{الجزء الثاني}

510 24 26
                                    

#من_مذكرات_ماريا

امي دائماً ماتظن انني لا اتأثر كبقية اخوتي والاقسى قلباً واقلهم احساسا والحقيقة هي عكس ذلك تماماً، كنت أريد أن أكون كتوما فحسب، ربما لو ادركتي يا امي ايامي هذه لكنتي تدركين انني اضعفهم جميعاً واحوجهم للشكوى والاستناد، ولكنني لا اريد ان اكشف عورة حزني لاحد مرة أخرى

@@@@@@@@@@

بعد مرور ساعة تقريباً توقفت سيارتها في مكان أشبه بالغابة وكيفما إلتفتت لاترى سوى الأشجار.. والأشجار.. ثم الأشجار..

فتحت الباب وخرجت من السيارة حملت حقيبتها ثم بدأت بالمشي نحو مكان مجهول

بقيت تمشي نحو 10 دقائق ليظهر كوخ متوسط الحجم على بعد مسافة ليست قريبة ثوقفت أمام كوخ خشبي قديم متآكل بعض الشيء لكنه كان يبدو متماسكاً جداً اخرجت من حقيبتها مفتاح ثم فتحت الباب ودلفت إلى الداخل
من يراه من الخارج يظن أنه عفن ومتهالك لكنه عكس ذلك تماماً

كانت جدرانه ناصعة البياض به غرفة جلوس صغيرة  مفروشة بطريقة عصرية،
أريكة باللون الأرجواني وأمامها طاولة زجاجية متوسطة الحجم،، وعلى الحائط ثبتت شاشة تلفاز  وبالزاوية مشعل للنيران،، وعلى الجدران الباقية كانت هناك لوحات مرسومة بطريقة أكثر من رائعة

اتجهت نحو الأريكة وتمددت عليها وبدأت تأخذ أنفاسها فقد بقيت أكثر من ربع ساعة تمشي،، بعد أن استعادت انفاسها وقفت من جديد ثم تحركت نحو مشعل النيران ووضعت به قطع الحطب وأشعلته فالجو كان بارداً جداً

خرجت من الصالة واتجهت نحو مطبخ صغير جداً كان به موقد وأشياء أساسية ك إبريق شاي وبعض الفناجين وثلاجة للطعام وأشياء تساعدها لطهو الطعام

بعد ان انتهت من صنع القهوة أفرغتها داخل فنجاناً كبيراً ثم أخذتها واتجهت إلى تلك الغرفة مرةً أخرى
حملت حقيبتها واخرجت دفتر مذكراتها فتحت على صفحة بيضاء فارغة وكانت آخر ورقة بذلك الدفتر

مسكت القلم بيدها وبدأت تخط كلماتها

"سأخبرك شيئاً لم أخبره لأحد من قبل  .. أنا كثيرة الكذب  .. أقول أنني بخير لكنني لا أكون بخير .. أقول سهل ولكنه صعب  .. اقول على الأشياء شديدة المرارة حلوة  .. حتى أنني أتجرع القهوة سادة وكم أكره القهوة من الأساس ولكنني أشربها بإستمتاع كاذب يدهش الجميع !!
أسير بين جموع هؤلاء الناس وكأنني معتادة عليهم  .. وكأن أشعة الشمس لا تضايقني  .. وحرارة الجو ماهي إلا شعور باطل  ..
وكل ذلك كذب  .. كذب أنني أعتاد  .. كذب أنني لا أخاف  .. كذب أنني بخير .
توقفت عن قول الصدق لأن لا أحد يهتم ولا أحد يستمع  ..
رويداً رويداً توقفت عن الكلام  .. واختلط بداخلي كل شيء .. الحب والكره .. الشغف والإنطفاء .. القسوة والحنان  .. الكذب والحقيقة  .. بمرور الوقت أصبحت كالمجانين  .. أنظر لمشهد ما بنفور وفي المرة التالية لا أشعر بشيء تجاهه  .. وبعد فترة أطول توقفت عن الشعور  .. كان سهلاً  أن أتقبل كل الذنوب على إنها ذنوبي دون مقاومة ..
كان سهلاً أن أعترف أنني المقصرة  .. أنني المهملة  ..أنني التي لم تكن جيدة بما يكفي  .. وأن كل شي يفعل بدافع الواجب  .. يفعل تجاهي على إنه فضل وليس حق مستحق  ..
تركت المقاومة تجاه كل ذلك  .. تركت نفسي للنهاية  . "

إنعزال مُظلم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن