البارت الرابع عشر

215 14 0
                                    


**الفصل الرابع عشر**

في خضم حيرتي، وألمي، وخوفي من المجهول، كان هناك سؤال يتلوه سؤال، يعقبه سؤال آخر: لماذا أنا؟ وما معنى كل هذا الجنون؟ ما هذه القلادة التي أعطاها لي؟ لماذا يتظاهر بحبه لي وهو كان يكره شبيهتي ويبغضها؟ لم يحبها، وهي لم تحبه. كان أحدهما سببًا في موت الآخر. لم تكن شبيهتي إلا إحدى ضحايا المجتمع اللعين، عبيد المال الذين يبيعون أنفسهم لأجله، وقد خسرت كل شيء من أجل المال، وفي النهاية خسرت حياتها وتسببت في مقتله معها. كلاهما احترق، وكلاهما مات في نفس اليوم، واحترق في نفس المكان. إنها نهاية متوقعة لمن يجعل نفسه عبدًا لشهواته. لكن سؤالًا واحدًا يؤرقني: ما الذي يريده مني شبحه بعد كل هذا الوقت، ولماذا تظهر روحه في منامي؟

رشدي بيك: نيرمين... نيرمين، أين سرحتِ، يا ابنتي؟

نيرمين: لا، لا شيء، فقط هذه المفاجآت والصدمات مرة واحدة، كان يجب أن أستوعبها تدريجيًا. لكن لدي سؤال: هل تم القبض على أحمد الشافعي؟

رشدي بيك: نعم، تم القبض عليه. أخو حازم كان قد سمع مكالمة أخيه مع أحمد، لذا تبعه. وعندما رأى الوضع، اتصل بالشرطة. أحمد وأفراد عصابته كانوا ما زالوا يشاهدون المخزن يحترق. جاءت الشرطة، وأوقفتهم، وعندما أخمدوا الحريق، وجدوا جثة حازم، بالإضافة إلى جثة نيرمين متفحمة. بالتحقيق، اعترف أحمد الشافعي بكل شيء، وعائلته تبرأت منه، وتم إعدامه هو واثنان من شركائه بتهمة القتل العمد لحازم العمري ونيرمين صبري الشناوي.

نيرمين: يستحق أكثر من ذلك. كان يجب أن يُحرق، فالإعدام قليل عليه.

رشدي بيك: ههه، معك حق. لدي سؤال لك، لكن أجيبي بصدق ومن دون لف أو دوران.

نيرمين: نعم، بالطبع، يا أبي. تفضل، اسأل.

رشدي بيك: كيف عرفتِ حازم مباشرة بمجرد رؤية الصورة؟ كان من المفترض أن تسألي عن نيرمين الشبيهة بك، وتتفاجئي بالشبه، ثم تسأليني عن هذا الشخص أو على الأقل تسأليني عن شكل حازم. لكنك عرفتِ مباشرة. قولي، أين رأيته من قبل؟

نيرمين: اهدأ يا أبي، لماذا أنت متعصب؟

رشدي بيك: أنا هادئ تمامًا، لكنني لا أفهم كيف رأيته من قبل. قولي بصراحة، ولا تخفي عني شيئًا.

نيرمين: الأمر صعب التصديق، وقد تقول عني مجنونة، وربما توديني إلى مستشفى المجانين.

رشدي بيك: خلاص، أنا مصدقك. قولي وخلصينا.

نيرمين: تذكر يوم جاء كرم وأباه لطلب يدي، ثم صرخت وأغمى عليّ؟

رشدي بيك: نعم، أتذكر، لا يمكن نسيانه.

نيرمين: في ذلك اليوم لم أصرخ لأن كرم فعل شيئًا. بل رأيت شبح شاب، لم أتعرف عليه في البداية، وكان يتقدم نحوي مباشرة، فارتعبت وحدث ما حدث.

رشدي بيك: وماذا بعد؟

نيرمين: لا شيء. في نفس اليوم، ظهر لي في الحلم وتحدثنا. عرفت أنه حازم العمري، ولم أتمكن من معرفة المزيد لأنه قاطعني عندما أيقظتني.

رشدي بيك: فهمت. لكن العقد الذي في عنقك، من أحضره لك؟

نيرمين: أنا، أنا اشتريته، لأنني أحب الموسيقى وأعزف على البيانو، كما تعلم، لذا أحببته واشتريته.

رشدي بيك: كاذبة.

نيرمين: لماذا تقول ذلك، يا أبي؟

رشدي بيك: لأنك تكذبين. العقد ليس لك. قولي، أين وجدته؟ لا تكذبي، فهمت؟

نيرمين: لا أعلم، لم أتمكن من سؤال حازم.

رشدي بيك: ماذا؟ تسألين حازم، وهو شبح؟ ما دخله؟

نيرمين: لا أعرف، لكن العقد ظهر فجأة في نفس اليوم الذي ظهر فيه شبح حازم. في الحلم كان العقد موجودًا، وعندما يكون حازم موجودًا، يبدأ العقد في...

رشدي بيك: في السخونة وتشعرين بالهدوء، أليس كذلك؟ وأنا مخطئ؟

نيرمين: نعم، كيف عرفت؟

رشدي بيك: هذا ما كنت أخشاه. آه، يا ربي، ماذا أفعل الآن؟

نيرمين: ما الأمر، يا أبي؟ لقد أقلقتني.

رشدي بيك: هل قبّلك؟

نيرمين: ماذا؟ لماذا تسأل هذا السؤال الغريب؟

رشدي بيك: قولي بصراحة، لا تخافي. أنا أبوك، ولن أؤذيك.

نيرمين: آه، يعني، حاول أن يقبلني، لكنني دفعته. كما تعرف، أنا لا أسمح لأحد بلمسي أو تخطي حدوده معي، حتى في الحلم.

رشدي بيك: تكلمي، ماذا فعل غير ذلك؟

نيرمين: حاول احتضاني لفترة طويلة، وهذا كل شيء. لا أستطيع توضيح أكثر، فهو مجرد حلم، لكن الموضوع محرج جدًا.

رشدي بيك: فهمت ما أردت أن أعرفه.

نيرمين: ما الذي تريد معرفته بالضبط؟

رشدي بيك: شيء لم أكن أصدق أنه سيحدث، وكنت أعتقد أنه مجرد كذبة.

... يتبع

قبره ملاذي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن