24..كيف ؟؟

1.6K 33 4
                                    

ترك ياغيز هزان و اتجه ناحية الباب..فتحه و خرج..بقيت هزان في مكانها تتابع ذهاب ياغيز بعيون تائهة و عاجزة..وجدت نفسها في موقف لا تحسد عليه..هذا الرجل المميز و الذي يحرص على رؤية ابتسامتها و على اسعادها و الذي سيطر على كل حواسها و افكارها و مشاعرها يرفض التخلي عنها او الخروج من حياتها..يرفض اعطاءها فرصة لتذكر أنها إمرأة متزوجة و لقتل كل هذه المشاعر التي صارت تكبر يوما بعد يوم قبل أن تعجز عن السيطرة عليها..يرفض أن يتراجع الى الخلف بعد أن وجد منها كل ذلك التشجيع و التفاعل و بعد ان أصبح أصبح هو في دائرة الضوء و صار هو مركز حياتها و المسيطر على تفكيرها..مررت هزان يدها على عنقها و هي تحاول أن تهدأ و تفكر بطريقة منطقية بعيدا عما حدث منذ قليل..لكن كيف لها أن تنسى ما حدث؟ و كل ما فيها يذكرها بتلك القبلات العنيفة التي تبادلاها..و تورم شفاهها أكبر شاهد على ذلك..تمتمت بنبرة ضعيفة" يالله..ماذا فعلت أنا؟ و لماذا سمحت لنفسي بالاستسلام لمشاعري؟ كيف سأحل الأمر الآن؟ كيف سأعود الى حياتي العادية الآن؟ كيف سأنساه و سأنسى ما حدث؟ كيف؟ كيف؟ لماذا افقد السيطرة على نفسي كلما كان قريبا مني؟ لماذا يحدث معي هذا؟ لماذا يتسارع نبض قلبي و تتهدج انفاسي كلما رأيته؟ لماذا سمحت له بتقبيلي و بادلته ايضا؟ لماذا؟ لقد فتحت على نفسي أبواب جهنم الآن و أخشى أن اعجز عن اغلاقها مرة أخرى..يالله ساعدني..ماذا أفعل؟ أشعر بأنني عاجزة أنا ايضا عن اخراجه من حياتي و من افكاري ..لقد أصبحت أحتاج اليه كثيرا..أصبحت راغبة بوجوده في حياتي و بإعطاءها ذلك البريق الذي اضفاه عليها..معه هو فقط ضحكت من كل قلبي و اصبحت سعيدة..بسببه اصبح لحياتي معنى و لنبض قلبي صوت..بسببه هو اكتشفت المرأة الناضجة و المكتملة الانوثة التي كانت تعيش بداخلي و التي لم يسبق ان تعرفت عليها..هذا ياغيز الذي أحاول اخراجه من حياتي في الوقت الذي أتمنى فيه أن اهبه حياتي" انهارت هزان جالسة على حافة السرير و هي تضع رأسها بين يديها..

بعد حوالي الساعتين..نظرت هزان الى ساعتها لتجد انها تشير الى الخامسة مساء..انهت الأعمال العالقة في الفندق ثم عادت الى المنزل..صعدت الى غرفتها بعد أن جلست قليلا مع صدقي و فريدة..ارتمت على سريرها و اغمضت عينيها فعادت الى ذاكرتها لحظات الاحتراق التي عاشتها بين ذراعي ياغيز..مررت لسانها على شفتيها ..مازال طعم قبلاته عالقا هناك..انه عصي عن النسيان و يأبى الخروج من عقلها و من كل مسامة من مسام جسدها..تريده بكل ما اوتيت من قوة..و تعجز عن تكذيب ذلك او انكاره..رغم كل العوائق و الاعتبارات التي تقف بينهما..ظهر في حياتها فجأة لكي يعوضها عن كل نقص كانت تشعر به..اعطاها الدفء و الحنان و السعادة ..جعلها تكتشف نفسها و رغباتها و تستعيد ثقتها بأنوثتها..لذلك تجد نفسها عاجزة عن انكار كل المشاعر القوية التي تشعر بها تجاهه..تلك المشاعر التي تجد نفسها عاجزة عن تسميتها..او عن اعطاءها صفة..تأففت هزان بضيق و أخفت وجهها بين يديها..سمعت فجأة صوت طرقات على الباب فاستوت في جلستها و قالت" ادخل" ..انفتح الباب و دخل بولنت..قال" مرحبا حياتي..تبدين متعبة جدا" قالت" نعم..لقد كان يوما متعبا..هل تريد مني شيئا؟" ابتسم و اجاب" نعم..أريد..أريدك أن تجهزي نفسك لكي نذهب معا الى حفل مراد بوز كما وعدتك" هزت هزان برأسها و قالت" تمام..سأكون جاهزة خلال عشر دقائق" اقترب منها بولنت و وضع يديه على كتفيها و سأل" هزان..هل انت بخير؟" ردت" انا بخير..لا تقلق..متعبة قليلا فقط" قال" أتمنى ان يذهب التعب لكي تستطيعي الاستمتاع بالحفل" قالت" سيمر..لا تقلق..انتظرني بالأسفل..و سألحق بك" ابتعد عنها و خرج فارتدت فستانا فضيا قصيرا يصل الى ركبتيها و به تموجات من أسفل الخصر..ياقته عالية و تزينه عقدة جميلة في المنتصف ...

اطلقت شعرها الطويل على كتفيها و لم تبالغ بوضع مساحيقها ثم رشت من عطرها المفضل و حملت حقيبتها و انظمت الى زوجها الذي كان ينتظرها في السيارة

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

..اطلقت شعرها الطويل على كتفيها و لم تبالغ بوضع مساحيقها ثم رشت من عطرها المفضل و حملت حقيبتها و انظمت الى زوجها الذي كان ينتظرها في السيارة..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن