الحلقة ١٣

920 88 3
                                    

🍃فقال الملك: قد كُتب لك ثواب الحج، فإن بعض الأعمال تُؤدي أن يُكتب لك ثواب عدّة حجج🕋، مثلاً أن تنظر إلى والديك نظرةً رحيمة أو أن تزور الإمام الرضا عليه السلام.
قال رسول الله (ص): «ما من رجلٍ ينظر إلى والديه نظرة رحمة إلا كتبَ الله له بكل نظرة حجة مبرورة، قيل يا رسول الله وإن نظر إليه في اليوم مائة مرة؟ قال: وإن نظر إليه في اليوم ألف مرة».

لكن رأيتُ أعمالي الحسنة تختفي واحدة بعد الأخرى، لم يتطلب الأمر إلى السؤال عن السبب❓، لأني شاهدت في ذلك اليوم أنّا قد إجتمعنا مع الرفاق في آخر الليل🌌، وتعاونّا لنضايق أحد الأصدقاء.
حينها تذكرت الآية 65 من سورة الزمر: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}.

قلتُ للملكين الذين كانا إلى جانبي أن يبادرا بفعل أمرٍ ما! أن يُوقفا محو أعمالي الحسنة! فإن أستمر الأمر فسيصيب كل الأعمال الدمار!
هزّ الملكان رأسهما على أنهما غير قادرين على عمل أي شيء، فأخذت أقلب الصفحات وأشاهد الأعمال الحسنة التي تنمحي وتختفي🗒، كل تلك الأعمال التي قد بذلت جهداً لاقوم بها يوماً ما، قد اختفت.

كان الضغط النفسي شديداً عليّ، كنت على وشك أن أُدقْ. كنت أشاهد دمار كل الثروة المعنوية بعينيّ، كان الأمر خارجًا عن سيطرتي.. ما عليّ أن أفعل؟!

كل المزاحات التي مزحتها مع الرفاق كانوا قد كتبوها بجدية، كانت أعمالي تنتقل من صحيفتي إلى صحيفة أولئك الذين تمازحت معهم بشكلٍ قبيح أو إلى الذين استغبتهم🗣!

الأمر الآخر الذي لاحظته هو أنه كلما تقدم بي العمر، كان يقل ثواب صلاة الجماعة والمجالس وغيرها! سألت الملك الذي يجلس خلف الطاولة: كنت أصلي جماعة في كل هذه الأيام! كما أنني كنت أحضر المجالس في كل هذه الأيام، فلماذا لم تسجل هذه الأعمال في صحيفتي📝!
التفت لي وقال: أنه كلما تقدم بك العمر، إزداد الرياء عندك، صحيح أنك كنت في الأوائل تذهب إلى المجالس وتصلي الجماعة بإخلاص، لكن فيما بعد كنت تذهب إلى المسجد ليراك الناس👀، كنت تذهب إلى المجالس لكي لا يقول رفاقك لِمَ لم تاتي!

إن كان عملك خالصًا حقًا فلِمَ لم تذهب إلى ذلك المسجد🕌؟ فلِمَ لم تشارك في تلك المجالس التي تخلو من رفاقك؟....

ثلاث دقائق في القيامة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن