73..إستسلام لذيذ

2K 26 3
                                    

نظرت هزان الى ياغيز و سألت ببرود" و كيف تريدني أن أصدق هذا الكلام؟ ألست أنت من قال في السابق بأنك تحبني؟ ألست أنت من كذبت علي و استغليتني و جعلتني مجرد أداة في لعبة انتقامك؟ مالذي قد يجعلني أصدق كلامك؟ و مالذي يضمن لي بأنك صادق فيما تقوله هذه المرة؟ و مالذي يضمن لك بأنني سأسامحك و سأنسى ما مضى؟..انسى الأمر ياغيز..دعنا نكن أصدقاء فقط و نحاول أن ننقذ نفسينا من مخطط تورغوت..هذا ما أستطيع تقديمه لك..لا تطلب مني أكثر من هذا..لو سمحت" قرب ياغيز رأسه من رأسها..وضع جبينه على جبينها و تمتم بصوت مخنوق" هزان..لقد خسرت كل شيء..و ها أنا ادفع ثمن أخطائي غاليا جدا..عاقبيني بالطريقة التي تحلو لك..انتقمي مني اذا اردت..لعل ذلك يساعدك على نسيان الماضي و على مسامحتي..لكن لا تتركيني..و لا تقتلي هذا الأمل الذي يكبر داخلي يوما بعد يوم..امنحيني فرصة جديدة و اعدك بأنني لن أخيب أملك..و لن أؤذيك مرة أخرى..أقسم لك بأنني صادق في كل كلمة أقولها..و بأن قلبي ينبض لأجلك أنت فقط..لا تحرميني منك هزان..لا تتركيني من دونك..لو سمحت حبيبتي" حاولت هزان التحرك من أمامه لكنه منعها..وضع يده على كتفها و ثبتها امامه و أضاف بقلة حيلة" هزان..لا تذهبي..أريد أن أكون قريبا منك بقدر النفس الذي تتنفسينه..أريد أن أجعلك تشعرين بصدق حبي..لن اطالبك بنسيان ما مضى أو بمسامحتي ..انا أريد منك فقط أن تعطيني و لو أملا ضئيلا بأنك ستفتحين لي ابواب قلبك ذات يوم..هذا كل ما أريده..اريد هذا الأمل لكي اعيش به..لم يبقى لدي ما أعيش لأجله..امنحيني فرصة اثبت لك بها مدى حبي الكبير و صدقي في كل كلمة قلتها..لو سمحت حبيبتي" همست هزان بصوت ضعيف" لا استطيع..ياغيز..ما تطلبه مني امر مستحيل..لقد جعلتني اعيش اكبر خيبة أمل في حياتي..أكبر ألم و أكبر وجع..لن اكون قادرة على مسامحتك او اعطاءك هذه الفرصة التي تطلبها مني..آسفة..لا أستطيع..لا اريد أن أعيش خيبة أمل جديدة و ألم لا نهاية له..أرجوك ياغيز..لا تجعلني أكرر ما عشته مرة أخرى..لم يعد قلبي قادرا على تحمل طعنة جديدة كتلك" وضعت هزان يديها على صدر ياغيز و أجبرته على التراجع الى الخلف و تحركت مبتعدة من أمامه و قبل أن تتمكن من الخروج جذبها ياغيز من ذراعها لتسقط بين أحضانه ثم أهوى على شفتيها بشفتيه في قبلة ضمنها كل حبه و حنانه..

فوجئت هزان بإقدام ياغيز على تقبيلها و حاولت أن تسيطر على نفسها و ان تبقى جامدة في مواجهة قبلاته الحارة و ألا تتجاوب معه..لكن مقاومتها لم تدم سوى برهة من الزمن..ثم وجدت شفاهها تعصي اوامر عقلها و تنصاع لأوامر قلبها و أخذت تبادله سيل قبلاته العارم..لف ياغيز يده حول عنق هزان لكي لا تهرب منه و راح يعمق قبلاته اكثر فأكثر و أسعده تجاوبها معه كثيرا..فلتنكر قدر ما تشاء و لتتظاهر بالبرود و اللامبالاة و ليقل لسانها اقسى الكلام لكن جسدها يشعر به و يتأثر باقترابه و يصبح كورقة في مهب الريح..امتص ياغيز شفاهها الممتلئة و اجبر فمها على استقبال لسانه الذي راقص لسانها بسعادة..نسيا نفسيهما و ما حولهما و لم يعد هنالك أهمية لا للمكان و لا للزمان..المهم هو أنهما معا بعد طول فراق..احدهما ينتمي الى الآخر و يستمد منه قوته و ثباته..وجود أحدهما يعطي لحياة الآخر معنى و نكهة..و اقترابهما من بعض يشبه اقتراب الكبريت المشتعل من الحطب يحترق بسرعة و يأتي على كل ما حوله فيحرق الأخضر و اليابس..لم تجد هزان فائدة من المقاومة فاستسلمت له و اخذت تستمتع بطعم قبلاته الذي كان و سيبقى مميزا بالنسبة اليها..وضعت هي يديها على صدره أما هو فنزل بيده الى خصرها عندما اطمئن الى استسلامها له فيما تحركت يده الأخرى على فخذها العاري..تمتم بصوت مبحوح بين تمازج الشفاه" اشتقت اليك هزان..اشتقت اليك كثيرا" و راحت يده تتحرك صعودا على فخذها تتحسسه و تتلمسه و عند اقترابه من انوثتها..همست هزان بصوت مرتعش" ياغيز..لا تفعل..لو سمحت" ابعد ياغيز يده عنها عندما شعر باضطرابها و بتسارع تنفسها..تراجع قليلا الى الخلف و هو يرفع رأسه عنها..رأى وجهها محتنقا و عيونها مغمضة و كأنها عادت بذاكرتها الى لحظة مريرة عاشتها في السابق..لامس ياغيز وجهها بحنان و سأل بقلق" ماذا حدث حبيبتي؟ هل ازعجتك؟ انا آسف حقا..لم اقصد ذلك" فتحت هزان عيونها و نظرت اليه..لم يكن هو من ازعجها..بل ذكرى تلك الليلة المشؤومة التي تعرضت فيها لاغتصاب مقرف هي من عادت الى ذاكرتها..لم تقل شيئا..سارعت الى الخروج من الحمام و هي تشعر بأنها تختنق..وقفت على حافة الدرج و سحبت نفسا عميقا و قبل ان تضع رجلها على اول درجة شعرت بيد تدفعها بقوة لتسقط الى الأسفل متدحرجة على الدرج و جسدها يرتطم بقوة بالخشب..و ما هي الا لحظة حتى وجدت نفسها واقعة على الأرض و الألم يمزقها و الدم يسيل بين ساقيها..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن