الحلقة ٤٣

424 54 1
                                    

🍃 وجدت نفسي في أقلّ من لحظة نائماً على سرير المستشفى 🛌 والفريق الطبي منشغل بإعطائي الصدمة الكهربائية،
قاموا بوصل جهاز الصدمة الكهربائية عدة مرات بجسمي، ثم قال الأطباء: تمّ إحياء المريض .

عادت الروح إلى الجسد، كانت لديّ حالة خاصّة عجيبة، كنت سعيداً لأنني أُمهِلتْ🙂 وحزيناً لأنني عدتُ من وادي النور إلى هذه الدنيا الفانية مرةً أخرى😔.

أكمل الأطباء عملهم 🩺، في الحقيقة كنت قد أصبتُ بجلطةٍ قلبية عندما أخرجوا الغدّة و كانت العملية في مراحلها الأخيرة،
ثم قاموا بإحيائي من خلال الصدمة الكهربائية.

كنتُ شاهداً على ما عملوا في كل تلك اللحظات، بعد إكمالهم لعملهم قاموا بنقلي إلى الغرفة المجاورة من أجل التعافي، اختفى أثر التخدير تدريجياً بعد ساعة تقريباً👆🏻، وعادت الآلام والمعاناة إلى جسمي مرةً أخرى.

بعد مدة من الزمن، تحسّنت حالي إلى أفضل ممّا سبق، وتمكنتُ من فتح عيني اليمنى👁، لكني لم أشأ الإبتعاد عن تلك اللحظات الجميلة التي مررت بها حتى للحظةٍ واحدة.

كنت أراجع مع نفسي كل الذكريات💭 التي إكتسبتها من هذا السفر المعنوي في هذه الساعات.

كم كان صعباً! يا لها من ظروف صعبة تلك التي مررتُ بها، لقد رأيت الجنة البرزخية بكل نعمها، رأيت الأشخاص المتورطين، ذهبت نحو الجنة حتى ما كان يفصلني عنها إلا خطوات قليلة‼️.

لقد رأيت أمي السيدة الزهراء عليها السلام من مسافة قليلة💕، لقد تيَقّنتُ من مقام أمّنا في ذلك العالم، كان تحمّل الدنيا صعبًا حقاً بالنسبة لي.

بعد دقائق، دخلت ممرضتان إلى الصالة لينقلاني إلى جناح المستشفى🏨، كانتا تريدان نقل سريري المتحرك بالمصعد، ما إن اقتربن حتى أصابني الرعب حقاً عندما رأيت وجه إحداهما، كنت أراها كالذئب الذي يقترب مني🦊، ثم قاموا بنقلي إلى جناح المستشفى.

كان بقربي أخي وبعض أصدقائي، أراد بعض أقربائنا المجيء لرؤيتي، فخرجوا من المنزل🏡 وكانوا في طريقهم إلى المستشفى، لقد أدركت أنهم في طريق مجيئهم، أصابني الرعب حقًا من رؤية وجوههم الباطنية، فارتجف جسمي.

قلت لأحد مرافقيني: إتّصل وقُل لفلان أن يعود، لا أتحمّل رؤية أي أحد، كنت أشعر بأن باطن أكثر الناس مَرئيٌّ لي، باطن الأعمال والأفعال و...

كنت لا أنظر إلى الطعام الذي يحضرونه لي، كنت أخشى من رؤية باطن الطعام🥘، لكني كنت مجبراً على الأكل بسبب شدة الجوع.

كنت لا أحب النظر الى أي أحد💔، جاء بعض الأصدقاء كي لا أكون وحيداً لكنهم لم يعلموا أن وجودهم يشعرني بالوحدة أكثر، حاولت أن أعرض بوجهي نحو الجدار، لم أشأ رؤية أي أحد، لكني واجهتُ شيئاً خطف لوني، كنت أسمع صوت تسبيحات الله من الباب والجدار‼️....

ثلاث دقائق في القيامة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن