ثلاث دقائق في القيامة

الحلقة ١٦

🍃تبسّم الملك الجالس خلف الطاولة وقال: كلامك صدق، لكن هل تتذكر ما الذي قلته أثناء عودتك إلى المنزل🏠؟

فعَرضَ لي فيلم ذلك اليوم وتلك الحادثة، وكأنما يمكنني سماع ما يجول في ذهني تلك اللحظة، كنت أفكر وأقول في نفسي: "لقد قمتُ بعملٍ مهمٍّ للغاية، إن كنتُ في محل والد و والدة الطفل، كنت سأخبر الجميع أن هذا الشاب قد ألقى نفسه في خطرٍ من أجل نجاة طفلنا، إن كنتُ محل مسؤولي المدينة سأقدّم هديةً قيّمةً لهذا الشاب وأقيم مراسيم شكر وتقدير له🏅، أصلًا على الإعلام ومراكز طبع الجرائد أن يقابلوني🗞، لقد قمتُ بعملٍ مهم للغاية."

في اليوم التالي، جاء المسؤولين و والدا الطفل للقائي ومعهم هدية قيمة لي🎁
قال لي الملك: لقد قمت بهذا العمل من أجل رضا الله سبحانه وتعالى في بداية الأمر، لكن فيما بعد لقد أفسدته.. لقد تمنيت الأجر الدنيويّ، وجُزيتَ به، أليس كذلك؟!
قلت له : كلامكم حق وصدق، كل هذا صدق، ثم قلت بحسرة: ما عليّ أن أفعل؟ يداي خاليتان🤲🏻.

قال الملك: الكثير من الناس يعملون من أجل الله تعالى، لكن عليهم أن يسعوا أن يحفظوا هذا الاخلاص حتى النهاية، فإنهم يفسدون أعمالهم المخلصة في هذه الدنيا!

كنتُ قد واجهتُ المشكلة بشكلٍ جدي، أفسدتُ أعمالي الصالحة بسبب مزاحي المفرط والكلام على الناس وغيبتهم🗣 وكانت أعمالي القبيحة باقية.

للعلم عندما يُكتبْ لي عملٌ مخلصٌ لله فإن ذلك يسبّب محو تلك السيئة كما ذُكر في القرآن من سورة هود
{... إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ...}

كان الأمر صعباً جداً، إن أعمالنا اليومية تُراقب، وإنّ أبسط وأصغر عمل يسجّل ونحاسب عليه👌🏻.

كان ذلك الوضع مشكلة بالنسبة لي، كنتُ أتصفّح الأعمال حتى أن وصلنا إلى أحد أيام الشباب أواسط سنة 2001.
عندها قال لي الملك: تنفيذاً لطلب الامام أبا عبد الله الحسين عليه السلام، قد عُفيَ لك خمس سنوات، سوف نطوي هذه الخمس سنوات بدون حساب.
سألت بتعجب😧: ماذا تعني؟!!
قال: يعني قد عُفيَ عن ذنوب خمس سنوات، مع بقاء الأعمال الحسنة لهذه الخمس سنوات.

ياليتكم تعلمون فرحتي لحظة سماعي هذه الجملة! فلو كنتم في وضعٍ يُشبه وضعي، ستتذوّقون لذّة سماع هذا الخبر✨، خمسُ سنوات بدون حساب وكتاب📖؟!
تساءلت: لماذا أمر الإمام الحسين عليه السلام بهذا الطلب؟....