45..لا مكان للعواطف

1.8K 31 0
                                    

لم تستطع هزان ان تأكل فاكتفت بشرب كأس من العصير شربت على اثره الدواء و نامت..ذهب بولنت للاطمئنان على أمه فقالت له فور دخوله عليها" بني..أين والدك؟ لقد تأخر على عمله..هل نسي بأن لديه جلسة هامة في البرلمان اليوم؟" حملق بولنت في امه لوهلة ثم جلس بجانبها و أمسك يدها ثم اجابها بصوت حزين" أمي..لا تفعلي هذا..أبي ذهب..و لن يعود أبدا..يجب أن نتقبل هذا" نظرت اليه امه باستغراب و سألت" ذهب؟ و الى أين ذهب؟ هل سافر الى انقرة؟ و ماذا تقصد ب لن يعود ابدا؟ و هل يتركني صدقي ؟ لا..أبدا..انه لا يفعل ذلك..أنا و هو نعشق بعضنا عشقا لا ينتهي..و وعدنا بعضنا بأننا لن نفترق أبدا..لذلك اعلم جيدا بأنه سيعود لكي يأخذني معه..لن يتركني لوحدي..يجب ان نسافر معا..يدا بيد..هكذا تعاهدنا..و والدك يفي بوعده دائما" وضع بولنت رأسه بين أحضان امه و قال" لا يا أمي..لا تذهبي معه..اخلفي بوعدك له هذه المرة..لقد ذهب بلا رجعة..لقد مات ابي يا أمي..ابقي لي انت على الأقل..لا تتركيني لوحدي..ارجوك امي" ربتت فريدة على شعر ولدها و قالت" لماذا انت حزين يا بني؟ لا تقلق..سيعود ابوك من سفره..لن يتأخر علينا..انت تعلم بأنه لا يستطيع العيش بعيدا عنا..انه يحبنا كثيرا" رفع بولنت عيونا دامعة نحو امه و همس" لكنه مات غاضبا مني يا أمي..لقد خيبت امله و صدمته..لم يستطع قلبه تحمل ما رآه..لقد ذهب و هو مصدوم و غاضب مني..لم ارد لهذا ان يحدث..لم أكن اريد لأبي ان يراني و انا على تلك الحال..تمنيت بأن يبقى الامر سرا..لكن ذلك الحقير فضحني و كان السبب في موت والدي..سأنتقم منه..سأحرق روحه و أسرق النوم من عيونه..اعدك بذلك" لامست فريدة وجه ابنها و قالت" ابوك يحبك بني..سيسامحك و سيغفر لك..انه يحبك..انت ابننا الوحيد و مهما فعلت لن نغضب منك..سيعود ابوك من سفره و سأتحدث معه..سيلين و سيسامحك..لا تقلق حبيبي" نظر بولنت الى امه التي تاه عقلها بعد وفاة زوجها و رفيق دربها ..قبل جبينها ثم خرج قبل ان ينفجر بالبكاء..

في منزله..جلس ياغيز على كرسيه الهزاز و في يده كأس من النبيذ..كان يضع يده على جبينه و يفكر في كل ما حصل..لم يكن يتوقع أن يصاب صدقي بأزمة قلبية تودي بحياته بعد رؤيته لابنه مع حبيبه..اراد فقط أن يفضحه امامه لكي يتبرأ منه والده و يطرده من عالمه و يسحب البساط من تحته..لكن حدث ما لم يكن في الحسبان..لذلك شعر بأنه مسؤول عن موته حتى و لو كان ذلك مجرد مصادفة..و هزان..تلك المرأة التي أحبته من قلبها و سلمته نفسها..تلك المرأة التي تلاعب هو بها و بعواطفها فقط لكي يتأكد بأن زوجها تزوجها لكي يخفي علاقته بحبيبه و لكي يخدع الجميع بأن زواجه طبيعي..احتسى ياغيز كأسه دفعة واحدة ثم انتفض واقفا و راح يحدث نفسه" ماذا جرى لك يا هذا؟ هل جننت؟ لماذا تفكر فيها و في صدقي؟ وفاة صدقي قضاء و قدر و لا دخل لك فيه..اما هزان فلو لم ادخل الى حياتها لما تأكدت بأن زواجها من بولنت ما هو الا مجرد حبر على ورق..لعبة الانتقام التي لعبتها كان من الطبيعي أن يكون لها ضحايا..لذلك لا تقلق..و لا تسمح للعواطف العابرة ان تؤثر عليك..لا مكان للعواطف في حياتك..لقد وهبت حياتك للانتقام من ذلك النذل الحقير بولنت..و يجب أن تمضي في لعبتك للنهاية..اياك أن تضعف او تتراجع الآن..سيضيع كل تعبك هباء..يجب أن تراه مذلولا و مهزوما..يجب أن يدفع ثمن فعلته الشنيعة تلك..هذا ما يجب أن يحدث..انهي الأمر الذي بدأته ثم عد من حيث أتيت..عد الى انقرة و أسس حياة طبيعية ..نام ملئ جفونك..و ارتح بعد طول تعب"...

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن