{الجزء الثاني عشر}

262 10 6
                                    

#من_مذكرات_ماريا

إياك أن تستصغر عقلي.. أن تأخذني كيفما شاء بك الهوى..إياك أن تمازحني بجدية.. أن تضع يدك على جرحي وتضحك.. أن تتغابى مثلاً وانت تفهمني..

@@@@@@@@@@@@

توقفت سيارة مازن أمام باب الفيلا ليضغط على بوق السيارة كي يسمعه الحارس ويفتح له البوابة الخارجية

ولم تمضي بضع دقائق إلا وفتح الباب رجل في الخمسين من عمره ،، دخل مازن بالسيارة ليغلق الرجل البوابة خلفه

ركن السيارة جانباً ثم نظر إلى ماريا وقال بسخرية :" هل تنوين البقاء هنا ؟" تجاهلته تماماً ثم فتحت الباب وخرجت من السيارة ،، نظرت حولها تحاول التعرف على المكان

كانت هناك ساحة أمامية للفيلا وزعت على أطرافها شجر للزينة وورود لتصبح الرائحة جميلة جداً ،، وفي المنتصف وضعت بركة ماء وفي وسطها تمثال لراقصة باليه ترفع يديها بحركة ناعمة وقدمها اليسرى تسندها على قدمها اليمنى بينما كانت تقف على أطراف أصابع قدمها والمياه تخرج من باطن كفها لتتساقط فوقها مُشَكلة أجمل منظر

اقتربت من السيارة وفتحت باب السائق تحت نظرات مازن المستغربة ،، ضغطت على إحدى الأزرار ليفتح صندوق السيارة لتغلق الباب وتذهب لتخرج حقائبها من السيارة بينما مازن ينظر لها بدهشة اللعنة هل هي دائماً تعتمد على نفسها بكل شيء دون أن تطلب مساعدة من أحد ،، لو كانت فتاة غيرها لكانت استغلت انوثتها لتخبره أنها لا تستطيع حمل الحقيبة لكي يحملها لها

لكنها مختلفة بكل شيء بنظراتها بكلامها بأفعالها بأفكارها بكل شيء مختلفة ولا تشبه أي أحد ،، لا تشبه سوى نفسها
طرد تلك الأفكار من رأسه ثم إتجه إليها ليساعدها في إنزال الحقائب

أغلق صندوق السيارة ثم حمل حقيبة وجر الأخرى وكان عليه الاعتراف أن الحقائب لم تكن خفيفة ومازال متفاجئ من حملها لهم بكل بساطة ووضعهم داخل صندوق السيارة ،، بينما ماريا كانت تجر واحدة أيضاً وتتبعه إلى داخل الفيلا

كانت الساعة الحادية عشر مساءً والفيلا هادئة جداً فهم لم يتوقعوا من مازن أن يتزوج هكذا ويأتي هو وماريا بهذه السرعة

لحقته بهدوء بدون أن تنطق حرف واحد
كانت الفيلا تحتوي على صالة جلوس ملكية وفخمة جداً اتجه مازن نحو السلم الذي كان على الجانب الايمن للصالة ،، صعدت خلفه وهي تحمل الحقيبة ليقابلها رواق طويل به الكثير من الغرف / جناح كامل له وواحد آخر لشقيقته وغرفة لإبن شقيقته وثلاث غرف نوم للضيوف ،، أما غرفة جده كانت بالأسفل فمهما كانت صحته جيدة يبقى صعود السلالم صعباً عليه /

توقف امام إحدى الغرف ووضع الحقائب هناك ثم نظر لوجهها يحاول استكشاف ردة فعلها لكن كل ماقابله الجمود ،، وهذا أكثر مايدهشه لأول مرة بحياته يرى أحداً يستطيع التحكم بمشاعره بهذه الطريقة التي تتحكم بها هي ،، بقي ينظر إليها بشرود وهو يفكر مالسبب الذي جعلها تصبح باردة وجامدة هكذا ،، مظلمة وقاسية بهذا الشكل

إنعزال مُظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن