البارت 27 اعتراف

209 14 17
                                    


لقد مر وقت الغداء بسلام بفضل صادق بيك حيث اضاف مرحا لايصدق الى الجو و تمكن من تهدئة الجميع و تجاذب الجميع اطراف الحديث لا افهم سبب غضبهم ليس و كأن الموضوع خطير و لكن يبدوا ان مالكة هذا الجسد كانت طفلة مدللة و ضعيفة جدا لدرجة ان موقفا كهذا اثر على حالتها النفسية لكني لست هي انا لسيت مشكلة تافهة كهذه تقف في طريقي
ما كان يحيرني موقف حازم لقد كان صامتا طوال الوقت و هادئا بشكل لايصدق و كان يختلس النظر لي بين الحين و الاخر نظراته معقدة و لم استطع تحليلاها مطلقا بعد الغداء انطلق لكل شخص منها لاهتماماته ذهب ابي و صادق بيك لمكتبه ليتحدثا و شكرية هانم ذهبت لتستريح قليلا و مراد انشغل بلعب البلياردو في صالة الالعاب الموجودة في الفيلا لم اعرف اين اختفى حازم لم اهم كثيرا كنت بحاجة لبعض الهدوء لذلك توجهت الى المكتبة الموجدة هناك الوضع ممل في هذا الزمن بالنسبة لشخص قادم من القرن الحادي و العشرين لا هواتف محمولة لا انترنيت كل الافلام الحصرية هنا اعرفها و كذلك الاغاني لا اعرف كيف اقضي اوقات فراغي هنا لذلك كنت اضيع الوقت بقراءة الكتب و الروايات خاصة الرومانسية منها كنت اقرئها باللغة الانكليزية من غير ترجمة لاني اجيد بالفعل اربع لغات واحب ان اقرأ الكتاب بلغته الام
فأكتشاف مكامن الكتب بلغتها الام يزيد سحرها جمالا دخلت الى المكتبة كانت في غاية الجمال و كأنها مكتبة هاربة من احدى القصص الخيالية كانت فخمة و واسعة حيث الجدران حتوي على روفوفا بطولها مليئة بكل انواع الكتب و من شتى انواع اللغات و نوافذ طويلة تسمح لضوء الشمس بالدخول و ستائر فخمة و مقاعد جميلة و هناك سلم خشبي طويل بعجلات متحركة لتساعد للوصل للكتب البعيدة و هناك منضدة طويلة و فخمة و عليها كراسي جميلة بتصميم فريد حيث تتيح لك الجلوس براحة و الاستمتاع بالكتاب وهناك في احدى الزاويا جرامافون جميل على الطراز الكلاسيكي و بجانبه اسطوانات لمقطوعات موسيقية هادئة تساعد على الاسترخاء اثناء القرائة اشعر و كأني دخلت لعالم احدى الروايات الخيالية
تقدم للامام اتجول بين الارفف لعل كتاب يجذب نظري هناك الكثير من الكتب الرائعة و المشوقة ولكن ما جذبني كتاب كنت اريده منذ وقت طويل حيث ارسلت الى دار النشر لترسل لي نسخة منه في حياتي السابقة وكان سيصل خلال اسبوع لولا انتقالي الى هنا .. كانت رواية ( جين آيير ) للروائية الشهيرة شارلوت برونتي عندما لمحته في مكتبة صادق بيك لم استطع المقاومة لكنه كان في رف عالي لم تطله يداي لذلك صعدت على السلم للوصول اليه تمكنت من الحصول عليه و من شدت حماسي فتحتت الكتاب و انا واقفة على السلم الخشبي متناسية وجود عجلات به و احتمالية سقوطي ان لم اركز جيدا فات الاوان لان حاولت النزول و لكن انزلقت و الكتاب في يدي كانت مسافة مرتفعة اغمضت عيني و انتظرت مصيري ليت و لعل ربما ان سقطت تمكنت من العودة لزمني لكني لم اسقط انتظرت طويلا لكني لم اصل للارض
نيرمين : هو انا ايمتى هقع مليت الانتظار ممل اوي حتى في الحاجات الي زي دي ليه لحد دلوقتي ما وصلتش للارض
حازم : افتحي عنيكي و انت هتعرفي
يصل صوته الى اذني افتح عيني ببطئ لارى نفسي بين ذراعيه لابد انه دخل الى المكتبة من غير ان اشعر به و امسكني في الوقت المناسب قبل ان اسقط
حازم : هو انت متعرفيش تعقدي من غير ما تعملي مصايب
نيرمين : حسيت بالملل قولت اتسلى بكتاب
حازم : والي عاوز يتسلى بكتاب يقوم ينط كدة من فوق
نيرمين : اهو ده الي صار نزلني بقى
حازم : مش هنزلك خايف اسيبك تقومي تعملي مصيبة جديدة
نيرمين : ايه هو انت شايف قدامك عيلة صغيرة
حازم : يمكن
نيرمين : حاااازم !!! نزلني بقى
حازم : ههههههه
* استمر بالضحك و انا اتذمر بين ذراعيه تقدم ناحية طاولة القراءة و هو يحملني اخيرا سمح لي بالنزول كان الكتاب لايزال بين ذراعي حيث لم افلته حتى بعد ان سقطت
سحب لي كرسيا و جلست بدأت بالقراءة و بعد ثواني دخلت احدى الخادمات معها بعض الوجبات الخفيفة عدة انواع مختلفة من البسكويت و الشاي
نيرمين : ايمتى طلبت كل ده
حازم : من اول ما شوفتك داخلة
-قالها بعد ان اخذ رشفة من الشاي
نيرمين : الشاي ده طعمه حلو اوي
حازم : عارف
نيرمين : هه مفيش عندك رد الطف من كدة
-ابتسم و لم يرد وضع الفنجان على الطاولة و قرب الكتاب منه
حازم : مكنتش عارف انك تحبي النوع ده من الكتب
نيرمين : هو انت تعرف عني ايه اصلا
حازم : نيرمين الي اعرفها مش بتحب النوع ده من الكتب مش بتحب القراية اساسا لا و كمان الكتاب ده باللغة الانكليزية

قبره ملاذي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن