البارت ٣٥... الانتقام ..انا من سينفذه

97 9 10
                                    

تقف في منتصف الحديقة تتقدم ناحية المكان الذي يفترض ان يتواجد به القبر الارجوحة و الازهار كما هي تماما و لكن القبر لم يكن مكانه ... نزلت الى الارض .. تلمست مكان القبر بيديها لا يوجد شيء يدل على وجوده اساسا كأنه لم يكن .. كل ما خطر في بالها الان هو ان نيرمين نجحت في انقاذ حازم لذلك لم يقتل و يدفن هنا ... و ربما ايضا ادهم هو نسل حازم بما انه لم يقتل بالتأكيد يسكون له اطفال و احفاد ... قبضت على العشب بيدها اتملئت عينيها بالدموع و تعبيرات مختطلة بين الفرح و الحزن تملئ عينيها اجل هو حي لم يقتل و لديه نسل .. ولكن مع غيرها و ضعت يدها المليئة بالطين و العشب على فمها و غطته لمنع صوت ضحكها المختلط بالبكاء و الدموع من سيراها في تلك الحال سيقسم بالتأكيد على جنونها مسحت دموعها و نهضت من على الارض توجهت نحو المنزل والدها واخوها كانا ينتظرانها لتناول العشاء معا
عندما دخلت عليهما نهضا معا في صدمة كانت حالتها يرثى لها عينيها منتفخة و محمرة من كثر البكاء و ووجها ملطخ بالطين و هناك ضمادة ملفوفة حول يدها و ثيابها متسخة

مالذي حدث معها بحق الجحيم هذا ما يفكران به في هذه اللحظة جريا مسرعين ناحيتها ليطمئنا عليها
رشدي : نيرمين حبيتي مالك
حسام : نيرمين ... نيرمين فيكي ايه... ايه الي عمل فيكي كدة
نيرمين : انا .. انا قطعت الشارع .. و من غير ما بحس كانت عربية هتصدمني .. بس في حد ما بعرفو انقذني و دفعني على الرصيف .. و بعدين اخدني للمستوصف ... عشان يضمدولي ايدي .. بس
رشدي : الجرح و فهمنا قصتو بس ايه الي مبهدلك كدة
نيرمين : انا وقعت هنا قبل ما ادخل رحت للجنينة جنب المرجيحة و وقعت
حسام : و ايه اخدك هناك
نيرمين : مفيش كنت عاوزة اشم هوى
حسام : بس ...
رشدي : خلاص يا حسام خلي اختك تصعد اوضتها و تستحم
مستنينك ع العشا
نيرمين : حاضر حضرتك كلها دقايق و هنزل
صعدت مسرعة على الدرج الى غرفتها
توجه رشدي مع حسام الى مائدة الطعام
حسام : بابا ....
رشدي : خلاص يا حسام ما تفتح الموضع تاني
حسام : بس ...
رشدي : سيبها ترتاح اليوم بكرة هنشوف
حسام : حاضر
نزلت بعد ان استحمت و غيرت ثيابها ..
جلست على المائدة لم يفتح والدها الموضوع و اخوها استمر بمراقبتها تجنبت نظراته لم ترغب بالحديث عن الموضوع لم تذكر ابن العمري لم تذكر سبب قطعها للشارع و لم تتحدث حول القبر الذي اختفى
بعد انتهاء طعامها حاولت الانسحاب بهدوء لغرفتها لكن وادها ناداها
رشدي : نيرمين تعالي معاي لمكتبي عاوز اكلمك بحاجة مهمة
نيرمين : ما تتاجلش للصبح يا بابا
نظر ببرود و اجاب بصوت حاد
رشدي : لا ،تعالي ورايا
امتثلت لامره و مشت خلفه لم ترى سوى ظهره ، لقد كان ظهره كبير كظهر ابيها صبري .. صبري بيك و رشدي بيك كان نسختين طبق الاصل من بعضهما لكن ... رشدي كان ذو شخصية قوية و مهيب جدا لكن الهالة التي يتمتع بها صبري بيك لم يكن لها مثيل والدها لم يكن له مثل هي تفتقده فعلا ليته هنا الان لكي تخبره بمدى حبها له
رشدي : ما تدخلي
لم تنتبه لنفسها و هي تقف امام باب المكتب المفتوح حيث تاهت بافكارها و لم تدخل
نظرت له تأملت وجهه كان والدها فعلا حتى لو كان شخصا اخر
نرمين : بابا انا بحبك اوي
رشدي : نعم !!!
من غير سابق انذار عانقت والدها بقوة ...بادلها العناق و ابتسمت
رشدي : مالك يا بنت جرالك ايه
نيرمين : بحبك فيها ايه دي
رشدي : وانا بحبك يا مجنونة .. بس بطلي ما تنسينيش الموضوع المهم
دخلا الى المكتب جلست على الاريكة مقابلة لوالدها
نيرمين : ايه الموضوع المهم الي رشدي بيه بجلالة قدروا عاوزني فيه ؟؟
تنهد بانزعاج و شرب رشفة من النبيذ الذي سكبه لنفسه قبل ان يتكلم
رشدي : حسام الشافعي اتصل فيا و طلب انو يجي بكرة و هو كرم ابنو
نيرمين : نعم ؟؟؟
رشدي : الي سمعتيه ... انت قلتيله ايه لما طلبتي تقابليه بالمستشفى
نيرمين : مش مهم
ضرب الطاولة بيده بقوة اتعلت وجهه نظرة غاضبة
رشدي : الي تفكري فيه شيلي من دماغك
نيرمين : بتقصد ايه حضرتك
رشدي : الي فهمتيه مش انت يا نيرمين انا الي هينتقم من عيلة الشافعي
صعقت نيرمين من كلام والدها انتقام .. هل يعلم عن سبب الحادث
نيرمين : حضرتك تعرف ان الحادث كان
رشدي : كان سببه كرم الشافعي راجعت سجلات الكاميرا لما كنت بالمستشفى مش عارف مين الاهبل الي خبروا ان فيلا عريضة طويلة زي دي ما فيهاش كاميرات
نيرمين : بس هناك بالذات مفيش كاميرات ، مش كدة ؟!
رشدي : مش كدة ... فيلا رشدي بيه الشناوي كلها كاميرات ملغمة بالكاميرات محدش يدخل و لا يطلع الا و بتصوروا الكاميرات .. بس انا الي غلطان مكنش لازم اسيب العربية برى الكراج ...
نيرمين : وهتعمل ايه يا بابا
اخذ كأسه من الطاولة و ابتلعه رشفة واحدة و ثم ضحك بطريقة غريبة و ابتسامة شريرة
رشدي : في الاول كنت عاوز مساندة حسام الشافعي عشان ارشح للانتخابات زي متعرفي انا كنت مغترب و عايش في الخارج
معنديش دائرة معارف في البلد قوية زيه بس دلوقتي انا مش عاوز ارشح للانتخابات و مش عايز يكون لي اي ارتباط بعيلة الشافعي بس قبل كل حاجة لازم انتقم من عيلة الشافعي لازم ادمرهم بايدي .. العيلة دي على طول بتحاول تدمرنا
كان غاضب جدا لدرجة انه ضغط على الكأس الفارغ بيده بقوة حتى تحطم الكأس الى قطع صغيرة
نيرمين : بابا !!! ايدك بتنزف
اخرج منيدلا من جيبه و مسح الدم
رشدي : ما تخديش بالك جرح بسيط
نيرمين : بس بابا لازم اعقمها
رشدي : خلاص مفيش حاجة ، بس جاوبني دلوقتي ايه الي قولتيه لكرم و كنت بتخططي لايه بالضبط
نيرمين : قلتله اني بتشكروا على انقاذوا ليا و انو لازم نعطي لنفسنا فرصة عشان نعرف بعضنا كويس و نعطي علاقتنا فرصة افضل و ..
رشدي : و ايه كمان ياروح ابوكي اطربيني
نيرمين : مفيش قلتلو ده بس و هو ما صدق انبسط و باس ايدي
رشدي : ايه... باس ايه ...
نيرمين : ايدي .. ايدي بس اقسم بالله
رشدي : كملي كنت تخططي لايه
نيرمين : اقترب منه لحد ما احصل على دليل يثبت ادانته و تورطه بالحادث و بعد كده اقدمه للنيابة حتى ينسجن و ارفع عليه دعوة عشان الي عملو ده شروع بالقتل
رشدي : ما تعمليش حاجة من دماغك تاني و ابعدي عن الزفت ابن الشافعي ده .. اما بالنسبة للانتقام انا الي هنتقم منو و من كل عيلة الشافعي شكلو مش عارف هو يلعب مع مين انا رشدي بيه الشناوي الي يعلب معي يبقى لعب بعداد عمره

نيرمين : يبقى اعمل ايه دلوقتي
رشدي : روحي نامي و بس
نيرمين : بس ..
رشدي : و لا كلمة مرة تانية ما تصرفيش من دماغك اما حسام و ابنه بكرى اخرجي لاي حتة و اتأخري و انا هقولهم عند واحدة من صحباتها عيانة و راحت تزورها
نيرمين : زي ما تأمر حضرتك ، هروح دلوقتي عشان انا
رشدي : تعملي معروف ..
... اغلقت باب المكتب خلفها و ذهبت لغرفتها محاولة فرز افكارها ... للحظة ظنت هذا الرجل رقيق القلب و يمتلك ضعف في الشخصية ولكنه و بجدارة اثبت انه حفيد صبري الشناوي ... اشفقت للحظة على كرم و عائلته و ما سيحدث له اذا كان مثل صبري فقد كتبت عائلة الشافعي سطرها الاخير بنفسها ...
.. يتبع ..

قبره ملاذي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن