الحلقة ٨

997 88 1
                                    


🍃 نظرت إلى أنحائي فرأيت الطبيب قد أزال القناع عن وجهه وقال للفريق الطبّي: المريض لا يتحمّل فقد خرج عن سيطرتنا، لا توجد فائدة من جُهدنا.

ثم قال: ساعدكم الله، أنتم قد بذلتم قصارى جهدكم لكنّه لم يتحمّل.
ثم قال أحد الأطباء: ائتوني بجهاز الصعقة الكهربائية... ثم ألقيت نظرة على الشاشات والأجهزة الطبية كلّها كانت واقفة عن العمل⏸!

كان الامر عجيباً، حيث إنّ طبيب الجراحة قد أعرض وجهه عني لكني كنت متمكن من رؤية وجهه!
حتى إني كنت أعلم بما يفكر💭! حتى بقية الأفراد الذين كانوا في غرفة العملية، كنت أعلم كل ما يجول في أذهانهم!

في نفس اللحظة استطعت أن أرى ما يحدث خارج غرفة العملية الجراحية.
رغم أني كنت داخل الغرفة إلا أني أستطيع أن أرى ما هو خلف الباب🚪
رأيت أخي جالساً إلى جانب باب الغرفة وبيده مسبحة📿 و مشغول بالذكر.
إني أتذكر جيداً أي ذكر كان يردّده، لكن الأعجب من ذلك إني أعلم كل ما يجول في خاطره!!

كان يقول في ذهنه: عسى أن يعود أخي، إنه أب لطفلين وزوجته حامل. إن حدث له خطب، ما علينا أن نفعل بأطفاله.
يعني أنه كان حزيناً لأنه لا يعلم ما يقوم به تجاه أطفالي.

وعند مسافة قليلة، كان أحدهم يدعو لي ويناجي ربه لأجلي، كنت أراه وهو في غرفة أخرى، داخل قسم الرجال، كان جريح حرب مستلقي على السرير 🛏، سمعته وهو يدعو لي.
كان يدعو هذا الجريح بكل إخلاص: إلهي خذني إليك لكن شافي هذا المريض، إن له زوجة وأطفالًا صغارًا.
كنت أعرفهُ، تعرفتُ عليه قبل أن يأخذوني إلى غرفة العملية ودّعته وقلت له لربما لن أعود.

فجأة أحسست أني أعلم باطن كل الأفراد، أعلم نواياهم وأعمالهم و... ثم كرر الشاب ذو المحاسن الجميلة قوله: هل لنا أن ننطلق!
على الرغم من أنّي أرتحت من الألم وأوجاع العين والصداع، وكنت مسروراً بذلك، وأدركت أنّ الوضع قد تحسّن، لكني قلت: لا❗️
فهمت أن ما يقصده هو الموت، و انتقالي من هذا العالم إلى ذلك العالم.

مكثتُ هنيئة ثم أشرت إلى ابن عمتي وقلت: أنا أتمنّى الشهادة وهي حلمي، كنت أجاهد سنين لألتحق بالشهداء، وأما الآن هنا وبهذا الوضع عليّ أن أذهب!؟...💔

ثلاث دقائق في القيامة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن