ثلاث دقائق في القيامة

الحلقة ١١

🍃 سُررت عندها لأن صلاتي كانت مقبولة، ثم نظرتُ إلى صفحات أعمالي، كان كلّ شيء قد كُتب بالتفصيل من أول يوم بلوغي، حتى أنّ أصغر الأعمال قد كُتبت، حتى ذرّة الأعمال الحسنة والسّيئة قد كتبوها ولم يغضّوا النظر عنها!
أدركتُ عندها معنى {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} .

حتى الأمور التي كنّا نعتقدها مزاحاً كانوا يعتبرونه أمراً جدّياً قد سجلوه📝.
كان في داخل الكتاب، إلى جانب كل عمل يومي، شيئاً يشبه تصوير صغير، عندما كنتُ أتمعّن بها يتبيّن لي أنّه مثل مقطع الفيديو، تماماً يشبه الذي يوجد في النقّالات الحديثة📱، قسم الصور والفيديوات.

لكن كان الفيديو ثلاثي الأبعاد 🎥 وفيه تصوير الأعمال بتمام تفاصيلها! حتى كان بإمكاني أن أرى وأسمع ما يجول في ذهن الأشخاص الذين كنت أتعامل معهم، لذا أيّ شيء يُعرض عليّ لا يمكن إنكاره.

إضافة إلى أنهم سجّلوا أعمالي، فكانوا قد سجّلوا النيّات أيضاً، نوايا الخير والشر، كان كلّ شيء مكتوب بدقّة، ولا يوجد محلّ لأيّ إعتراض، كان كلّ شيء مكتوباً ومسجّلاً، كلّ الأعمال والنوايا بجزئيّاتها👌🏻.

لم أتمكّن من التفوّه بأيّ شيء، لكني كنت مسروراً من أنّي كنت منذ طفولتي مستمراً بالذهاب إلى المسجد والمجالس بصحبة أبي👨‍👦، كنت فخوراً بنفسي في تلك اللحظة وتوقّعت نفسي في أفضل درجات الجنة.

حين كنت متمعّناً في أعمالي الحسنة في الصفحة الأولى، فجأة تغيّر كل شيء، بدأت أعمالي الحسنة تنمحي! واحدة تلو الأخرى!
تلك الصفحة التي كانت مليئة بالأعمال الحسنة تحوّلت إلى صفحة بيضاء🗒!...

غضبت وقلت بعصبية: لماذا مُحيت؟ ألم أعمل أنا بهذه الأعمال الحسنة؟ فلماذا تختفي؟ قال الملك: صحيح، لكنّك في نفس ذلك اليوم قد أستغبت أحد رفاقك، فأنتقلت أعمالك إلى صحيفته🔄.
فقلتُ بعصبية: لماذا! لماذا كلّ أعمالي؟...