البارت ٣٦ رشدي بيك ليس كما ترونه ..؟؟!

103 8 10
                                    

الساعة ال ١٢ منتصف الليل ... الموقع مكتب رشدي بيك الشناوي ... طاولة عليها كوبان من القهوة يجلس امامها شخصان يرتشفان القهوة بهدوء هناك ملفات على الطاولة
يراجع احدهما الملفات باهتمام بالغ تعلو ابتسامة خبيثة وجهه الوسيم
رشدي : ايه رايك حضرة المحقق ههههمم
اخذ رشدي يضحك بخبث و يأخذ نفسا من السيجار الخاص به
ليبادله المحقق الذي يبلغ من العمر منتصف الثلاثينات النظرات .. ويبتسم بخبث و سعادة
وجدي : تسألني عن رايي حضرتك .. عمرك جبتلي معلومات و طلعت غلط ؟! . هههه
تبادلا الضحك بهستريا كانا كالمجانين ... رشدي و المحقق وجدي صادف ان اجتمعا معا عندما كان يعمل المحقق الشاب وجدي في احدا القضايا لكشف فساد و اختلاس احد الاشخاص المعروفين وذوي النفوذ و لكن ما كان ينقصه الدليل القاطع .. حتى عثر عليه رشدي .. رشدي الشناوي كان يزور البلد بين الحين و الاخر و بفترات متقطعة و لكن احد رجال الاعمال تجرىء على استغفاله و اختلاس اموال من احد شركاته التي في القطر ... اكتشفه ..كان سيصفي حسابه معه بنفسه و لكنه سمع عن تحقيق وجدي عنه لذلك طلب مقابلته و اعطاه كل الملفات و الادلة التي تدينه و التي حصل عليها بإمكانياته الغير محدودة .... ... ..... .
كانت اول قضية للمحقق الشاب في بداية حياته المهنية .. ظهور رشدي بيك في بداية مشواره المهني كان اشبه
بضوء شمس يظهر في وسط العتمة لقد كان يائسا جدا وفقدالامل في حل القضية
رشدي كان صاحب الفضل الاول عليه و للان و متى ما احتاج الى معلومات عن اي شخص كان رشدي يحصل له تلك المعلومات .. و في المقابل يتخلص من اعدائه بشكل شبه قانوني كانت علاقتهم قائمة على تبادل المنفعة هو يحقق النجاح في عمله و رشدي يتخلص من الحشرات التي تتجرأ على ازعاجه في داخل القطر ... لا يمكن الانكار انهما قد طورا علاقة بينهما لتشبه الصداقة
وجدي : رشدي بيك المعلومات دي هايلة و هدمر عيلة الشافعي و مش هتخليلهم ذكر ابدا
رشدي : و هو ده المطلوب حضرة المحقق
وجدي : بلاش حضرة المحقق دي رشدي بيه قلي وجدي بس
رشدي : قلي رشدي بقولك وجدي وحدة بوحدة
وجدي : ازاي ده هو العين تعلى على الحاجب
رشدي : هو انت بتجيب الكلام ده منين .. اشرب قهوتك و اخذ ملفاتك و اتيسر
وجدي : قهوة يا رشدي مفيش مشروب عاوز حاجة
رشدي : عاوز تشرب و انت بتقرى معلومات زي دي اقبض عليهم و الك مني اني اعزمك على اغلى جزازة وسكي
وجدي : اعتبرو وعد ههه
رشدي : طبعا يا هايف ما احنا متعودين على كدة بعد كل قضية تنجح بيها نحتفل للصبح هههه

يضحكان بستهريا كالمعتاد .. اعتادا بعد كل قضية ان يجتمعا للشراب معا للاحتفال بالنصر .. و كان يستمران على هذا الحال حتى طلوع شمس يوم اخر لقد ساعد رشدي للان بحل خمس قضايا على فتراة متقطعة و هذه ستكون السادسة فعلا وضع القدر احدهما في طريق الاخر لتنشئ علاقة صداقة غريبة من نوعها بين شخصين اقل ما يقال عنهما انهما مجنونان

انطلق وجدي مع الملفات و التسجيلات و كل الادلة التي حصل عليها رشدي بطرقه الملتوية عن طريق رشوة اشخاص و تهديد اخرين و زرع جواسيس .. طرق لن يتمكن ابن القانون وجدي من فعلها لكن لا بأس بان يفعلها شخص اخر عنه و يستفيد منها هو ويفيد من اعطاه اياه عن طريق ابعاده خصومه بطرق قانونية من غير ان يلوث يديه بهم
رشدي لم يكن يختلف عن جده صبري باي شيء كما اعتقدت نيرمين باستثناء انه لم يقتل احدا قط كما فعل صبري .. رشدي كان قاسيا و مجنونا و ينهي من يعترض طريقه عن طرق كشف فسادهم و تلاعبهم كان يعرف كيف يسحب البساط من تحتهم و يعرف كيف يخفي اثارهة ذكي و حذق و مجنون .. صفات جمعها اكسبته مكانته و منصبه و هيبة جعلت الكثيرين يحسبون له الف حساب
وجدي لم يكن يخاف منه حسنا ليس في البداية .. كان كغيره يسمع شائعات عنه و عن سلطته و قوته بين رجال الاعمال و لكن بعد ان تقاطعت طرقهم لعدة مرات اقتربا من بعضهما اكثر للتطور الثقة بينهما وتتحول لصداقة يصعب كسرها
توجهت الى القسم اطلع الجهات العليا على الملفات التي تم فيها اتهام حسام الشافعي بقتل شريكه شكري سالم و الاستيلاء على ثروته و اختلاس الاموال من شركة زوج شقيقته جمال سعد وتدبير حادث لوالده حتى اقعده عن المشي لكي يتحكم في اموال العائلة و تدبير مقتل اخيه الاكبر حيث دبر لتفجير المروحية التي تقله الى خارح البلاد في رحلة اعمال لكي يصبح هو الوريث و المسيطر الوحيد على اموال العائلة و كان يخفي كل هذه الجرائم تحت غطاء العفة و الشرف
و اما الملفات الاخرى و التسجيلات ايضا كانت تخص ابنه كرم الذي ظهر في احدى الشرائط و هو يقتحم منزل رشدي و يعبث بسيارته و كذلك ظهرت قضية اخرى و هي مقتل منافسه الشاب الذي كان يدير احدى اكبر شركات المقاولات في مصر و ذلك لان والده فقط كان يلومه لانه ليس مثل ذلك الشاب الذي استلم ادارة اموال ابيه و شركات في سن مبكرة .. اما هو فكان يقضي وقنه غي السهر و السكر و النساء ... منوغير طموح و لا هدف ... و قضايا فساد و ابتزاز و غيرها تخص الاثنين كان رشدي يجمع المعلومات عن عائلة الشافعي منذ زمن طويل كان يكرههم و يريد الانتقام منهم باي شكل تقرب منهم بحجة مساعدته بالترشيح للانتخابات قبل قدوم ابنه اللعين لخطبة طفلته ليأكد له انه بحاجة اليه و مستعد للارتباط بنسبه و فخور بهذا ... كل هذا كان جزء من خطته لايقاع عائلة الشافعي القذرة التي اتبع اقذر الاساليب لكي تغتني و لكن و من غير ان ينتبه دخلت جوهرته الثمينة على الخط و كاد ان يخسرها للابد لولا لطف الله .. اذن لم يعد هناك وقت لامهالهم اكثر ليس هو من فعلها هم من جنوا على انفسهم سيوصلهم الى السجن .. لا بل الى حبل المشنقة بيديه من غير ان يعلم اي احد ان له دخلا بكل ما جرى... حتى طفلته ان سألته سيقول انه رفع دعوة على كرم الشافعي و قدم اشرطة الكاميرا كدليل على هذا ...
من هو حقا لا يجب عليها ان تعرف يجب ان يكون الوالد الحنون اللطيف الذي تظن دوما هكذا اراد رشدي و هذا ما سيحدث للانه شخص يفعل مايريد

اما وجدي فكان ممتنا لوجود رشدي في حياته لطالما فاحت رائحة الشافعي القذرة و لكن لم يكن هناك مستمسك لطالما كان جيدا في اخفاء اثره .. ولكن كان هناك رشدي ايضا ... لن يستعصي عليه شيء كهذا
ابتسم و هو يستعرض الادلة و يجهز الدورية للتوجه لمنزل الشافعي للقبض عليهما ... و يقول في نفسه
( مكنتش اعرف هعمل ايه من غيرك يا رشدي ده انت هدية من عند ربنا .. هههه . . جايلكم يا ولاد الشافعي،)
امر الدورية بالانطلاق و الان و من غير تردد و في وقت متأخر جدا توجهوا الى فيلا الشافعي ليقبضوا عليهم ... تم القبض عليهم و مواجهتم بالادلة و البراهين المطلقة لم يستطيعا الانكار لا بل انهار حسام الشافعي اما كرم فدخل في نوبة جنون و اخذ يصرخ و يسب ... تم التحفز عليها كل واحد على حدا في زنزان سرية و شديدة الحراسة ...
قضية كهذه .. ستجعل اسمه يلمع اكثر لا بل سيكون اشهر محقق في البلاد بلا منازع ... بما انه انهى عمله حتى وقت متأخر من اليوم التالي قرر الاتصال بصديقه و شكره على طريقته الخاصة .. فبعد كلشيء هذا النصر لم يكن ليحدث لو لا رشدي الشناوي هو صاحب الفضل الخفي في كل هذا

... يتبع

قبره ملاذي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن