{الجزء التاسع عشر}

269 10 25
                                    

#من_مذكرات_ماريا

في كل مرة أشعر بالإختناق اتوجه نحو تلك المقبرة أجلس على المقعد واستمع بهدوء إلى أصوات زقزقة الطيور الممزوج مع  القرآن المنخفض الذي يرتله حارس المقبرة ، أشعر بالراحة في ذلك المكان لا أعلم لماذا هل لأنه هو المكان الذي ننتمي إليه أم لأنه خالي من البشر ، حقاً لا أعلم

اجلس واتكلم عن كل مايؤذيني .. اتكلم عن أشياء تجعلني أكثر قسوة .. عن مايؤرقني .. عن من تخلوا عني .. عن من اصبحوا تحت التراب .. اتكلم عن نفسي وعن ماضييّ وحاضري ..

لكن الآن حتى زيارة تلك المقبرة أصبحت محرمة عليّ .. اصبحت وكأنني جسدٌ بلا روح
هل أنا سيئة لدرجة ان أموت وأنا على قيد الحياة؟!

@@@@@@@@@@@@@@

تجلس على المقعد أمام إحدى الطاولات في الحفل على يمينها تجلس شقيقتها سميرة وعلى يسارها تجلس صديقتها لين

عندما رأتهم تجمدت بمكانها من الصدمة فهي لم تكن ستتوقع أن تجدهم بالحفل ولأول مرة لم تفارق البسمة وجهها كانت سعيدة جداً أولاً من أجل أخيها وصديقتها وثانياً من أجل رؤيتها لسميرة ولين

امسكت سميرة يد ماريا ثم وضعتها على بطنها المنتفخة قليلاً حتى ان من يراها من بعيد لا يجد اي اختلاف وتحدثت بإبتسامة :" ستصبحين خالة قريباً " توسعت عيني ماريا بدهشة لتصرخ بعدم تصديق :" حقاً ، أنتي لاتمزحين معي أليس كذالك"

نفت برأسها وقبل أن تتحدث وجدت زوج شقيقتها باسل يقف خلف سميرة يضع يديه على كتفيها برقة ويقول بإبتسامة :" لاتمزح ستصبحين خالة حقاً بعد أربعة أشهر" تحجرت الدموع بعينيها لتقهقه بدهشة وهي تكاد لاتصدق و مازالت يديها موضوعة على بطن شقيقتها

كان الجميع يراقبها بإبتسامة على ملامحها الغير مصدقة بينما مازن كان يراقب ملامحها التي لأول مرة يراها صادقة بدون تصنع ودون أن تخفي مشاعرها كانت عفوية بكل حركة تقوم بها

مسحت دموعها التي سقطت دون شعور منها وتكلمت وهي تمسك بيد شقيقتها :" أريد أن أصبح خالة لفتاة هل تفهمين"

نظر لها الجميع بصدمة لتتحول إلى ضحكات مرتفعة فقد كانت ملامح ماريا جادة جداً وهي تتكلم لم تستطيع إخفاء تلك الطفلة التي بداخلها لأول مرة تجرب هذا الشعور الجميل ولا إرادياً وجدت نفسها تتحدث بعفوية ومجرد ما إن انتبهت لنفسها حمحمت تحاول إخفاء خجلها من كلماتها التي خرجت منها دون تفكير لكنها لم تستطع منع خديها من الإحمرار

مر الوقت وقد كانت سعيدة حقاً لم تقابل أحد من عائلتها ولم تجلس مع مازن وعائلته فقط بقيت مع صديقتها وسميرة وندى الصغيرة وبالطبع إنضم إليهم وائل الذي لم يترك ماريا للحظة ، جلست بضع الوقت مع سام وريم تحدثوا قليلاً ثم عادت مجدداً إلى مكانها

إنعزال مُظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن