البارت ٣٧ ... روجينا ؟؟!

100 9 10
                                    

الساعة ال ٩ مساء بتوقيت القاهرة ... يرن هاتف رشدي الموجود على الطاولة يلقي نظرة ليتعرف على الاسم كان اسم المحقق .. ابتسم التقط الهاتف و اجاب على الاتصال
وجدي : رشدي بيه مش ناوي تشرفني بزيارتك ههه
رشدي : بلاش يا حضرة المحقق مش عاوز وجع دماغ اصلك بترغي كتير
وجدي : هههه كدة بردو بس مش سايبك يا تجيني يا اجيج ...خلاص جايج و انا معايا اكبر جزازة ويسكي
رشدي : ههههه يا مجنون جاي فين استنى عندك انا جاي ،مع اني مش بحب السهرات دي دماغي يفضل واجعني بعدها بيوم كامل
وجدي : ههههه طب يسدي متتأخرش

اغلق هاتفه و توجه مباشرة الى شقة صديقه المحقق المجنون او هكذا كان يسميه رشدي كان دوما يعتقد انه مجنون و بالاخص حينما يورط نفسه مع اشخاص لا قبل له بهم حتى انه تعرض لعدة محاولات اغتيال و لكنه كان مصرا على الايقاع بهم حل عدد كبيرا من القضايا و لكن اكبرها كان ٥ قضايا كان لرشدي دور كبير فيها لقد استمر في مساعدته و النواصل معه فقد لانه يشعر بالملل و العمل مع هذا المحقق الصغير اشعره بالحماس .... ربما ذكره بايام شبابه ...
رن جرس الباب فتح له وجدي الباب ...
وجدي : ايه رشدي بيه هنا و انا اقول البناية منورة على غير العادة اتاريك هنا ما كنت تقول يا راجل
رشدي : ايه رايك تخرس و تسيبني ادخل
وجدي : اه طبعا .. البيت بيتك و اعز والله
تجاهله كالعادة ... و دخل وجد ان وجدي قد اعد كلشيء هذه الكدمرة كان الاحتفال مبالغا به يبدو ان نصره على عائلة الشافعي يعني له الكثير
رشدي : الظاهر ان ليك تار مع حسام الشافعي
وجدي : ليه بتقول كدة
رشدي : لان كل مرة بتجيب جزازة صغيرة او تخليني انا اجيبها و تخلص القصة بس المرة دي محتفل ولا الي متخرج من الثانوية العامة
وجدي : ههههه هاهاهاه ... اه .. رشدي بيك انت على طول كدة
رشدي : ازاي يعني ؟؟
وجدي : ذكي و بتفهمها ع الطاير
اعتلت نظرة حزن ممتزجة بالالم وجه المحقق الشاب توجه الى الطاولة و سكب لنفسه كأس و شرب رشفة واحدة و اخذ شرب واحدا تلوى الاخر كالمجنون
يراقبه رشدي باهتمام و استغراب لحاله الذي تغير بسرعة و لكنه لا يضغط عليه لمعرفة السبب .. لم يضغط عليه قط لمعرفة ماضيه او حياته او من يكون وجدي كان غامضا بالنسبة له لم يجدي اي شيء يتعلق بماضيه او من اي اتى و اين كان قبل ان يتم تبنيه من قبل عائلته الحالية ... لقد كان ابنا بالتبني و لا احد يعلم اي شيء عن حياته الماضية
ليس غموضه من لفت انتباه رشدي .. ايضا كان هناك شيء غريب في هيكله ... كان المحقق ذو طول جيد ليس بالقصير الساحق او الطويل الفارع و جسده كان ممشوقا وبقوام جيد و لكنه لايزال صغيرا ليكون جسد رجل حتى صوته على الرغم من خشونته الا انه ارق من صوت رجل شك عدة مرات بهويته ولكنه لم يستطع امساك دليل واحد عليه وجدي .. لم يكن قد وجد اي شيء عنه قبل التبني .. ربما لانه ليس هو بل هي .... لا .. لا .. نفض هذه الافكار من رأسه و استمر بالشرب
بدء وجهه يتحول للاحمر من كثرة الافراط بالشراب ....
ثم تكلم
رشدي : طلقت مراتي
وجدي : احسن حاجة عملتها اصلا ما كنتم متفاهمين .
رشدي : وانت ايه الي عرفك
وجدي : انت
رشدي : انا ؟!
وجدي : ايوا انت بس الظاهر تقلت بالشرب عشان كدة نسيت ههههه
وضع يده على راسه الذي اصبح كالطبل بسبب الثمالة
رشدي : و ايه قلت كمان ده انت واحد ميتأمنلكش مش بعيد كمان تكون عملتلي تسجيل صوتي و بكرة بتهددني بيه
وجدي : انا !!؟ مستحيل رشدي ده انت ليك كل الفضل عليا
رشدي : مش مصدقك ، هههه .. الظاهر الوسكي تبعك مضروب
وجدي : هههه ليه بس
اخذ يفرك في عينيه محاولا توضيح الصورة قدر الامكان
رشدي: مش عارف بس بيتهيألي ان صوتك صار انعم كأنو صوت وحدة ست .. لا ...ده الوسكي مضروب اكيد ههه

اخذ وجدي يضحك بشدة على تعليق رشدي
وجدي : هههههه طول عمرك ذكي و لماح يا رشدي بيك بس غلطت بحاجة
رشدي : و ايه هي ؟؟،
وجدي : الوسكي مش مضروب ده نخب اول بس انا الي ما اخدت الدوا الي يعمل صوتي خشن ههههه
رشدي : ايه ده .. ده انا اتأكدت الوسكي ده مضروب فعلا دايما بتسترخص كان لازم اشتريه بنفسي
نهض المحقق من مقعده تركه كأسه على الطاولة يعلو وجهه الوسيم و الرقيق ابتسامة غريبة لا تفسير لها او لم يستطع رشدي تفسيرها لانه ثمل جدا ... وضع يده على شعره استغرب رشدي تصرفه ثم في لحظة سقط شعره على الارض ليكشف عن الشعر الحقيقي الذي كانت تخفيه تحت الشعر المستعار ... كان شعرا اشقر جميلا يلمع كالذهب ... ثم ازالت عدساتها البنية لتكشف عن عيون خضراء بلون الزمرد
و شفاه رقيقة ناعمة تحركت لتنطق بشيء بالكاد استجمع عقله ليفهمه
روجينا : روجينا ... اسمي روجينا مش وجدي ... اعذرني رشدي بيك بس كنت مضطرة اخفي هويتي بسبب عيلة الشافعي بعد ما اتخلصنا منهم ما عاد في لازمة اخفي نفسي اكتر من كدة
فرك عينيه اكثر و حاول توضيح الرؤية ربما ما يحدث بسبب ثمالته بدء يتخيل
رشدي : وجدي الخمرة دي مضروبة مستحيل اخليك تشتري تاني على ذوقك
روجينا : روجينا .. يا رشدي .. روجينا مفيش حد اسمه وجدي
و بعدين انا قلتلك من قبل و كشفتلك عن نفسي بس الظاهر انت نسيت
رشدي : انا ... ايمتى ده حصل
روجينا : يووو يا رشدي .. هههه من لما جيتني اخر مرة و احتفلنا باخر قضية حليتها من سنة فاتت
رشدي : نعم ؟؟؟؟
جلست بالقرب منه على الاريكة ..
روجينا : هههه انت مش فاكر ... وقتها سكرت جامد و عقد تحكيلي عن مراتك و مشاكلكم و بعدين .. بديت تكلمني عن شكوك المستمرة فيا و انك مهما بحثت ورايا مش ملاقي حاجة عن قبل التبني و.. بعدين
رشدي : و بعدين ايه ... انا هببت ايه
روجينا : لا ما تخافش ههههه .. انت خبرتني عن شكوك المستمرة حول هويتي و ان كل حاجة فيا بتقول اني انثى وخصوصا صوتي الي ابتدى ينعم اكتر وقتها كمان شككت بالخمرة لا تكون مضروبة ههههه
رشدي : و بعدين ؟؟؟
روجينا : ما فيش قلتلك على كل حاجة و كشفتلك عن هويتي و اني بنت محتاجة انتقم لذلك تنكرت .. بس صحيت ثاني يوم الصبح ناسي كل حاجة ههههه
رشدي: نعم !! ازاي ده معقول انسى حاجة زي دي
روجينا : ههههه انت نسيت كل حاجة و نمت زي القتيل بس اكثر حاجة زعلت انك نسيتها عارف ايه ؟؟
رشدي : نسيت حاجة كمان ؟؟
لمست وجهه بكف يديها الرقيقتين و داعبته بلطف
رشدي : وج... روجينا ... بتعملي ايه
روجينا : ههههه .. مش عاوز تفتكر الي نسيتو .. كل الى هعملو اني هفكرك
رشدي : لح...ظ..
قاطعت جملته بقبلة رقيقة من شفتيها الساخنتين لقد كان ثملا جدا لدرجة انه اصيب بالدوار لم يعرف من قبلتها ام من الشراب ... سقط في النوم بسرعة بينما كانت تراقبها و تضحك
روجينا : هههههه نمت تاني ... زي المرة الي فاتت نام و صحي ناسيني هههه
حسنا لم تكن مستعدة لتنسى سنة اخرى ... لذلك قررت النوم بقربه على الاريكة كانت واسعة و تكفيهما ....
لقد حققت انتقامها من حسام الشافعي الذي حرق منزلها و قتل اهلها ... و من ابنه الذي جعل اخاه بالتبني مقعدا عن الحركة لقد كانت لعنة تطاردها لذلك اقسمت على الانتقام منهم و من امثالهم ... و لكن كان يجب ان تخفي وجودها .. ليصادف ان يجمعها القدر باول رجل جعل قلبها ينبض لم ترغب ان ينساها مرة اخرى ... ولن تقبل بخسارته
طالما حققت انتقامها ... لا شيء يقف في طريق سعادتها

من هي و من عائلتها .. كيف بدأت انتقامها و لماذا تنكرت هكذا .. اسئلة عديدة كانت مستعدة لتجيبه عليها بعد ان يستيقظ ...
يتبع

قبره ملاذي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن