34..كوني واثقة

2K 35 0
                                    

مرر ياغيز أصابعه على صورة أخيه ياسين و قد انهمرت دموعه سخية على خديه..قرب الصورة من شفتيه و طبع عليها قبلة حنونة ثم أعاد اخفاءها في حقيبة آلة التصوير خاصته..فتح باب الجناح و خرج ثم نزل الى الأسفل حيث كانت لديه جلسة تصوير لإحدى الممثلات الألمانيات و التي أتت الى الفندق مع فوج السياحة الألماني..كانت شابة طويلة القامة و جميلة ببشرة بيضاء و عيون زرقاء و شعر كستنائي قصير..اقترب منها ياغيز و سأل باللغة الألمانية التي كان يجيدها مثلما يجيد عددا كبيرا من اللغات" هل انت جاهزة؟" ابتسمت ليزا و ردت" نعم..أنا جاهزة" طلب منها التوجه الى الحديقة حيث اختار موقعا جميلا لالتقاط الصور ..وقفت ليزا بوضعيات مختلفة كما طلب منها ياغيز و كانت تتقرب منه في كل مرة لكي تلفت انتباهه فكان يكتفي بالابتسام و مواصلة عمله..و ما ان انتهى حتى اقتربت منه و وضعت في يده ورقة كتبت عليها رقم غرفتها التي تقيم فيها..نظر اليها فهمست و هي تقرب وجهها من وجهه" انتظرك بعد خمس دقائق..لا تتأخر" و تحركت مبتعدة عنه..امسك ياغيز الورقة في يده و اخذ ينظر الى الرقم المكتوب عليها..انها الغرفة مئة و سبعون..و فجأة اختفت الورقة من يده بسبب وقوف احد ما امامه و انتزاع الورقة منه..رفع ياغيز عيونه ليرى هزان تقف أمامه..انكمشت الورقة بين اصابعها بسبب ضغطها عليها و تمتمت بعصبية" إمرأة وقحة..لو لم اكن أخشى أن تحدث مشكلة تسيء الى الفندق لكنت علمتها الأدب" ابتسم ياغيز بسخرية و سأل" هل تغارين علي؟ و ما ادراك؟ لعلني كنت انوي الذهاب اليها" جذبته هزان من يده حتى دخلا الى ردهة معزولة من ردهات الفندق و امسكته من ياقة قميصه و سألت بعصبية" و هل كنت ستفعل ذلك لو لم آتي؟ ها؟ اجبني سيد ياغيز.. هل كنت ستذهب اليها؟" زم ياغيز شفتيه و اجاب متعمدا اغاضتها" من يدري؟ ربما" تجهم وجه هزان و لمعت دمعة في عيونها ثم قالت بنبرة حزينة" اذا كنت تنوي الذهاب اليها فلن امنعك..من اكون انا لكي أفسد نظام حياتك..رقم الغرفة مئة و سبعون..تستطيع الذهاب اليها متى اردت" و همت بالابتعاد عنه لكنه امسك ذراعها و شدها نحوه بقوة ثم احتواها بين ذراعيه و هو يقول" مجنونة..لا تقولي هكذا مرة ثانية..انا لك..و لك انت فقط..و لن اكون لغيرك..كوني واثقة من ذلك"..

رفعت هزان عيونها نحو ياغيز و همست" هل تعدني بذلك؟" ابتسم و رد" طبعا..اعدك..و الآن عن اذنك..سأذهب الى الغرفة مئة و سبعون" قالها و هو يضحك فضربته هزان على كتفه بخفة و هي تقول" بغيض" لامس ياغيز وجهها بيده و قال" هزان..حياتي..ما رأيك أن نقضي اليوم معا خارج الفندق؟" قطبت هزان جبينها و سألت بقلق" لكن كيف؟ أنت تعلم بأنني إمرأة متزوجة من شخصية مشهورة و اخشى أن يراني احد المعارف او ان تلتقطني كاميرا أحد المتطفلين..هذه مخاطرة كبيرة" ابتسم ياغيز و رد" لا تقلقي..طالما انا معك لا تقلقي..سآخذك الى مكان لا يعرفنا فيه احد..ما رأيك؟" فكرت هزان قليلا ثم أجابت" لكن..الاعمال في الفندق كثيرة و .." قاطعها" تمام..فهمت..انت لا تريدين قضاء اليوم معي..كما تريدين..آسف" اقتربت منه هزان قبل ان يتحرك مبتعدا و لفت ذراعيها حول عنقه ثم همست" لا تغضب حبيبي..اريدك ان تتفهم قلقي ..انت حر و تستطيع التجول اينما اردت..لكن أنا..لدي وضع مختلف..لذلك اقلق و افكر..و الآن..الى أين ستأخذني؟" رفع حاجبه و سأل" حقا؟ هل ستأتين معي؟" هزت برأسها و ردت" نعم..اعطني فقط بعض الوقت لكي أسوي بعض الاعمال العالقة ثم ننطلق..لن اتأخر عليك..نصف ساعة على الأكثر و آتي اليك" قال و هو يقبل انفها" سأنتظرك في السيارة..لا تتأخري" تحركت هزان مبتعدة عنه اما هو فابتسم بخبث ثم اخرج هاتفه من جيبه..اتصل بشخص ما و قال" هل انت جاهز؟ ..تمام..لا تظهر نفسك..افعل ما طلبته منك بذكاء..لا تجعل وجهي يظهر ..المهم هي..هل فهمت؟ تمام..الى اللقاء" ثم اعاد هاتفه الى جيبه و اتجه الى مرآب السيارات حيث ركب سيارته و بقي ينتظر هزان..كانت هي في مكتبها توقع بعض الاوراق ثم نظرت الى اونور و قالت" لدي عمل ضروري خارج الفندق..لا تنسى ان تتصل بي اذا اتى السيد بولنت او اي شخص من العائلة..و اذا حدث اي طارئ فلا تتردد في الاتصال بي" هز اونور برأسه و قال" فهمت يا سيدتي..لا تقلقي..الامور كلها تحت السيطرة" اخذت هزان حقيبتها و نزلت مسرعة الى مرآب السيارات حيث ركبت سيارتها و انطلقت بها خلف سيارة ياغيز...

حُبّ مُلَوّثحيث تعيش القصص. اكتشف الآن