البارت الثالث عشر

214 13 0
                                    

ال**الفصل الثالث عشر**

أشعر وكأن صاعقة ضربتني، ما الذي أفعله مع حازم؟ تاريخ الصورة يعود إلى سنة 1957. ما هذا؟ أحتاج إلى تفسير حقًا. لكن... حازم، أين أنت الآن؟ أنت مدين لي بالكثير من التفسيرات... قطع حبل أفكاري صوت أبي.

رشدي بيك: نيرمين... نيرمين، هل أنتِ بخير؟

نيرمين: أنا... أ...نا... ماذا أفعل مع حازم؟ ما هذا؟ أنا وحازم متزوجان؟ كيف؟ أنا... أنا لا أفهم شيئًا، بابا، ما هذا؟

رشدي بيك: اهدئي أولًا، يا ابنتي، هناك نقطتان أريد توضيحهما لكِ.

أولًا: هذه ليست أنتِ، هذه جدتكِ، أخت جدّ والدك مراد، جدّ جدك كامل. هل فهمتِ هذه النقطة أم تريدينني أن أعيدها؟

نيرمين: لحظة، دعني أفهم... والدك، الذي هو جدي كامل، أبوه مراد، الذي هو جدك وأيضًا جدي، لديه أخت، التي هي عمة جدي كامل، الذي هو أبوك، الشخص الذي ضيع ثروة العائلة وأنت تعبتَ كثيرًا لتعيد للعائلة مكانتها، صحيح؟

رشدي بيك: يا ابنتي، عيب أن تتكلمي عن جدك كامل بهذه الطريقة.

نيرمين: لكن هذه هي الحقيقة، يا بابا. الجميع يعلم أن عائلتك كانت من أغنى العائلات في البلد، لكن جدي أفلستها. هو وأخوه جمال، والد أمي، ضيعوها في المقامرة والرهانات وعلى الراقصات، ففلسوا العائلة، وأنت تعبتَ وشقيتَ لتعيد للعائلة مكانتها واسمها.

رشدي بيك: كانت أيامًا صعبة جدًا. لا أريد أن أتذكرها ولا أريد حتى أن أذكر الأماكن القذرة التي عشنا فيها. لو كان جدي مراد حيًا لما حدث كل هذا، لكنهم ضاعوا بعد موته وأضاعوا الثروة التي شقي في جمعها هو وجدنا الكبير، والده صبري بيك.

نيرمين: يبدو أنهم اغتروا بالدنيا والمظاهر الخادعة، أليس كذلك؟

رشدي بيك: نعم، هذا صحيح... يلا، خلاص، لا تشتتي انتباهي، دعينا نكمل موضوعنا.

نيرمين: ههههه، خلاص، تفضل أكمل.

رشدي بيك: جدك الكبير، صبري بيك، كان هو ووالد حازم العمري شركاء. جدك كان لديه مراد ونيرمين، ووالد حازم كان لديه حازم وسمير. وكان جدك صبري ووالد حازم، صادق بيك، قد ورثوا هذه الشراكة عن طريق آبائهم، جد نيرمين وجد حازم. وفي الوصية، كان من الضروري أن يتزوج حازم من نيرمين حتى تتوزع التركة وتستمر الشراكة، وإلا فإن الأموال والتركة كلها ستذهب إلى الجمعيات الخيرية ولن يحصل أحد منها على شيء.

نيرمين: لكن لماذا يجب أن يتزوج حازم من نيرمين؟ لماذا ليس سمير؟

رشدي بيك: لأن سمير كان صغيرًا جدًا، أصغر من نيرمين بكثير. الفارق بين حازم ونيرمين كان سنتين تقريبًا.

نيرمين: آه، الآن فهمت... فتزوجوا وأحبوا بعضهم وعاشوا حياة سعيدة، صحيح؟

رشدي بيك: لا، ليس هكذا. كانوا يكرهون بعضهم البعض، ولم يكونوا يطيقون بعضهم، وماتوا الاثنان بسبب بعضهم البعض.

نيرمين: كيف؟ لا أفهم!

رشدي بيك: لم أكن أريد أن أخبركِ، لكن في النهاية ستعرفين. نيرمين كانت مدللة جدًا وفاسدة، مثل حازم تمامًا. وكان نهاية الفاسد مع الفاسد ستكون سيئة جدًا.

نيرمين: كيف ذلك؟!

رشدي بيك: نيرمين كانت تحب المال أكثر من أي شيء في العالم، حتى أكثر من أمها وأبيها. وكان هناك مشاكل بين حازم وأحمد الشافعي.

نيرمين: الشافعي؟!!

رشدي بيك: نعم، الشافعي، جد كرم. وكان قد كوّن عصابة من بعض البلطجية. عرض على نيرمين مبلغًا كبيرًا من المال وأيضًا الزواج منها إذا ساعدته في التخلص من حازم. في تلك الفترة، كان حازم ونيرمين قد طلقا لأن الورثة توزعت ولم يعد هناك شيء يربطهما ببعض. وكان حازم، كما قلت لكِ، فاسدًا، يهتم بالنساء والرقصات، ويشرب حتى الصباح. هو ماهر في عمله، لكن السهر والنساء والمنافسة بينه وبين أحمد الشافعي كانت على من يستطيع اصطياد هذه الراقصة أو تلك. بالإضافة إلى أن شركة حازم التي أسسها بعيدًا عن شركة العائلة كانت منافسة قوية لشركة أحمد، وكان دائمًا يتفوق عليه. كل هذه الأمور جعلت ابن الشافعي يقرر التخلص منه. بالطبع، نيرمين سرقت ملفات مهمة من مكتب حازم قبل أن تكمل إجراءات الطلاق. بالإضافة إلى أنها كانت زرعت خادمة لنقل أخبار المناقصات وغيرها إلى أحمد أولًا بأول. وعندما اكتشف حازم اللعبة، تحدى أحمد، وقرروا أن يصفوا حساباتهم قرب المخزن القديم. حازم ذهب وحده ومعه مسدسه، لكن أحمد، كعادته، كان خائنًا، فأحضر البلطجية معه، وقيدوا حازم بالمستودع وأحرقوه. أما نيرمين، فقد قتلها أحمد برصاصة ورماها في المخزن بجانب حازم وأحرقهما. وقال: "التي تخون زوجها من أجل المال ستخونني بالتأكيد."

كان أبي يسرد هذه الوقائع الصادمة واحدة تلو الأخرى. صدمات لم أكن أستوعبها. كاد عقلي يتوقف، وأكثر ما زاد حيرتي هو نيرمين... نيرمين تشبهني، كأنها أنا، حتى لها نفس اسمي. لماذا أخبرني حازم أنه يحبني؟ لماذا يحب من خانته؟ لا... لا، أنا لست مثلها... لست مثلها... ربما يريد الانتقام مني... أجل، ربما، لأنه لم ينتقم منها، يريد أن ينتقم مني عن طريق تعليقي بأوهام حبه... حب شخص ليس له وجود مادي على هذه الأرض... وجهي شاحب... يداي ترتجفان... عيناي اغرورقتا بالدمع... غصة في حلقي... هل أنا لعبة بيده ليأخذ ثأره؟ لكن نظراته... لمساته... كلامه، حتى قبلته التي لم تكتمل، كانت تبدو... كلها كانت تبدو حقيقية... يا إلهي، ما هذه الحيرة...

رشدي بيك: خلاص يا ابنتي، اهدئي. أعلم أن كل هذا كثير عليكِ، لكن كان يجب أن تعرفي.

كل هذا... كل هذا مرة واحدة. أشعر أن قلبي يرتعش. أشعر بخوف... بخيبة... بحيرة لا مثيل لها... هل حازم يخدعني لأخذ انتقامه؟ يريد أن يعلقني به؟ يريدني أن أبقى وحيدة وحبيسة أوهامي؟ لماذا أنا؟ لم أفعل له شيئًا... حازم... حازم، أين أنت؟ ماذا تريد؟

... يتبع ... ...



قبره ملاذي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن