كانت لاتزال تشرب الشاي في الصالون منتظرة والدها ... بخطوات مترددة اجبر نفسه على التقدم و جلس في الكرسي المقابل لها .... انتبهت لوصوله قامت من مكانها و سكبت له الشاي و قدمته له اخذه بتردد ... كان فعلا يحتاج هذا الكوب رأسه بالكامل يؤلمه بسبب الشرب المفرط ليلة امس كان هناك صمت رهيب بينهما لذلك قررت كسر هذا الصمت
نيرمين : بابا .. انا بجد اسفة البارح تعصبت اوي و قلت كتير انا ما بعرف ليه بس ...
تنهد رشدي و هو يرى طفلته تعتذر بينما هو من كان يجب ان يعتذر .. ربما حان الوقت لتعرف سبب هجرها ليس و كأنه عذر كافي ولكن على الاقل يجب ان تعرف... وضع فنجانه على الطاولة اخذ نفسا عميقا و تمنى في دواخله ان تسامحه طفلته ليس و كأن الامر بيده لكنه مذنب لانه غادر دون شرح ....
رشدي : انا و امك كنا بنحب بعضنا جدا زي ما انت عارفة
هي بنت عمي و تربينا سوى حبنا كان كبير اوي ... و اهلنا كانو موافقين ع الجوازة ... بعد ما اتخرجنا من الكلية اتجوزنا و استلمت ادارة الشركات من بابا
* جفلت نيرمين للحظة عندما سمعت انه استلم ادارة الشركات من ابيه تذكرت محادثته مع نير مين حينما اخبرها انه اعاد بناء ثروتهم التي اضاعها والده و عمه .... ثم تشوشت الذكريات ... الذكريات في رأسها تبدلت الان هناك ... لم يعد رشدي يعاني من الفقر لم يعد ذلك الرجل العصامي الذي اعاد ثروة الشناوي ولكن هو من قام بزيادة تلك الثروة بذكائه بشمل مرعب .... لم يصبح والده مدمن قمار و سهر لم يمت جده مراد بالاكتئاب و لم ينتحر صبري ... نشأ رشدي في بيئة اسرية دافئة ... تلك الذكريات السابقة تبدلت الان لا تزال مشوشة و غير واضحة و لكن ما هو مأكد في عقلها الان هو ان نيرمين تلك غيرت مسار الاحداث بشكل ما..
رشدي : نيرمين ... نيرمين .. مالك سرحانة كدة
اخرجها صوت والدها من شرودها
نيرمين : اه .. بابا شردت شوي سامحني ... كمل لو سمحت
رشدي : اه طبعا ... المهم والدتك قبل لا تحمل بحسام كانت بتشتغل معي بالشركة كانت بتحب شغلها اوي و مجدة فيه فعلا والدتك ذكية جدا و ساعدتني اوي برفع اسم الشركة و نزيد ثروتنا بشكل خيالي ... الاعلام تكلم كتير عن رشدي و رغدة الشناوي الزوجين الي حققو ارباح خيالية لعيلة الشناوي .... كانت كلما تزيد الارباح اكثر تفرح اكثر ... بس باحد الايام حست باعراض الحمل .... امتشفت انها حامل ده كان اسعد يوم بحياتي بس اسوء يوم بحياتها ... عرفت ان حملها رح يأثر على حياتها العملية و مش هتقدر تشتغل زي الاول ولدت اخوكي سمتو حسام على اسم اخوها الي توفى بحادث سير لما كان عندو ١٨ سنة .... بعد ولادة حسام بفترة زاد اكتئابها و ما قدرت تشوفو او ترضعو جبتلو مربيات عشان يعتنو فيه ... و هي رجعت للشركة تشتغل ... رجعت حالتها النفسية اتحسنت... و رجعت علاقتنا زي الاول بعد ما كان بينا حاجز ...... بعدها بفترة حملت فيكي اتصدمت و زعلت و كانت بتعيط جامد ... حاولت تجهضت كذا نرة من غير علمي بس هددتها ان عادتها مرة تانية مش هسامحها .... بذكر وقتها اني عصبت جامد و صرخت فيها اوي هي خافت وقتها .... بس رجعلها الاكتئاب مرة تانية كانت تشوفك انت و اخوكي عقبة بطريق نجاحها ... و كرهتني انا لانها من الاول قالتلي انها مش عاوزة ولاد و انا الي اصريت .... ولدتك بعد ٧ شهور ولادة مستعجلة بسبب الاجهاد الي كانت تعرض نفسها اله عشان تجهض و بسبب حالتها النفسية السيئة بس انت و رغم كل حاجة اتولدتي و اجيتي ع الدنيا .. تصدقي حبيتك من اول مرة شفتك فيها .. (تنهد) ....
تنهد و مسح وجهه بكلتا يديه اطلق تنهدا طويلا ثم رفع راسه لاحظ تعابير وجه طفلته ... لم يكن هناك حزن او غضب لا صدمة و لا اي شيء على الاطلاق كان تعبيرا فارغا شعر ان قلبه يؤلمه كيف لطفلته ان تمتلك مثل هذا التعبير الفارغ على وجهها ..... حاول ان يكمل كلامه
رشدي : بعد ما طلعتي من الحاضنة الممرضة جابتك لعند رغدة عشان تشوفك بس هي رفضت تشوفك او تحملك حتى ما رضعتك و لا مرة ما اهتمت فيكي ابدا و كمان اخوكي حسام كانت بتتجاهلو زاد اكتئابها .... كنت واقع بين نارين الي بحبها كانت بتذبل قدامي و اطفالي الي ما لحقت افرح فيهم رح يضيعو مني و يربو لحالهم .... كان لازم سفرها للخارج عشان القى حل للاكتئاب بتاعها لان الاطباء هنا عجزو بس هي رفضت و طلبت مني طلب غريب ... طلبت نفتح فرع جديد بلندن و تكون هي الي تديروه ... وافقت على طلبها و سافرت معها عشان اطمن عليها عاصم كان هنا عشان كدة كنت مطمن عليكم ... الشركة كبرت و صار عدنا اكثر من فرع بكل انحاء بريطانيا اخوكي سافر و درس و اتجوز بايطاليا لما امك اخيرا اقتنعت بجوازو مسكتو كم شركة عشان يساعدها بادارتهم .... علاقتهم مش علاقة ام و ابنها علاقتهم كشركاء عمل و بس ... امك حتى بعد ما نجحت و طبرت للان تظن انكم اكبر عائق بطريق نجاحها .... و انا كنت ضايع بينكم و بينها ... المشاكل بدت تكبر بينا اكثر و اكثر الشركات الي فتحتها بلندن كانت باسمي انا مع انها هي الي تديرها و هذا سبب مشاكل كبيرة كمان كانت عاوزة تحس انها المسيطرة على كل حاجة و ما يكون ليا اي فضل عليها ... و الخناقات زادت لما كنت بطلب منها تجي تزورك او تهتم فيكي حسام تعود عليها بس انتي بنت و تحتاجي امك معك بس ... مش عاوز ابرئ نفسي انا كمان غلطان انا .. انا غبي جدا ان اب غبي مش عارف ازاي ممكن تسامحيني انت و اخوكي بس اوعدك اني
مش هسيبك تاني
نيرمين : مين عاصم
رشدي : نعم ،!!!!!
صدم رشدي فعلا بعد كل الكلام الذي قاله هي تسأله فقط عن عاصم كانت تعقد يديها على صدرها و تنظر ناحيته ببرود ... اخذ نفسا عميقا و تكلم
رشدي : عاصم اعز صديق الي و امين اسراري و زي اخويا و مش قادر اتكلم اكثر مين هو و ليش يشتغل هنا و ايه قصتو لانو الوحيد الي يحقله يتكلم بالموضوع ده
نيرمين : تمام ... كنت فين امبارح و مع مين ؟؟
رشدي : ضروري تعرفي ؟؟؟؟
نيرمين : نعم
حاول التهرب من الاجابة و في تلك اللحظة رن هاتفه ليظهر رقم يعرفه جيدا هو الان في وضع لا يحسد عليه كيف سيتهرب من الاجابة على سؤال طفلته و اءا تجنب الرد الان ستتأكد شكوكها بالكامل اخذ الهاتف و هو متردد جدا هل يرد ام لا ...
.... يتبع

أنت تقرأ
قبره ملاذي
Lãng mạnهل سمعتم يوما بالسفر عبر الزمن طبعا فعلتم و لكن هل جربتموهم طبعا لا لأنه مستحيل هذا ما كنت اعتقده انا ايضا الى ان حدث ... مالذي حدث لن اخبركم ستعرفون بمجرد ان تطلعوا على قصتي