**الجزء 20**
رشدي بك: نيرمين، هل صحوتِ بالفعل، عزيزتي؟ كنت خائفًا جدًا من فقدانك. ردّي عليّ، هل تسمعينني؟
*صوته المتلهف والقلق على ابنته أثارني، كنت سأرد لأخبره أنني بخير، حتى رأيت وجهه وتلك العيون الزرقاء الصافية كالبحر، وذاك الوجه الوسيم الذي أرهقته التجاعيد الخفيفة. إنه هو، بل يشبه ذلك الغالي الذي توفي حزنًا على موتي... كم أفتقد هذا الوجه. وضعت يدي على وجهه، مسحت خده برفق، لا أصدق ما تراه عيناي.*
نيرمين: أبي، أفتقدتك كثيرًا.
*أمسك بيدي التي كانت على خده برفق، ونظر إليّ بنظرة مليئة بالحب والقلق.*
رشدي بك: عزيزتي، أنتِ بخير، صحوتِ الآن.
نيرمين: نعم، يا حبيبي، صحوتُ.
رشدي بك: كيف حالك؟ هل أنتِ بخير؟ لا تشعرين بأي ألم، صحيح؟
نيرمين: نعم، هناك بعض الألم، لكنه ليس شديدًا. الحمد لله، انتهى الأمر الآن.
رشدي بك: الحمد لله... أنتِ تعرفين أن كرم أنقذك، أليس كذلك؟
نيرمين: نعم، أعرف. كان موقفًا بطوليًا منه. يجب أن أطمئن عليه وأرى كيف حاله.
رشدي بك: إنه بخير، والحمد لله. هو في الغرفة المجاورة، وقد استفاق قبلكِ بساعات قليلة.
نيرمين: أبي، هل يمكنني أن أطلب منك شيئًا؟
رشدي بك: عيون أبيك، ماذا تريدين؟ قولي وسأنفذه.
نيرمين: أريد أن أرى كرم وحدي.
رشدي بك: ماذا؟!
نيرمين: نعم، أبي، أريد أن أراه وحدي لأشكره على إنقاذي، فهذا أقل ما يمكنني فعله.
رشدي بك: ولكن...
نيرمين: ولكن ماذا، أبي؟ أرجوك، استدعِه الآن.
رشدي بك: كما تريدين، عزيزتي.
*في غرفة كرم، طرق الباب.*
حسام بك: مصطفى، انظر من في الخارج.
مصطفى: أمرك، حسام بك.
مصطفى: حسام بك، إنه رشدي بك على الباب. يبدو أنه يريد الاطمئنان على كرم بك.
حسام بك: كيف تركت رشدي بك على الباب؟ ادخله يا بني.
رشدي بك: حسام بك، ألف مبروك على سلامة المحروس.
حسام بك: رشدي، حبيبي، شكرًا جزيلًا، ونتمنى أن تقوم نيرمين بالسلامة.
رشدي بك: الحمد لله، نيرمين صحيت.
كرم: حقًا، رشدي بك؟ هي صحيت؟
رشدي بك: نعم، صحيت، وتريد أن تشكرك بنفسها. إذا كنت قادرًا على القيام، فهي تريد أن تتحدث إليك.
كرم: تتحدث إليّ؟ نيرمين... أنا... حضرتك، هل هي بخير حقًا؟
رشدي بك: ما بك، بني؟ بالطبع هي بخير. ثم إنه أقل ما يمكن فعله. لو لم تكن موجودًا، كنت سأفقدها إلى الأبد. أنا ممتن لك جدًا.
كرم: على أي شيء، حضرتك؟ سأفعل أي شيء من أجل نيرمين.
حسام بك: هيا، اذهب وتحدث إلى نيرمين، لكن لا تطل كثيرًا. اتركها تستريح.
كرم: بالطبع، يا أبي.
*توجهت إلى غرفتها، وقلبي يسبق خطواتي. هل يعقل أن تطلب محبوبتي رؤيتي بنفسها؟ هل تشتاق إليّ بعد ما عانته؟ ذاب قلبي، وقدماي لا تحملانني. لم أعد أطيق صبرًا لرؤية وجه معذبتي. وصلت إلى باب غرفتها، فتوقف والدها أمام الباب واستدار نحوي.*
رشدي بك: كرم، بني، نيرمين تريد مقابلتك وحدكما. لن أدخل معك.
كرم: لوحدي؟ أنا... هي من؟
رشدي بك: ما بك، بني؟ هل هو تأثير الحادثة؟ الفتاة تريد أن تشكرك، فموقفك لم يكن قليلًا.
كرم: لكن...
رشدي بك: لكن ماذا، بني؟ اذهب.
*تحدثت معي وحدي، لماذا تريد أن أتحدث معها وحدي؟ هل نجحت خططي؟ هل وقعت في حبي؟ لا، لا نتسرع في الأحداث... لا أستطيع إنكار أن قلبي يرتجف. أنا أعرفها، لابد أن هناك شيئًا يدور في ذهنها. إذا أرادت شكري، فلماذا طلبت من والدها أن أتحدث إليها على انفراد؟*
نيرمين: من؟
كرم: أنا... كرم. هل يمكنني الدخول؟
نيرمين: تفضل، كرم. كنت في انتظارك.
كرم: كيف حالك، نيرمين؟
نيرمين: بخير، والفضل يعود إليك.
كرم: لم أفعل سوى ما يلزم. لا أستطيع رؤية خطر يحيط بك دون أن أساعدك. أنتِ لا تعرفين كم أنتِ غالية على قلبي.
نيرمين: أعلم، وأعرف جيدًا. لذلك أريد أن أطلب منك شيئًا.
كرم: أي طلب، حتى لو كان روحي، سأعطيك إياها.
نيرمين: لا، دع روحك لك ؟ أنا أريدك هنا، هههه. لأن ما أريده لا يمكن أن يتم بدونها.
كرم: نعم، كلامك صحيح... ماذا!!!؟ نيرمين، هل جننتِ؟
نيرمين: ماذا، كرم؟ عندما أطلب منك الزواج، هل اصبح مجنونة
كرم: بالطبع، بعد أن رفضتني قبل عدة أيام، والآن تقولين هذا... من حقي أن أفاجأ.
نيرمين: هههه... من حقك أن تتفاجأ. اسمع، كرم، أنا لم أحب من قبل، ولم أتخيل أنني سأحب. لا أكذب عليك وأقول إنني ذائبة في هواك، لكن ما فعلته الآن يثبت لي أنك الرجل الذي أختاره ليكون بجانبي. سأختار رجلًا يمكنه فعل المستحيل لحمايتي.
كرم: أعدك، عزيزتي، أنني سأظل دائمًا بجانبك وأحميك.
**... قبّل يدي برقة واستمر في النظر إليّ بنظرات ملؤها العشق والهيام. ابتسمت له بلطف، وداخل قلبي آلاف الشياطين يخططون للانتقام منه بوجهه الذي يشبه وجه قاتلي... أحمد، يا شافعي، الآن أنا التي سأقتل، لكن ليس مرة واحدة، بل سأقتلك كل يوم مئة مرة ههههه.**
...يتبع...
أنت تقرأ
قبره ملاذي
Romantikهل سمعتم يوما بالسفر عبر الزمن طبعا فعلتم و لكن هل جربتموهم طبعا لا لأنه مستحيل هذا ما كنت اعتقده انا ايضا الى ان حدث ... مالذي حدث لن اخبركم ستعرفون بمجرد ان تطلعوا على قصتي