{الجزء الرابع والعشرون}

253 9 3
                                    

#من_مذكرات_ماريا

"ﻭﻻ ﺗُﻘﺒﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ إﻻ ﺑﻤﻦ ﺭﺃﻳﺖِ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮُّﺟﻮﻟﺔ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ﺩﻳﻨًﺎ ﻭﻃﺒﻌًﺎ ﻭﺧُﻠﻘﺎ ، ﺑﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺭﻓﻴﻘﻚِ ﺍﻟﺴﺎﻧﺪ ﻭﺻﺎﺣﺒﻚِ ﺍﻟﻨﺎﺻﺢ ، ﺭﺟﻼً ﻳَﻀُﻤﻚِ ﻟﺤﻈﺔ ﺣُﺰﻧﻚِ ﻭﻳﺴﺘﺒﻨﻂ ﻋﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﺁﻻﻣﻚِ ﻟﻴﻐﺰﻭﻫﺎ ﺑﺎﻷﻣﻞ ﻭﺍﻷﻣﺎﻥ ، ﺭﺟﻼً ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﺃﻭﺻﺎﻩُ ﺑﻪ ﺭَﺑﻪ ﻭﺃﻧﺖِ ﺇﺣﺪﻯ ﻭﺻﺎﻳﺎﻩ ، ﺑﻤﻦ ﻳﺨﻔﻖ ﻗﻠﺒﻪ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻣﻮﺩﺓ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺑﺮﺩًا ﻭﺳﻼمًا ﻋﻠﻴﻚِ ، ﺑﻤﻦ ﺗﻮﺍﺟﻬﻴﻦ ﺑﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﺑﻤﻦ ﻳﺮﻯ ﻓﻴﻚِ ﻛﻞ ﻧﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ، ﺑﻤﻦ ﺍمتلأﺕ ﻋﻴﻨﺎﻩُ ﻭﻗﻠﺒﻪُ ﺑﻚِ ، ﺭﺟﻼً ﻳﻜﻮﻥ ﻟَﻚِ ﺃبًا ﻭﺃخًا وصديقًا وابنًا ..

ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﺭﺑﺎﻁ ﺩﺍﺋﻢ ، ﻭﻋﻬﺪ ﻭﺛﻴﻖ ، ﻭﻣِﻴﺜﺎﻕ ﻏﻠﻴﻆ ، ﻻ ﺗَﻘﺒﻠﻲ ﺑﻤﻦ ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻨﻚِ ﺧﻴﺒﺔ ﺗﺘﻠﻮﻫﺎ ﺧﻴﺒﺎﺕ ، ﻟﺘﻜﻮﻧﻲ ﺃَﻣﺔً ﻫﻮ ﺳَﻴﺪﻫﺎ ، ﻓﺎﻧﺖِ ﻭﺣﺪﻙِ ﻣﻦ ﺗﺘﺤﻤﻠﻴﻦ ﺍﻟﺘﺒﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ، ﻭإﻻ ﺑﻘﺎﺅِﻙِ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ أﺑﻴﻚِ ﻋﺰﻳﺰﺓ ﺧﻴﺮ ﻟﻚِ "..

@@@@@@@@@@@@@

مر أسبوع كامل على تحضيراتهم ليذهبون للعمرة ، ولم يخبرو أحداً بذالك ، أرادوا أن يجعلوها مفاجأةً لهم ويتكلمون معهم من هناك وهم بجانب الكعبة المشرفة

.............................

وصلوا للفندق بعد منتصف الليل ببضع ساعات ، وقد كانت شرفة غرفتهم تطل على الكعبة مباشرة
دلفت من الشرفة وركضت إلى مازن لتقول له بترجي :" أرجوك دعنا ننزل الآن"

نظر إليها بإستغراب قائلاً :" بهذا الوقت ؟ لكننا قد وصلنا الآن ويجب أن نرتاح "

نفت برأسها لتقول وهي تمسك بيده تترجاه كطفلةٍ صغيرة :" أستحلفك بالله دعنا ننزل الآن ، لا أستطيع أن أصبر على رؤيتها هكذا من بعيد وأنا أعلم بأن مابيننا ليس سوى بضع خطوات  "

تنهد بهدوء ليومئ لها قائلاً :" حسناً دعينا نذهب  "

اتسعت ابتسامتها لتدفعه نحو حمام الغرفة قائلة بحماس :" توضأ من أجل أن نصلي ركعتين أمام الكعبة " هز رأسه بنعم وفعل كما قالت ، ثم دلفت هي بعده لتتوضأ

ومن بعدها إتجها إلى الحرم المكي كي تراه وتمتع نظرها به ، وما إن رأتها حتى بدأت تبكي وشهقاتها بدأت بالإرتفاع من ذالك المنظر المهيب والمقشعر للأبدان

إلتفت إلى مازن وهي تبكي وتضحك بسعادة غمرتها ، وكأنها لم تذوق طعم الحزن بحياتها ، عيناها كانت تخبره بِكَم الفرحة التي تشعر بها بهذه اللحظة وكم هي محظوظة لإنها إستطاعت زيارة هذا المكان

كان بالحرم الشريف القليل من الناس الذين يتعبدون أما الباقون فأغلبهم قد ذهبوا للراحة قبل صلاة الفجر

إنعزال مُظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن