البارت 32 (لا استطيع مسامحتكِ)

120 9 11
                                    

في فيلا الشناوي بعد ان عاد صبري و مراد من الزفاف يمشي صبري متثاقلا و حزينا و يجلس على الاريكة في الصالون يتبعه مراد ليجلس بالقرب منه لك محاولة مواساته
مراد : خلاص يا بابا ما تزعلش نفسك ان شاء الله كلها كم شهر و نيرمين هترجع لهنا و حازم مع اني بكرهوا الا انه رجال قد كلمتوا و هياخذ باله منها
صبري : بتحبوا
مراد : نعم !!!
صبري : اختك بتحبوا
مراد: بتحب مين؟؟؟
صبري : حازم
مراد : .. حازم .. اختي .. لا لا قول حاجة تتصدق استحالة ده يكون حقيقي هي طول عمرها بتكرهو و مش طايقاه
صبري : انا سمعتها و هي بتقوله كده
مراد : نعم .. نعم ؟؟؟ ايه ده .. ازاي و فين ده جرى
صبري : مش مهم دلوقتي المهم انه هو التاني بحبها كمان بس مش عارف ليه قلبي مش مطمن
مراد : نعم .. مين .. حازم بيحب اختي ... لا خلاص انا دماغي لفت ... لا لا .. انا .. انا عاوز اشرب حاجة تشرب معي ؟؟
صبري : اي حاجة .. بس بسرعة حاسس ان دماغي هتنفجر
قام مراد من مكانه و سكب لابيه و لنفسه كأساين من النبيذ لعلهما يستوعبان الفضوى التي حدثت طوال هذه الفترة .. نيرمين و كل ما يتعلق بها كان فوضى عارمة بالنسبة لهما
مراد : مش هتخبرني ازاي عرفت المعلومة دي
صبري : مش دلوقتي ... روح نام الساعة بقت ٢ بليل
مراد : زي ما تأمر صبري بيك ههههه
صبري : انقلع من قدام
مراد : هههه حاضر
قبل رأس والده و توجه الى غرفته دون جدال مع انه لم يرغب بالنوم كان يريد ان يعرف ما حدث او كيف علم والده بالامر .. كان يريد ان يعرف ير تغير اخته او مالمعجزة التي حدثت انه اشبه بان تكون قد ماتت و اتت فتاة اخرى بداله .. هز رأسه في افكاره المجنونة و اطفئ نور غرفته و نام بعمق بعد يوم حافل

في الطابق السفلي تحديدا الصالون كان لا يزال صبري جالسا هناك مستغرفقا في افكاره و لا اكذب ان قلت انه قد قضى على زجاجة النبيذ كلها بنفسه كانت فترة صعبة عليه كل الامور اتت مع بعضها سمية مايا نيرمين حازم .. و احلامه اجل احلام غريبة تطارده طوال الوقت يرى فيها مكان تتلهمه النيران و بسمع من داخله صوت طفلته تستنجده لينقذها لكنه يفشل كل ما حاول انقاذها فقدها .. كان فقدها مجردا حلم لكن المرارة في حلقه تشعره وكأنها حقيقة .. قرر ترك اوهامه و النهوض لغرفته يستحق الراحة بعد كل هذه الاحداث الحافلة

توجه للدرج ليصعد للطابق الثاني ليتجه لغرفته و لكنه لاحظ ان اضواء غرفة سمية لا تزال مضائة توجه ناحيتها بخطواة مترنحة بسبب افراطه في الشرب .. التوجه الى وكر الثعبان في وضع كهذا اشبه بالانتحار لقد كانت مقامرة خطيرة لكنه اقدم على اتخاذها .. في كل مرة يخذل حذره معها كانت
تستغل الفرصة لتحقيق مطامعها .. ابتسم بمكر هي الان عاجزة ضعيفة لا بأس ان استمتع و لو قليلا بتعذيبها ابتسم بخبث و حاول الوقف باتزان قدر المستطاع ... فتح الباب و لكنه تفاجئ بالمنظر الذي امامه كانت غرفتها اجمل و اروع من المعتاد الروائح العطرة التي تنبعث منها و الشموع اللطيفة التي تضيئها و على السرير هناك .. وقعت نظرته عليها كانت ترتدي ثوب نوم قطني مكشوف من الصدر بحمالات رفيعة بلون بيج جميل و سرحت شعرها بشكل جميل بدت كعروس ليلتها زفافها عادت عشرين سنة للوراء جمالها من النوع الذي يأسر اللب و يخطف الانفاس حاول ان يستوعب مالذي يجري هنا و لكنه ظل متسمرا مكانه حتى نادته
سمية : كنت مستنياك تعال جمبي
تقدم ناحيتها من غير تردد مع ان خطاه كانت مترنحة و غير متزنة من اثر الكحول جلس بالقرب منها على السرير ساعدته في نزع سترته و ربطة عنقه التي كانت شبه مفتوحة ومن غير تردد قامت بفك ازار قميصه ببطئ شديد و اقتربت من وجهه اكثر لتطبع قبلة رقيقة على شفتيه لم يبدي اي ردة فعل لم يرفض او يتفاعل كل ما فعله هو انه كان ساكنا
سمية : هو انت شربت اوي مش كدة ؟؟
صبري : ايوا ، مش عارف ازاي بس محستش على نفسي الا وانا مخلص الازازة
اقتربت منه اكثر و قبلته بقوة اكثر كانت تلتهم شفتيه و تستمتع بطعم النبيذ العالق عليها و بدأت تتلمس صدره العاري بيد و تملس على شعره بالاخرى و لكن لم تتلقى منه اي رد و لم تشعر حتى بتغير نبضه .. ابتعدت عنه استلقى على جانبه على السرير اشار لها لستلقي في حضنه حسنا لم ترد هذا حرفيا و لكن شيء افضل من لا شيء ربما يميل قلبه لها و يحبها كما تحبه تعرف ان غلطتها لن تنسى و لكن لعل الحب يمحي ما قبله من الذنوب ... هكذا تمنت و ما حيلة العاجز الا التمني ... وضعت رأسها على صدره تستمع الى دقاته .. كان يداعب شعرها الاملس بيده استرخت اغمضت عينيها ظنت انها ستغفوا بسعادة بين احضانه ...حتى .. نطق
صبري : مايا رجعت
نهضت بسرعة و كأنها مصعوقة .. صعقت فعلا من الخبر مايا لما بعد كل هذه السنوات لما تأتي الان لتحطم ما قد بنته هي لسنين طوال تعلم ان بنائها لم يكلل بالنجاح و لكنها الان ترجوا ان تحصل على بعض ما تمنت . .. لا .. لا .. خطتها حبكت بدقة مايا تكره صبري و لن تسامحه على خيانتها بالتأكيد عادت للبلد و لكنها لن تعود اليه هكذا فكرت
صبري : زارتني قبل يوم من الفرح مش هطول عليكي اوي بس انا و هي اتفقنا نتجوز بعد فرح نيرمين و حازم
شعرت بغصة بحلقها و اختنقت عينها بالدموع حاولت منع دموعها من الانهمار و لكن دمعها تمرد عليها خاطبته بغصة و الدمع ينهمر من عيونها
سمية : و الي بنينا ده ..
صبري : الي بنينا ؟؟الي هو ايه بالضبط؟؟
سمية : صبري (قلتها بصراخ ) تقصد ايه عامل نفسك مش فاهم تجي لحد عندي تحضني و طمني و تعمل كل ده و تخليني اصدق ان ممكن تحبني زي ما انا احبك و بعدين تنكر كل ده و تقولي انك عاوز تتحوزوحدة سابتك من اكتر من عشرين سنة و ما سألتش عنك
نهض و اقترب منها اكثر حتى اصبح وجهها مقابلا لوجهها و همس في اذنها
صبري : تعجبني الثقة لما تكون في غير اهلها
سمية : بتقصد ايه ؟؟
ابتعد عنها و ضحك بطريقة هسترية و يبدا ان ثمالته قد اثرت على مزاجه ايضا
صبري : سمية يا روحي لا تكوني صدقتي اني حبيتك دلوقتي و ممكن افتح معاكي صفحة جديدة هههههه ، يا قلبي كل ده كان لعبة مني عشان اعذبك اكثر و اكثر .. انا بلاحظ ان القسوة ما نفعتش معاكي و ما تكسرتي اوي زي ما انا عاوز بس كنت بلاحظ ان كل ما اقرب منك قلبك بدق جامد و عيونك بتترعش مش خوف لا كان حاجة كدة زي انا بحبك بس مش قادر اقول ههه
اخذت تبكي بقوة و تضربه بيدها على صدره
سمية : ليه بس يا صبري ليه
صبري : عشان بستمتع و انا بشوفك تدمري كدة لما بقرب منك زي ما انا عاوز و ابعد عنك زي ما انا عاوز .. انا وعدتك قبل كدة اني مش هقتلك بس هخليكي تتمني الموت و انا صبري بيه الشناوي عند كلتمي ههههه
مسحت دموعها بيديها و هدات نفسها و قلبها المتسارع
سمية : فعلا انت نجحت بامتياز يا صبري بيه انا كنت اليوم نويت اني انهي حياتي و اريحك مني خالص ، بس افتكرت قد ايه كنت رقيق و طيب معايا اخر مرة كنت بتمنى اننا نفتح صفحة جديدة و ننسى الي فات بس ..
لم تتمالك نفسها و بكت بغزارة كان بكائها حقيقيا تعبيرها حزينا ..تعبرا لم يراه عليها طوال فترة زواجهما لاول مرة يحس بصدقها لكن خطاياه لا تغتفر .. عانقها فقط ليهدئها
هدات بين احضانه لكنه تابع كلامه
صبري : ممكن اسامحك على كل حاجة بس ازاي هنسى انك خنتيني ، مش صبري بيه الي ياخد فضلة غيروا
اخذت تبكي و هي تعانقه بقوة
سمية : انا .. (تشهق ...تشهق ) .. انا اسفة بكل ده بسببك حاولت اقرب منك انت الي كنت بتبعدني انا (تشهق ..)
صبري : مش قادر انسى .. سامحني .. عارف ان كل الي جرى بسبب ضعفي لو رفضت من الاول امر بابا و ما اتجوزتك مكنش كل ده جرى
اخبرها انه لم ينسى خيانتها ، و طلب منها مسامحته لان ضعفه دمرها و دمره ..
سمية : حبيبي صبري انا بحبك طول عمري و الي عملته كان رد فعل على اهمالك و رفضك .. و انت قتلته ومحدش عرف بالقصة غير نيرمين و كم واحد من الحرس خلينا نبدى من جديد اوعدك اني هنسيك كل حاجة
حاولت الاقراب من شفتيه لتقبله و لكنه رفض و اشاح بوجهه عنها نهض من السرير و اعاد تزرير قميصه
صبري : سمية مش قادر انسى منظرك احمدي ربنا اني ما قتلتك معو .. دلوقتي عشان ما تقوليش عني ظالم انا عندي ليكي عرضين الاول يا تتطلقي و انا هضمنك حياة كريمة قصر جميل و خدم و حشم و كل الي انتي عاوزاه
او يا تبقي هنا في اوضتك دي كدة معلقة و لمعلوماتك في الحالتين انا هتجوز مايا .. ابقي فكري براحتك و بلغيني الصبح .. تصبحي على خير
توجه ناحية الباب لم يلتفت خلفه ابدا ... خرج و اغلق الباب بقوة ليتركها في حزنها و حيرتها ... لاحظت انه نسي سترتها على سريرها اخذت السترة و عانقتها بشدة لانها تحمل رائحته
اخذت تبكي حزنا و ندما .. يعتريها الالم كذلك الان هي في اسوء حالاتها لا تريد التفكير في اي شيء و لا تريد حتى ان تسيقظ من الاساس ارادت ان تنام للابد و لا تستيقظ مرة اخرى ومن غير ان تشعر نامت وهي تعانق سترته و عينها متورمتان من كثرة البكاء
يتبع .....

قبره ملاذي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن