك لست كذلك" ابتسمت هزان بسخرية و ردت" و انا اعلم ايضا بأنه كان يخونني معك..و بأنك كنت حبيبه..لذلك لا تتجرأ على التكلم معي بهذه اللهجة..ان كان هناك شخص قد تسبب في المصائب التي حصلت فهو هذا النائم هنا و ذلك الشخص الذي سعى الى انتقامه"...

صمتت هزان قليلا ثم اضافت" انتقام اعمى احرق الأخضر و اليابس..و كنت انا ايضا ضحية له..انا أخطات بحق نفسي و بحق عائلتي..و بولنت أخطأ بحق نفسه و بحق ابويه و بحقي أنا ايضا..لقد استغلني لأنه تزوجني فقط لكي اكون غطاء لعلاقته معك..لا يمكنك ان تلومني سيد تورغوت لأنني كنت ضحية لعبة قذرة" رفع تورغوت حاجبه باستغراب و سأل" أهذا ما تحدثين به نفسك لكي ترتاحي من تأنيب الضمير؟ أهكذا تنجحين في النوم ليلا مرتاحة البال؟ تريدين أن تقنعيني بأنك مجرد ضحية في حين أنك المستفيد الوحيد مما حصل؟ ها انت اليوم الوريثة الوحيدة لعائلة سراج اوغلو..و الارث عبارة عن مليارات الليرات..اضافة الى أنك صرت مرشحة للانتخابات عوضا عن بولنت..و هذا يعني بأنك ستحققين مكانة سياسية تعطيك الحصانة و تحميك من اية مساءلة قانونية..من يدري؟ ربما كنت انت و عشيقك متفقين على تلك الخطة لكي تقضي على كل العائلة و تعيشي معه علاقتكما بسرية مستمتعين بمال عائلة سراج اوغلو و نفوذها السياسي؟ لا تحاولي اقناعي بأنك بريئة و أنك ضحية لأنك لن تنجحي في ذلك..و كوني واثقة بأنني سأجعلك تدفعين الثمن انت و عشيقك الحقير..لن اسمح لك بأن تعيشي مرتاحة و مستمتعة بإرث عائلة سراج اوغلو..سأفضح أمرك و سأنهيك قبل أن تنجحي في الانتخابات" رمقته هزان بنظرة حادة و صاحت به" ماذا تقول ياهذا؟ عن اي اتفاق و عن أية خطة تتحدث؟ انت لا تعلم شيئا عن العذاب الذي عشته و عن الاهانة التي شعرت بها بعد ان اكتشفت بأنني مجرد ضحية للعبة انتقام كان هدفها تحطيم بولنت..هراء ما تقوله..انا لا اريد شيئا..لا مالا و لا نفوذا و لا سلطة..هذا كله لا يعنيني..كل ما اريده الآن هو حماية اسم العائلة من الاندثار و من الاساءة و تحقيق الأحلام التي بقيت ناقصة..هذا كل ما أريده..لقد نجحت في الحصول على الصور التي تجمعك ببولنت و التي كان تمثل تهديدا كبيرا للعائلة..و استطعت ضمان ألا يساء الى اسم العائلة او تشوه سمعة أحد أشخاصها..و الآن اريد ان احمي تعب و مجهود ابي صدقي الذي بذله في الحزب..و لن اسمح لأي شخص بأن يسرق حلمه و تعبه..هذا واجب علي القيام به..و انت..عوض ان تهددني و تنبش الماضي الذي سيكون من شأنه أن يسيء الى اسم العائلة..تعالى و ضع يدك في يدي و ساعدني في الحفاظ على الصورة الناصعة لحبيبك و عائلته" هز تورغوت برأسه و رد" لا..لن افعل ذلك..حصولك على الصور بهذه السهولة يؤكد شكوكي بأنك كنت متواطئة مع المبتز..و بأن الخطة كانت مشتركة بينكما..لن أسمح لك بأن تعيشي بسلام انت و عشيقك..و لن اساعدك ابدا..بل سأسعى الى تحطيمك و الى الأخذ بثأر حبيبي الذي خير الانتحار بسببكما"..

زمت هزان شفتيها و قالت بنبرة احتقار واضحة" من أين اتتك هذه الجرأة لكي تتحدث معي بهذه الطريقة؟ ألا يكفي بأنني كنت ضحية لعلاقتك الملوثة بزوجي؟ ألا يكفي بأنني كنت أثق بك و اعتبرك اليد اليمنى لزوجي و مساعده الموثوق ليتضح فيما بعد بأنك حبيبه؟ على ماذا تلومني؟ و بأي حق تتحدث عني و تحاول الاساءة الى سمعتي؟ اسمع يا تورغوت..ان كنت تصدق هذا الهراء الذي تتحدث عنه بأنني متواطئة مع المبتز و بأنني سرقت حياة عائلة سراج اوغلو فافعل ما يبدو لك..لن امنعك..لكن كن واثقا تمام الثقة بأنك تظلمني..فأنا لم اكن يوما شخصا يؤذي الآخرين و لا يضع خططا لانتقام او ما شابه..انا مجرد ضحية لا ذنب لها..او ربما اخطأت فعلا ..لكن عندما أحببت من كل قلبي..الحب هو من دفعني الى ارتكاب الخطيئة و السماح لذلك المبتز بأن يستغلني" رمقها تورغوت بنظرة حادة و قال" لن اسمع هذا الكذب الذي تقولينه..لن اصدق الا ما اراه بأم عيني..انت المستفيد الوحيد مما حدث..و ها أنت اليوم الوريثة الوحيدة لعائلة سراج اوغلو..و المرشحة للانتخابات..و هذا يدينك في نظري..و سأعمل على انتزاع كل شيء من يدك مثل ما انتزعت انت و عشيقك حياة حبيبي..فلتحذري مني يا هزان..و لتخافي..لأنني لن ارحمك" رفع تورغوت اصبعه في وجه هزان في حركة تهديدية واضحة ثم تحرك مبتعدا عنها..التفتت هزان الى قبر بولنت و قالت تخاطبه" أسمعت ما يقوله عشيقك؟ ألا يكفيني ما عانيته الى الآن؟ هل ستؤذيني بحياتك و بموتك ايضا؟ هذا كثير" مشت هزان نحو سيارتها و امتطتها و عادت الى القصر..كان التوتر و الانفعال باديين عليها ..دخلت الى الصالون فرأت شخصا كان من شانه أن يزيد من توترها و عصبيتها..انه ياغيز..قالت ندرت" ابنتي هزان..السيد ياغيز ينتظرك منذ ربع ساعة تقريبا..هل اعد لك القهوة لكي تشربيها معه؟" هزت هزان رأسها بالنفي فخرجت ندرت و اغلقت الباب خلفها..نظرت هزان الى ياغيز و سألت بعصبية" ماذا تفعل هنا؟ لا تقل لي بأنك أتيت لكي تسمع مني كلمة شكرا؟ ان كان الأمر كذلك فانس ذلك" طأطأ ياغيز رأسه و قال بنبرة ضعيفة" لا..لم آت لكي أسمع منك كلمة شكر..أنا لم أفعل أي شيء يستحق الشكر..و لا انتظره منك ذاتا..غايتي كانت مساعدتك فقط..و أتمنى أن اكون نجحت في ذلك" وضعت هزان حقيبتها على الطاولة و جلست على الاريكة قبالته و هي تضع ساقا على ساق ثم قالت" في الواقع..لم أكن بحاجة لهديتك تلك..ليتك لم ترسلها من الأساس..انا انسانة تجيد جيدا الاعتماد على نفسها..و حتى لو حدث و احتجت الى مساعدة..فسأطلبها من الأناس الذين أثق بهم و بغايتهم..لن اطلبها منك"..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن