68..متهم

1.1K 26 0
                                    

زم ياغيز شفتيه في حركة امتعاض واضحة و رد" ساتحدث معها..و احاول أن اتأكد من خبر حملها..ثم سأتصرف على هذا الأساس..لا تقلقي..لن اكون حقيرا و بلا ضمير مثلما وصفتني قبل قليل" طاطأت هزان رأسها خجلا و همست" آسفة" ابتسم ياغيز و قال" لا داعي للاعتذار..لننسى ذلك..المهم ان تنتبهي الى نفسك و ألا تخرجي من القصر الا بعد وصول المرافقة..اريدك ان تتصلي بي في اي وقت تحتاجين فيه الي..سأكون موجودا بجانبك دائما..ليلة سعيدة" لوحت له هزان بيدها مودعة و قالت" تصبح على خير" دخلت هزان الى القصر في حين ركب ياغيز سيارته و غادر..اتجهت هزان مباشرة الى غرفتها و ارتمت على سريرها..اخفت وجهها بين يديها و اخذت تفكر فيما فعله ياغيز..انه راض بأن يعرض نفسه للخطر و للأذى لكي يكفر عن اخطاءه و ذنوبه..لكنها لا ترضى له ذلك..بل تخاف عليه..و هذا ما جعلها تستغرب من نفسها..أيعقل بأن تكون قادرة على مسامحته بعد كل ما فعله معها؟ أيعقل بأن تنسى جرحه و ان تضع كل شيء جانبا و تفتح له أبواب قلبها من جديد؟ علا صوت نبض قلبها رغما عنها بمجرد التفكير في ياغيز و في ذكر اسمه و كانه يخبرها بأنه يوشك على ذلك..اما عقلها فراح يذكرها بكلامه القاسي الذي اسمعها اياه تلك الليلة عندما اعترف لها بأنه كان يستغلها..و في نفس الوقت يحدثها عن نيته الصادقة في جعلها تنسى ما فعله بها و عن حمايته الدائمة لها..لو لم يكن صادقا هل كان سيرضى بأن يحميها و هي تحمل في احشاءها طفلا اقنعته بأنه من رجل آخر؟ هل كان سيعرض نفسه للخطر من أجلها رغم انه كان قادرا على البقاء متخفيا عن عيون تورغوت؟ ..تنهدت هزان بصوت عالي عندما تذكرت تهديد تورغوت لهما..انها تصدق بأنه جاد في تهديده..لأنها رأت الحقد جليا في عيونه..عليها و على ياغيز..حاولت هزان ان تشغل نفسها عن التفكير في كل ذلك..فملأت حوض الاستحمام بالماء الدافئ و استلقت بين احضانه و هي تسمع موسيقى هادئة..ثم خلدت الى النوم الذي لم يكن هنيئا بالنسبة اليها و انما كان مليئا بالكوابيس التي عكست مخاوفها على ياغيز قبل نفسها..

في الصباح..استيقظت هزان في ساعة متأخرة على صوت ندرت توقظها و تقول" هزان..ابنتي..استيقظي..الضابط عمر و شابين معه ينتظرونك في الصالون" فتحت هزان عيونها بصعوبة و تمطت في الفراش و هي تقول" حقا؟ و هل يجب علي ان اصحو؟ لم انم جيدا ليلة البارحة..و .." قاطعتها ندرت و هي ترفع الغطاء عنها" هيا يا ابنتي..يجب ان تنهظي و تستقبلي ضيوفك" ابتسمت هزان و ردت" تمام..سأغير ثيابي و انزل اليهم" ..بعد لحظات..دخلت هزان الى الصالون و تقدمت نحو عمر و رفيقيه..قالت" صباح الخير" رد عمر" صباح النور هزان هانم..اعتذر على ازعاجك..لكنني احضرت لك مرافقيك كما وعدتك..انهما من خيرة شباب المرافقة الشخصية و من أكفئهم..اعرفك عليهما..هذا أوزغور..و هذا مراد" كانا شابين بقامة طويلة و عضلات مفتولة لم تنجح البدلة الرسمية في اخفاءها..صافحتهما هزان و هي تقول" سررت بمعرفتكم..تفضلوا بالجلوس" جلس الجميع فاضافت هزان" و انت سيد عمر..اشكرك من كل قلبي على اهتمامك الخاص و خدماتك الراقية..انا محظوظة فعلا لأنني تعرفت على شخص مثلك" ابتسم عمر و رد" لا داعي لشكري سيدة هزان..انا لا اقوم سوى بالواجب..لكنني أتمنى ان تنتبهي جيدا على نفسك و ألا تتحركي الا برفقة الشباب..حياتك غالية سيدة هزان" هزت هزان برأسها و قالت" سأفعل ذلك..شكرا لك سيد عمر" وقف عمر و مد يده يصافح هزان و يقول" و الآن عن اذنك سيدة هزان..يجب أن أذهب" رافقته هزان الى الباب و قالت" سيد عمر..لا اعلم كيف أشكرك على كل ما تفعله من أجلي..شكرا جزيلا لك" نظر اليها عمر و قال"مع انني لم اقم سوى بالواجب..لكنني اريد ان استغل الفرصة و أدعوك الى حفل اقيمه انا و اصدقائي نهاية هذا الأسبوع احتفالا بترقيتنا..أتمنى ان تقبلي دعوتي..و بذلك تكونين قد شكرتني بالشكل المناسب..مارايك؟" ابتسمت هزان و اجابت" طبعا..هذا من دواعي سروري..يكفي ان تخبرني عن المكان و ساكون هناك على الموعد" اعطاها عمر عنوان القاعة التي سيقام فيها الحفل ثم غادر و السعادة بادية على وجهه لأن هزان قبلت دعوته..بعد ذهابه..ارسلت هزان رسالة قصيرة الى ياغيز تخبره فيها بأنها تحصلت على المرافقة التي طلبتها و بأنها ستقضي اليوم في مقر الحزب..اجابها بانه سعيد بوجود المرافقة معها و طلب منها ان تنتبه جيدا على نفسها ثم تمنى لها يوما سعيدا..قضت هزان يومها في مقر الحزب تتباحث مع السيد اوميت ملاحظاته حول برنامجها الانتخابي و يجهزان معا لخططهما المستقبلية الخاصة بالانتخابات..استهلت هزان حملتها بأن زارت مراكز لرعاية المسنين و دور أيتام محملة بالهدايا و مرافقة بمرافقيها و بكاميرات الاخبار ..

القت هزان كلمة مختصرة شرحت فيها عن الهدف الانساني لحملتها الانتخابية و عن رغبتها في تمثيل الفئات الضعيفة و المهمشة في البرلمان و الدفاع عن حقوقهم..التقط لها الصحفيون الصور بعد ان قاموا بتغطية نشاطها الانتخابي و كلمتها..ثم عادت مع حلول المساء الى القصر..كانت متعبة و منهكة و ذلك ما جعلها تذهب مباشرة الى غرفتها و ترتمى على سريرها على الفور..دخلت عليها ندرت بعد حين و سألتها" هل تريدين ان اجهز لك العشاء؟" هزت هزان رأسها بالنفي و طلبت منها ان تفتح لها التلفاز لكي تتابع الأخبار و بأن تجهز لها كأسا من الحليب الدافئ..فعلت ندرت ما طلبته منها هزان ثم خرجت و تركتها لوحدها..تابعت هزان التغطية الاعلامية لحملتها الانتخابية و اسعدتها التعاليق الايجابية التي سمعتها من المحللين السياسيين..وقفت هزان بعد انتهاء الفقرة السياسية و اخذت تستعد للاستحمام عندما سمعت خبرا جعلها تجمد في مكانها..انه خبر عاجل يعلن القبض على المصور الفوتوغرافي ياغيز ايجمان بتهمة التحرش الجنسي..حملقت هزان في الخبر المعروض و في الصور المرافقة و التي كانت عبارة عن القاء القبض على ياغيز بعد ان قدمت ضده مجموعة شكاوى تتهمه بالتحرش الجنسي..وجدت هزان نفسها تحمل حقيبتها و تخرج مسرعة الى السيارة مصحوبة بمرافقيها ثم اتجهت الى المخفر..لحسن حظها كان عمر هو الضابط المناوب..طرقت عليه الباب و دخلت بعد أن أذن لها..وقف لاستقبالها بابتسامة عريضة على وجهه و سالها" خيرا هزان هانم؟ ماذا تفعلين هنا؟ هل حدث شيء؟ هل تحتاجين الى شيء؟" صافحته هزان و جلست و هي تجيب" لا..لم يحدث لي شيء..جئتك بخصوص موضوع يتعلق بالمصور الفوتوغرافي ياغيز ايجمان..هل تستطيع ان تشرح لي كنه الموضوع؟" اجاب عمر" الموضوع بسيط..لقد قدمت مجموعة من السيدات و الآنسات شكاوى بحقه بتهمة التحرش الجنسي..سنبقيه هنا الليلة ثم سيحول غدا الى المحكمة و يعرض على النائب العام..هذا كل ما في الامر..لم أكن أعلم بأن السيد ياغيز يهمك الى هذه الدرجة" حاولت هزان ان تبدو طبيعية و هي تجيب" انه صديق للعائلة..و امره يعنيني..لذلك أردت ان أستفهم عن الامر..هل جاء محاميه؟" هز عمر برأسه و رد" نعم..لقد جاء و التقى به..لكنه لا يستطيع أن يفعل شيئا سوى الانتظار الى حين عرضه على المحكمة" صمتت هزان قليلا ثم سألت" هل أستطيع مقابلته؟" لم يستطع عمر ان يرفض طلبها فطلب من الشرطي ان يحضر لها ياغيز الى المكتب و ما ان أتى حتى تركهما لوحدهما و خرج..تقدمت هزان من ياغيز الذي بدا مهموما و سألت" هل انت بخير ياغيز؟ كيف حالك؟" نظر اليها ياغيز و رد" انا بخير..لقد بدأ تورغوت رحلة انتقامه"..

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن