21..طلب لا يُردّ

1.3K 41 4
                                    

نامت هزان ليلتها و هي تمسك العقد بين أصابعها و الابتسامة تزين محياها..فيما عاد بولنت متأخرا و ذهب الى غرفته مباشرة لكي ينام..في الصباح..استيقظت هزان باكرا و الحماس يملأها لكي تذهب الى الفندق و ترى ياغيز هناك..هو الآن بالنسبة اليها سبب مباشر في سعادتها و تريد أن تشكره على ذلك..اكتفت بشرب القهوة على مائدة الفطور ثم خرجت على عجل متحججة بالاعمال الكثيرة في الفندق..قادت سيارتها المرسيدس بسرعة و هي تستمع الى اغنية ايقاعية عذبة..كانت تغني معها و هي تبتسم بسعادة..و ما ان وصلت الى الفندق حتى صعدت مسرعة الى مكتبها..ثم اتصلت بأونور و طلبت منه المجيء اليها..تباحثت معه سير العمل و خطة الترفيه المخصصة للافواج الألمانية ثم نزلت معه الى المطبخ لكي تتفقد الأكل بنفسها..اعترضتها احد الخادمات التي كانت تحمل فطورا لجناح ياغيز..طلبت منها الانتظار للحظة..أخذت ورقة صغيرة و كتبت عليها" شكرا من كل قلبي..هزان" و وضعتها تحت احد الاطباق ثم سمحت للخادمة بأخذها اليه..بعد ذلك اتجهت الى جناحها و استلقت فيه على سريرها لكي تأخذ قسطا من الراحة قبل مواصلة العمل..كانت تستمع الى موسيقى هادئة عندما سمعت صوت طرقات على الباب..وقفت و اخذت تسوي ثيابها التي كانت عبارة عن قميص وردي و سروال أسود يلتصق بساقيها و حذاء ذي كعب عالي..ثم قالت" ادخل" فتح ياغيز الباب و دخل ثم اغلقه خلفه..شعرت هزان بتسارع دقات قلبها و بتلون وجنتيها بلون احمر و هي تنظر اليه و هو يتقدم نحوها بقامته الطويلة و وسامته الطاغية..كان يرتدي قميصا ابيضا يظهر عضلات صدره و سروالا قصيرا ازرقا يصل الى ركبتيه..و سبقته رائحة عطره الفواح في الوصول اليها..اقترب منها و قال" صباح الخير هزان" ردت بصوت حاولت ان يبدو طبيعيا" صباح الخير ياغيز باي" ابتسم و قال" لا داعي للرسميات..نادني ياغيز فقط..هل لي أن اعرف على ماذا تشكرينني؟" ابعدت عيونها عن عيونه البلورية التي كانت تتأمل وجهها و جسدها و ردت" على كل شيء..على رسالة البارحة..و على هذه أيضا" و اشارت الى العقد الذي زين رقبتها..ابتسم ياغيز بسخرية و قال" اولا..لا داعي لشكري..ثانيا..اليست لديك الشجاعة لكي تأتي الي و تشكرينني وجها لوجه؟ أم تفضلين الهرب مني و الاختفاء وراء الأوراق و الملاحظات؟" كان قد تقدم منها خطوات أخرى حتى صار أمامها مباشرة ..لم ترفع هزان رأسها اليه..أنفاسه و صوته القريب و رائحته التي تسللت الى انفها اخبرتها بأنه يقف امامها مباشرة..ارتعش صوتها و هي تجيب دون أن تنظر اليه" و لماذا اهرب منك؟ لقد كنت مشغولة فقط و وجدت من الافضل أن.." قاطعها ياغيز بأن وضع اصبعه على شفتيها..

اسكتها ياغيز و منعها من مواصلة كلامها..حرك اصبعه على شفتيها كأنه يرسم حدودهما و يتحسس امتلاءهما..وجدت هزان نفسها ترفع عيونها نحوه لا شعوريا و كأنها تتوق الى رؤية تلك النظرة في عينيه..نظرة الرغبة و التأثر..تلك النظرة التي تفتقدها لدي زوجها عندها ينظر اليها..تلك النظرة التي من شأنها أن ترمم اطلال قلبها و تعيد الدفء الى اركانه..التقت عيونها بعيون ياغيز البلورية و التي كانت عبارة عن بحر عميق يدعوها للغرق فيه بكامل ارادتها و بكل ما اوتيت من عقل و قلب..تخاطبت العيون في الوقت الذي خرست فيه الشفاه و عجزت الكلمات عن الانطلاق..أبعد ياغيز اصبعه عن شفتي هزان و قال بصوت مبحوح" تستطيعين شكري الآن..و نحن واقفان وجها لوجه..هل لديك الشجاعة لفعل ذلك؟" هربت هزان بعيونها من عيونه و همست بصوت مرتعش" طبعا لدي الشجاعة لفعل ذلك..شكرا لك ياغيز..شكرا لك من كل قلبي" ابتسم ياغيز و قال" هذا جيد..ظننت لوهلة انك جبانة..و تفضلين الهروب على المواجهة" هزت هزان برأسها و اجابت" لا..لست جبانة" رفع ياغيز حاجبه و سأل بنبرة تحدي" حقا؟ هل أنت إمرأة شجاعة؟ لماذا اذا تهربين من النظر الي؟ هل تخافين من النظر داخل عيوني؟ هل تخافين ان تفضحك عيونك؟" نظرت اليه هزان و ردت" و لماذا اخاف؟ انا لا اخاف و لا أهرب" و همت بالتحرك و الابتعاد لكنه منعها بأن لف ذراعه حول خصرها و جذبها نحوه حتى التصق جسدها بجسده ثم همس" ان كنت حقا شجاعة فانظري الي و أخبريني بما يدور في ذهنك" تسارعت انفاس هزان و هي تجد نفسها ملتصقة به و لا يفصل بين وجهيهما سوى انشات قليلة .ارتبكت و اضطربت دقات قلبها و قالت بصوت مرتعش" اتركني لو سمحت..و كف عن هذا الهراء" أطبق ياغيز قبضته عليها و لف يده الاخرى خلف عنقها و شدها نحوه و هو يقول" كوني شجاعة و اطلبي مني ما تريدينه و ما ترغبين فيه دون خجل..هيا..قولي" لم تعد هزان قادرة على الهرب منه و من عيونه..وجدت نفسها تنهار بين احضانه..تنظر الى شفتيه الرقيقتين..و تقول بصوت خجول" أريدك أن..أن..تقبلني" و كان ذلك كافيا لكي يحني رأسه و يأخذ شفتيها بين شفتيه في قبلة طال انتظارها..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن