الحلقة ٣٤

548 57 0
                                    

🍃 لقد وفّقتُ لزيارة مكّة والمدينة عام 1388ق/2009م أواخر شهر رجب وأوائل شهر شعبان، أصبحت مُحرماً ودخلت المسجد الحرام🕌.

بعد إكمال الأعمال جئتُ إلى المكان المقرر أن يلتقي فيه أفراد القافلة🚌، قال لي المسؤول الديني للقافلة: إن ثلاثة من الأخوات في القافلة قد وصلن للتو، قم أنت بأخذهن إلى الطواف وعُد، رغم أني كنت متعباً لكني قبلت.

جاء إليّ ثلاثة من نساء القافلة، وما إن وقعت عيني 👀 عليهن حتى خفضت رأسي، كانت لدي منشفة إضافية، فأمسكت بطرفٍ منها وأعطيت الطرف الآخر لهنّ وقلت: يجب علي أن لا ألتفت إلى الخلف خلال الطواف، وإن الحرم الإلهيّ 🕋 مزدحم بسبب حلول شهر رجب، فأمسكن بطرف هذه المنشفة وتعاليّن خلفي.

بعد ساعة أو ساعتين، عدتُ إلى المكان المقرر لإلتقاء أفراد القافلة وتعب شديد يحل جسمي😓، بعد أن أكملن الأخوات أعمالهن وفي كل هذه المدة لم أنظر إليهن ابداً ولم أتكلم معهن.

لم تكن وظيفتي القيام بطوافهن لكني قمت بذلك من أجل رضا الله👆🏻، في تلك الأيام التي كنا فيها مستقرّين بمكة، كان الكثير يذهبون إلى السوق بإنتظام و... لكني كنت بدلاً من هذه الأعمال أذهب وأطوف عدة مرات نيابة عن الآخرين.

في البداية طفت بالنيابة عن قائد الثورة المعظّم ثم بالنيابة عن الشهداء وإستغليتُ كل الفرص من أجل كسب الحالة المعنوية✨.

وفي تلك اللحظات التي كانوا فيها يحاسبون أعمالي، 👈🏻 أشار الملك الجالس خلف الطاولة إلى هذه النماذج وقال: كتب لك ثواب الحج الواجب في صحيفة أعمالك 📖 بسبب ذلك الطواف الذي قمت به مع تلك النساء بإخلاص، كما كتب لك في صحيفة أعمالك ثواب مضاعف للطواف الذي قمت به بالنيابة عن الآخرين...

إنطلقنا نحو المدينة المنورة في أوائل شهر شعبان، كانت الزيارات تقام بشكل جيد، بحيث أننا عندما كنا في مقبرة البقيع، صار الجميع يبكي لا إرادياً متاثراً بالأجواء😭، سيطرَتْ حالة عجيبة على كلّ من في القافلة....

ثلاث دقائق في القيامة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن