ثلاث دقائق في القيامة

الحلقة ٢٧

🍃 أتذكّرُ عندما كنت في مرحلة الإعدادية، كنتُ أغلب الليالي والأيام في المسجد 🕌 أو التعبئة، حتى إني كنت أحياناً أبقى الليل حتى الصبح، وأذهب صباحاً إلى المدرسة.

كان أحد الشباب في التعبئة، ذو ملامح جميلة، و فتى بسيط جداً، في أحد الليالي بعد أن انتهينا من نشاطات التعبئة، ألقيت نظرة إلى ساعتي⏱، فكانت ساعة واحدة فقط متبقية لصلاة الصبح، لذا رحت إلى غرفة دار القرآن وشغلت نفسي بصلاة الليل🤲🏻.

فجأة دخل ذلك الشاب وجلس بسرعة إلى جانبي! عندما أنهيت الصلاة قلت له بتعجّب: هل حصل أمر ما⁉️
قال لي و وجهه مبهوت: لا شيء، فقط أخبرني ما الذي تصلّيه الآن؟
قلت له: صلاة الليل، مستحب أن نصليها قبل صلاة الصبح، ولها الكثير من الثواب✨، قال: هل ممكن أن تعلّمني على كيفيّتها! ثمّ علّمته كيف يصلّيها فانشغل بالصلاة إلى جانبي.

لكنّي كنت متأكّد أنه خائف من شيء وقلق😰، فخرجنا بعد صلاة الصبح سويّاً من المسجد، وقلت له قبل أن يغادر: إن كان هناك أمرٌ ما فأخبرني به، اعتبرني أخاك.

فقال لي: هناك شاب متغطرس أمام المسجد هدّدني وأجبرني على أن أذهب معه إلى بيته🏠، انتظرَني حتّى ما بعد منتصف الليل، فهربت منه وأتيت إليك...

في اليوم التالي، رأيت ذلك الشاب وهدّدته وتعاملت معه بقسوة فائقة؛ اختفى بعدها ولم نره.
أمّا هذا الشاب فصار من مؤمني محلّتنا ورفيقنا.
بعد مدّة من الزمن⏳ حيث كنا نتابع أمر تعييننا في مقرّ الحرس؛ طالت مدّة متابعة أمر تعيين الرفاق فوق الستة أشهر، لكن أنا لم تطل مدّة المتابعة حتى التعيين، فقط إسبوع واحد👆🏻!
حتى اعتقد بعض الرفاق أنّ لي واسطة في التعيين.

قال لي الملك: أنّ نتيجة مساعدتك لهذا الشاب هو أنّ أمر تعيينك ترتّب بسهولة جداً، وأدّى إلى أنّك تتعين بسرعة ودون إزعاج، إنّما هذه الثمار الدنيوية.. أمّا ثمار الآخرة فهي محفوظة لك📂.

قالوا لي أيضاً: إنّ سهولة زواجي وسعادة حياتي الزوجيّة 💍 هي كذلك ثمار مساعدات الناس وأمور الخير💕...