46..أنت السبب

1.7K 30 0
                                    

في مكتبه في القصر..اجتمع بولنت مع اعضاء الحزب الذين كانوا يريدون ان يعرفوا الى متى سيدوم تعليق الحملة الانتخابية..فرك بولنت اصابع يديه ببعضها و قال" كما تعلمون..الفترة التي تمر بها عائلتي فترة حرجة و متعبة..لذلك سيستمر تعليق الحملة الانتخابية لمدة اخرى الى أن أتجاوز هذه المحنة..انتم تعلمون جيدا قيمة وجود أبي في حياتي و في الحزب..هو من أسس الحزب و هو من علمني ابجديات العمل الحزبي ..أشعر بغيابه بأنني ضائع و بلا دليل..اعذروني..لكنني مضطر أن أوقف كل شيء الآن الى أن اتمالك نفسي و أجد القوة التي احتاجها للمواصلة" قال احد الأعضاء" معك حق سيد بولنت..و نحن نتفهم حزنك و نشعر به مثلك..السيد صدقي كان عبارة عن والد و معلم لنا جميعا..لكن فكر قليلا..لو كان حيا هل كان سيرضى بايقاف الحملة الانتخابية؟ الم يكن سيشجعك على مواصلتها و الفوز بالانتخابات لأجله هو؟ اعتبرها وصية له و نفذها..و نحن معك..لن نتخلى عنك و لن نتركك لوحدك..نعدك بذلك" اضاف آخر" طبعا نحن معك دائما..لقد بدأنا هذا الطريق معا و سنواصله معا" هز بولنت برأسه و اجاب" تمام..سنواصل الحملة الانتخابية..لكن بشرط..ان تختاروا ممثلا آخرا غيري يمثل الحزب..لدينا الكثير من الكفاءات التي تستطيع تمثيل حزبنا أحسن تمثيل..ما رأيكم؟" اجابوا بصوت واحد" مستحيل..نحن نريدك انت..انت مرشحنا و ممثلنا الوحيد..و لن نرضى بغيرك ابدا" هم بولنت باجابتهم عندما رن هاتفه معلنا وصول رسالة جديدة..فتحها و قرأ فيها" لا تفكر بأن تواصل الحملة الانتخابية و الا سأنشر صورك و فضائحك في كل مكان..اعلن انسحابك النهائي من الانتخابات و اضمن بأن يبقى سرك في أمان معي" ابعد بولنت الهاتف عن ناظريه و حاول اقناع اعضاء الحزب بأن يجدوا مرشحا غيره لكنهم بقوا مصرين على رأيهم..انهى اجتماعه بهم و صعد الى غرفة هزان..فتح الباب و دخل فوجدها جالسة في السرير و تنظر الى الفراغ..اقترب منها فسارعت الى الابتعاد عنه و الى تغطية جسدها..قال" لا تخافي..لن ألمسك..أريد فقط أن أعرف من يكون ذلك الرجل الذي خنتني معه..ما اسمه؟ انه يهددني و يريد الانتقام مني..و اذا لم اوقفه فسأضطر الى الانسحاب من الانتخابات و سأخسر كل احلامي و احلام والدي..لقد خدعك و تلاعب بك لكي يصل الي و ينتقم مني..لا أعلم من يكون و ما هو سبب هذه الرغبة العمياء في الانتقام..لذلك اريد أن اعرف من يكون..اعدك بأنني لن أؤذيك مرة أخرى اذا اخبرتني بإسمه..هيا..قولي..من يكون" رمقته هزان بنظرة باردة و ردت" سأخبرك من يكون..لعل احدكما يقتل الآخر فأرتاح من كليكما..اذهبا و صفيا حساباتكما بعيدا عني..انه ياغيز ايجمان"...

رفع بولنت حاجبه استغرابا و سأل" ماذا؟ ياغيز ايجمان؟ المصور الفوتوغرافي؟ و ماذا يريد مني هذا الرجل؟ و لماذا قد يرغب في الانتقام مني؟ هل انت متأكدة مما تقولينه؟" هزت هزان برأسها و اجابت" نعم..انه هو..لقد خدعني و مثل بأنه يحبني لكي يكتشف حقيقة زواجنا..لديه ثأر قديم معك..لا اعلم ما هو..لكنه يريد ان ينتقم منك من كل قلبه..فلتحترقا بنار جهنم كليكما..ابتعدا عني و دعاني و شأني..انكما تشبهان بعضكما..كل واحد فيكما احقر من الثاني" لم يجبها بولنت بل خرج مسرعا فيما بقيت هي تلعن و تشتم بأعلى صوتها..فور خروجه من غرفة هزان..اتصل بولنت بياغيز و ما ان رد عليه حتى صاح به" ماذا تريد مني يا هذا؟ ماذا فعلت لك انا حتى تسعى الى تحطيمي و الانتقام مني؟ انا لا اعرفك جيدا حتى..قل..اجبني" ضحك ياغيز بصوت عالي ثم اجاب" و أخيرا عرفت من أكون..انا شخص احرقت روحه و كنت السبب في خسارته لأعز انسان على قلبه..بدل أن تدعي البراءة و السذاجة..عد قليلا الى الوراء..و ابحث في ماضيك الأسود..و ستجد الاجابة على سؤالك..اريدك أن تعرف شيئا واحدا فقط..لن ارحمك و لن أسمح لك بأن تعيش مرتاحا..نفذ ما طلبته منك و الا سأفضح أمرك في كل مكان..كن واثقا من ذلك" قال بولنت" الا يكفيك بأنك كنت السبب في وفاة والدي؟ ان كنت حقا قد تسبب في موت احد اقاربك فها أنت تفعل الشيء نفسه..ها قد تعادلنا..اليس كذلك؟ لماذا اذا لا تتوقف عن تهديدي و تبتعد عني و عن حياتي؟" صاح به ياغيز" انت من كان السبب في وفاة والدك..لا تنسى أن قلبه لم يتحمل ذلك المشهد المقرف الذي رآه..انت اللعنة التي انجبها و التي كانت السبب في موته..بدل أن تجد لنفسك شماعة تعلق عليها اخطاءك..اعترف انت بها و اصلحها..لكنك لن تفعل..اتعلم لماذا؟ لأنك حقير و سافل..و أسهل ما يكون عندك هو القاء اللوم على الآخرين لكي لا تعاني من عذاب الضمير ..هذا اذا كنت تملك شيئا اسمه الضمير..لن أذكرك بأنك يجب أن تنفذ ما طلبته منك و الا سأنفذ تهديدي و عندها سأهد كل حياتك و كل ما حققه ابوك على رأسك" و انهى المكالمة فيما ضرب بولنت الهاتف على الارض بقوة فتحطم الى قطع صغيرة..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن