الحلقة ١٢

966 88 1
                                    


🍃 أشار بطريقة غير مباشرة إلى رواية عن الرسول(ص) أنه قال: {ما النارُ في اليَبسِ بأسرعِ من الغيبة في حسناتِ العبدِ}.

انتقلتُ إلى الصفحة التي تليها، كان ذلك اليوم مليء بالأعمال الحسنة كذلك، صلاة في أوّل وقتها، حضور في مسجد🕌، عمل في التعبئة، رضا الوالدين و... و يجاور كل عمل فيلمه، لكن ليس من اللازم مشاهدته، كنت مؤيِّداً لما أراه من أعمال حسنة.

في ذلك الزمن الذي صادف أيام الحرب، كنت أتذكّر الأعمال عندما أراها، كلّ شيء كان مكتوب ✏️ حتى الذي نسيته تماماً!
لكن حدث كما في المرة التي سبقت، رأيت متعجّباً أنّ أعمالي بدأت بالاختفاء واحدة تلو الأخرى!

قلت: ولم هذه المرة؟ فإني لم أستغب أحداً في ذلك اليوم!!!
قال الملك: لكنّك سَخِرتَ من أحد رفاقك المتديّنين، هذا العمل القبيح قد سبّب دمار أعمالك الحسنة.
ثم دون أن يتكلّم، 🔺نبهني بالآية الثلاثون من سورة يس أنّ يوم القيامة هو يوم الحسرة للذين يسخرون ويستهزئون {'يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ ۚ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} فهمت مراده من هذه الآية.

كانت شخصيّتي مرحة، كنتُ من الذين يتمازحون ويضحكون ويخدعون الناس من أجل إثارة الضحك😃، قلت مع نفسي: إن كان الأمر يسري بهذا الشكل، إذن سأكون في أسوء الأوضاع.

انتقلتُ إلى الصفحة التي تليها، قد سُجّل فيها أعمال حسنة كثيرة✔️، لكنّها لم تختفي ولم تمحى، على الرغم من أننا في ذلك اليوم تمازحنا مع الرفاق لكني لم أسخر من أحد ولم أهن أحدًا، ولا استغبت أحدًا، ولم يكن الذنب مصاحباً لأعمالي ومزاحي، بل قد سجّلوا مزاحي ضمن الأعمال الحسنة.

تذكّرت حديث عن الإمام الحسين عليه السلام أنه قال: «أفضل الأعمال بعد الصلاة إدخال السرور فى قلب المؤمن بما لا إثم فيه».

فرحت كثيراً ثمّ انتقلتُ بسرعة إلى الصفحة التي تليها، رأيت متعجّباً أن في تلك الصفحة قد سجل لي ثواب حج🕋 !
سألتُ الملك بابتسامة ممزوجة بالتعجّب: حج؟!
متى ذهبت للحج في هذا السن دون أن أعلم ؟!....

ثلاث دقائق في القيامة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن